أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025 زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 المملكة على موعد مع الأمطار وبرودة ملموسة وهبات رياح قوية يومي الأحد والإثنين مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت دوري الأمم الأوروبية .. مواجهات نارية في دور الثمانية ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث أيام في بابا عمرو .. الرواية الأدبية الأولى...

البحث عن الوطن في الثورة ... مأساة شعب و قصة ثورة .

أيام في بابا عمرو .. الرواية الأدبية الأولى عن الثورة في سوريا .. للروائي السوري عبدالله مكسور

03-11-2012 02:04 PM

زاد الاردن الاخباري -

صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر و التوزيع في المملكة الأردنية الهاشمية رواية أيام في بابا عمرو للروائي السوري عبدالله مكسور ، وهي تعتبر الرواية الأدبية الأولى التي ترصد بشكل مباشر الأوضاع في سوريا من خلال المخاض العسير الذي تشهده البلاد لولادة الحرية .
يبدأ عبدالله مكسور روايته باصرار الأبجدية أن الكتابة للأوطان مهمة قاتلة ثم يسير بطرقات معبدة تارة و متعرجة تارة أخرى لتبدأ الأحداث بعودته إلى بلاد كل من فيها او غالب من فيها يفكر بالخروج منها بحثاً عن اشراقة حياة جديدة .. فتثيره رياح أيلول و صوت فيروز و الآليات العسكرية ليحكي تاريخاً لبلاد تم اغتصابها على مدى عدة عقود متواصلة .
في الرواية التي تبدأ أحداثها في المنفى ثم تنتقل إلى أرض الوطن لتعود للمنفى عبر شخوص ارتبط بهم البطل من خلال لمحات تضرب في الذاكرة كلما وقع حادث مشابه.. فحياة الانسان سلسلة المراحل كما يقول الكاتب .
تروي بين صفحاتها قصة سفر و غربة و اعتقال في سجن المخابرات الجوية في حمص و تعذيب و موت و يبرز كيف ان الكلمة قاتلة لصاحبها كما قتل المتنبي شعره .لتمضي الأحداث بعد ذلك بطريقة دراماتيكية متسارعة فيجد البطل نفسه في حي بابا عمرو الشهير الذي يستعد لمواجهة أعتى الآلات العسكرية ..لينقل مشاهداته هناك و ما آلت إليه الأوضاع عبر المشافي الميدانية والتفجيرات المتتالية و الخلايا النائمة و لا ينسى أن يمر على ذكر الأب باولو داليليو أو بولس كما يحب أن يدعى حيث ارتبط هذا الراهب بعلاقة صداقة مع البطل تعود لما قبل غربته الأولى .
حماه من جديد :
لا يخفى على قارئ الرواية ادراك مباشر بأن الكاتب ملم بشكل كبير بأرض وطنه فهو يحفظها كما يحفظ العاشق تفاصيل وجه حبيبته ويظهر مصراَ على ذكر روائح الأمكنة فهي تروي ذاكرة متنقلة بين زمانين و حربين و مقبرتين ففي حماه هناك اوابد شاهدة على مأساة وقعت في القرن الماضي فيقوم الكاتب بمقاربة سريعة بين زمنين ليجد أن الحال واحدة و بينهما اختلاف بسيط ..
تتخلل الرواية قصص عشق وحب خلال الحرب و مشاريع لأحلام لم تكتمل و أخرى انتهزت فرصة الظهور إلى الحياة .
في تعليقه على الرواية يجد الكاتب و الصحفي السوري محمد منصور بأن ذاكرة الألم والقسوة والعذاب هي البطل الأساسي في هذه الرواية، إنها ذاكرة الماضي والحاضر، ذاكرة الفرد والجماعة، ذاكرة الأمكنة والأشخاص والأصوات والرائحة... فالأمكنة هي سجون ومعتقلات ومقابر خوت أو امتلأت، وهي في زمن الثورة أحياء تقصف وبيوت تهدم فؤق رؤوس ساكنيها، والأشخاص بشر يدافعون عن شرفهم لكن (الشرف يموت في بلادي قبل أن يموت الإنسان ألف مرة) كما يقول عبد الله... والأصوات أنين معتقلين في زنازين التعذيب، وصرخات مغتصبات على أطلال البيوت، والرائحة هوية مكان تشبه النصوص المرتبكة التي تخرج منها.
الذاكرة التي تقود النص الروائي نحو سلسلة من التداعيات التي لا يخفت بريقها، لا تلغي في الوقت نفسه حضور الوقائع اليومية في زمن الثورة، بل تبدو كمحلول سحري يظهّر الصور، ويكشف مرجعياتها، تلك المرجعيات التي وحدها تستطيع أن تفسر لنا لماذا ثار السوريون بقوة بعد كل هذا الصمت. ورغم الشكل التقليدي والسردي البسيط الذي تندفع الرواية إليه، مضحية بمعمارية البناء الروائي في سبيل التعبير عن مناخ عام يقترب من صيغة الحياة ويومياتها المعاشة والمستعادة معاً، إلا أن اللغة تنهض في هذا العمل الروائي بعذوبة آسرة، وحميمة دافقة، لتشرق بالصور الحية، كما بالأفكار التحليلية التي تحاول أن تفسر خصوصية المعاناة السورية تاريخياً واجتماعيا وسياسياً، وهذا التفسير لا يتخذ شكل التحليل المباشر، بل المفارقات الصادمة التي تجعل بطل الرواية يكتشف جوهر الوطن في أقصى حالات الاغتراب، والعمق الحقيقي لهذا (الوطن) من خلال بوابات الدخول إليه التي تقوده إلى داخل المعتقل، حيث تبزر تناقضات كل القيم التي ينبي عليها النظام الشمولي أسس حكمه.
ويتابع الناقد محمد منصور : (أيام في بابا عمرو) ليست رواية عن الثورة والوطن والبشر وهتاف الحرية وإرادة التغيير التي تفرزها عقود الصمت وحسب، لكنها رواية عن المفارقة الأساسية التي تصوغ مأساة السوريين منذ عقود، تلك المفارقة التي تصنع أرضاً للشعب وأرضاً للعسكر، دون خطوط تماس فاصلة لا في الحقوق ولا في الواجبات. إنها رؤية بانورامية للحظة تغير الجغرافيا وولادة التاريخ، إطلالة على هواجس بشر يعبرون بكل ثقل آلامهم الماضية، وكل تضحياتهم الحاضرة نفق التغيير، مترقبين شمساً جديدة، يختزلها عبد الله مكسور بعبارة تراجيدية متفردة (لكل شمس شهداء جدد في بلادي).
من جهته يرى الكاتب الفلسطيني زياد الجيوسي في تعليقه على الرواية أن الأمكنة والمدن حاضرة بقوة في ذاكرة بطل الرواية، كما الأشخاص فهناك زياد الكاتب والمرتبط بفلسطين إلى درجة العشق، والمستضاف سنوات من زهرة شبابه في المعتقلات العربية، وجهاد الشاعر والناشر في عمّان والحالم ببناء صرح من الثقافة يتجاوز الحدود، حيث (دائما في عمّان هناك مساحة برغم كل شيء للأدب والشعر)، فيعيد المكان ذكرى المكان والأمكنة الأخرى، بغداد وحماة والعاصي وغيرها من الأماكن، وهذا يدفع بطل الرواية للتساؤل: (أتساءل لماذا مدننا العربية بالمجمل نختصرها بأسماء ملوكها أو أسيادها الذي رحلوا أو الحاضرين.. هل مدننا لا تستحق أن تكون مستقلة بذاتها فهي دوما على عصمة رجل، ولا يجوز لها أن تحضر مفردة دون محرم!!)، ويكمل الحديث عن المكان ورائحته فيقول: (لكل مدينة رائحتها المميزة التي يختزلها زائرها في جيوبه الأنفية، لا يستطيع تشبيهها بشيء عندما يود الحديث لأحد عنها ولا يستطيع وصفها رغم محاولاته المتلعثمة فيكتفي بالقول : (رائحة غريبة لا أعلم مثل ماذا ولكنها مميزة ولا تشبه إلا ذاتها، يستحضرها في أنفه وخلاياه ولكنه لا يجدها بين يديه عندما يطلبها فيغمض عينيه لتعود تسبح في قلب المكان الأول. للحاضر في حماه رائحة تميزه عن السوق، ولسوق المنصور أو سوق الطويل رائحة مختلفة تماماً عن جسر المراكب أو جسر السرايا، لباب قبلي رائحة تتفرد بنوعها عن حي الجراجمة والبولمان والسوق المسقوف .. في كل مدينة هناك روائح تعشعش كما الذاكرة لتكون جزءاً منها دون أن تزول، في خان الزيت في القدس هناك رائحة، إذا أصغيت وبرغم كل محاولات العابرين من كل مكان بإخفائها لكنها تفوح معلنة حدادها وبقاءها والتزامها الأبدي بعروبة المكان، وقد حدثتني مرة زوجتي رفقة عن سوق البصل في نابلس و الخان النابلسي فهناك روائح البهارات و الزعتر و السمك والذبائح المتعددة الأسباب، لتسيطر بعد ذلك رائحة الياسمين في نهاية السوق رغم كل شيء، فللرائحة لسان لو سألته يجيب!! في المدن العربية تتشابه الروائح و تتفق الأرصفة مع بعضها بالعطور رخيصة الثمن و أوراق أمهات الكتب!! ولا زلت أذكر رائحة بيت جدتي عائشة رغم كل الأماكن التي مررت بها، ولصومعة زياد رائحة متفردة تشبه تلك النصوص المرتبكة التي تخرج فيها .. فهل الرائحة هوية ومكان !!).
هذه الاستدراكات من الذاكرة والحديث عن الشخوص والمكان كانت عمليا هي المدخل للرواية التي تبدأ أحداثها المؤلمة وذكر التفاصيل من لحظة دخول الحدود، فدفع الإتاوة جزء من تقاليد الحدود لتسهيل المرور، والرشوة أصبحت تقليدا رسميا، والتحقيق جزء آخر، فبطل الرواية صحفي، وفي ظل الأحداث فهذه الصفة تعامل بحذر وفي كثير من المواقف تصبح تهمة، وتبدأ المعاناة مع الأسئلة المعتادة من ضباط أمن الحدود (هناك من ينتظر دوماً في الأوطان ليسألك عن سبب عودتك وليس سبب غيابك الطويل ، ليسألك عن أولئك خلف الحدود وليس من حقك أن تسأل عمن هم داخل الحدود، وإلا فماذا تعني سايكس بيكو !!) ويبدأ التساؤل الداخلي: (لماذا أوطاننا توقفنا على أبوابها وكأننا متهمون حينما نعود ، أشياء لا يمكن أن نفهمها إلا حين نمر بها فحبنا لأوطاننا تهمة نحاسب عليها تحت سلطة الدولة والقانون .. لا يمكن أن تكون وطنياً إلا على مقاسهم، ولا يمكن أن تحمل ولاءك لتراب هذا الوطن، دون أن تسأل نفسك عن مفهوم الوطن الذي تؤمن به ...).
رحلة العودة في الوطن تعيد استدراج الذاكرة في كل الأمكنة التي مر بها بطل الرواية ذات يوم، دمشق، قاسيون، وفي الطريق ومن لحظة الوصول إلى عمان قبل الحدود لسوريا، ومن خلال لقاء صدفة مع بعض الأشخاص من أبناء بلده، يبدأ يسمع الروايات والمعاناة التي مروا بها، فلكل حكاية، ومجمل هذه الحكايات أكبر من رواية، أكبر من ملحمة، حتى لحظة الوصول لحاجز طيار يتم حجزه فيه لأنه يحمل جواز سفر، فهو قادم من الخارج ولا يحمل هوية، لتبدأ المعاناة مع رحلة التحقيق والمهانة والضرب والاحتجاز، ونقله إلى المخابرات المعنية في حمص، ليرى الموت في كل دقيقة ويرى من صنوف العذاب الكثير من ضمن كم من المعتقلين، وحين يفرج عنه بعفو مؤقت يخرج بلا هوية ولا جواز ولا نقود ولا حقيبة، فيلخص الحالة بقوله: (لأول مرة أنزوي إلى مجتمع ذكوري بالكامل ولا يكون هناك حضور للمرأة إطلاقاً، كانت لدي قناعة مطلقة فيما مضى أن المرأة هي الملاذ الوحيد للرجل في كل أوقاته كما القهوة تماماً، عندما يكون الرجل في قمة زهوته وفرحه فهو يطمح لأنثى تشاركه متعته وعندما يخوض انكساراته المتتالية يبحث عن أنثى تأخذ بيده ليبكي على صدرها، وعندما يكتب فهو بحاجة لملهمة توحي له بأفكار لم تولد بعد من رحمها المتصدع، وعندما يعود من الحرب فأول ما يبحث عنه هي الأنثى لتزغرد له و تطنب آذانه بأوصاف المديح والبطولة، كما القهوة؛ هي المرأة في فرح الرجل، وحزنه، وبطولاته، وانكساراته وأتراحه، لها وجود ولها حضور) ليجد نفسه اثر تقديمه خدمة اتصال هاتفي لأحد الذين قتلوا بالمعتقل لأخيه، بين الثائرين على النظام، ليقضي أياما في بابا عمرو، فيجرب القصف والجنون وإطلاق النار، ويكون شاهدا مختبئا على الاغتصاب في ظل المعارك المحتدمة ما بين النظام والثائرين عليه.. حتى يتمكن من الوصول بمساعدة الثوار لبيت أهله في حماة.. ويتابع الجيوسي : بحيادية نقل بطل الرواية تلخيص الآراء حول ما يجري في البلاد بقوله: (مصطفى شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره تقريباً يقف ضد العمل العسكري فهو مع التظاهر السلمي والنضال الثوري السياسي دون حمل السلاح، وتوجيهه لأبناء المؤسسة العسكرية أو الأمنية، وحجته في ذلك عدم القدرة على ضبط السلاح بيد الشعب بعد سقوط النظام، أما عمر فقد حمل السلاح منذ وقع الاستهداف الأول للمنطقة معتبراً أن هذا النظام لا يذهب إلا بالقوة، بينما ظلّ خليل على ولائه المطلق للسلطة الحاكمة رافضاً أي مظاهرة أو أي عمل مسلّح، فهو يكتفي بالإصلاحات التي لا حاجة لها أصلاً من وجهة نظره، بينما كان هناك طيف واسع من الناس يلتزمون الصمت، وهم ثلة كبيرة لمست منهم تخاذلاً أو جبناً في الحديث والاشتراك بالاحتجاجات، أو الاستهزاء بمطالب الثائرين على هذه الأرض بينما هرب قسم آخر خارج البلاد.
و في ختام حديثه يرى الجيوسي أن هناك من سيختلف مع مؤلف الرواية وروايته، وقد يراها البعض رواية حقيقية، وقد يتهمه آخرون أنه قد باع روحه وقلمه، وكل سيكون موقفه متأثرا بحجم المأساة التي تعانيها سوريا، مع النظام أو مع الثائرين أو مع الشعب، لكن لا أحد يمكنه أن ينفي أن ما يجري مأساة كبيرة، وأن الضحايا هم الخاسرون، وأن الشعب هو من يعاني، ولكننا بالتأكيد لن نختلف أن من واجب المبدع أن لا يقف صامتا أمام مأساة يعيشها شعبه



              الروائي السوري عبدالله مكسور



غلاف .. الرواية الأدبية الأولى عن الثورة في سوريا


                        " أيام في بابا عمرو " ..


 


 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع