جاء الاجتماع التمهيدي الذي عقد في بلدة عنجرة والذي ضم مجموعة من جميع عشائر المحافظة كاستجابة للرأي العام المحلي والوطني ومحاكاة نوعية لمتطلبات المرحلة الانتخابية والرغبة في التغيير والتجديد ..
التوصيات المهمة التي خرج بها المؤتمرون لتعميمها على جميع ابناء المحافظة لاقت قبولا واستحسانا كبيرين وصدى واسعا حتى على المستوى الوطني الذي ترقب المعنيون فيه ببالغ الاهتمام وشغف ادق التفاصيل والافكار المطروحة والتي تناولت موضوع القائمة العامة او ما يعرف بالقائمة الوطنية ..
فلقد جرى وضع اطار عام لكيفية التعامل مع القوائم الوطنية وجاءت هذه الاسس منسجمة مع الاجندة الوطنية لعملية الانتقال السياسي التاريخي التي ستشهدها المملكة بمجلس النواب وحكومة منتخبة وبما يقدم عجلون كرقم صعب في المعادلة الانتخابية الوطنية لا يمكن تجاوزه بسهولة ويدفع القوائم الى توجيه انظارها نحو عجلون باعتبارها بيضة القبان ..
الكتلة التصويتية لعجلون تستطيع ان تلعب دورا حاسما في الانتخابات على المستوى الوطني وتستطيع ترجيح كفة قائمة على اخرى لا سيما ان القيادات المؤثرة والتي تستطيع توجيه الراي العام المحلي منسجمة ومتفقة على الاطار العام والذي يقوم على ما يلي :
اولا / ستكون الاولوية في منح اصوات ابناء المحافظة للكتل التي تشتمل على ابناء محافظة عجلون بترتيب عددي متقدم في القائمة العامة علما ان الرأي العام العجلوني يريد ضخ دماء جديدة في العمل السياسي ولا يريد شخصيات مستهلكة والتي ننصحها بالتراجع لضف فرصها وذلك ليس في عجلون فقط ولكن في جميع مناطق المملكة ..
ثانيا / ان أية قائمة وطنية لا تشتمل على معالجات موضوعية واضحة للتحديات الاقتصادية وعلى رأسها الفقر والبطالة ومعالجة حقيقية لموضوعي الدين العام الداخلي والخارجي ومعضلة الفساد فعجلون غير معنية بها وهذا ينسجم مع تطلعات كل الاردنيين ..
ثالثا / ان الاصل بالقوائم الانتخابية العامة يقوم على اساس حزبي وليس شخصي او عشائري باعتبار ان الملك سيكلف القوائم الحزبية بتشكيل الحكومة ولن يلتفت رأس الدولة لأية قائمة شخصية او عشائرية في التكليف لان القول بخلاف ذلك يعني افراغ عملية الاصلاح من مضمونها واجهاض مبكر للمجلس الجديد واعادتنا للمربع الاول ..
ان هذا الطرح سيدفع الاحزاب للعمل في الاطراف لمعالجة خطأ الدولة التاريخي باقصاء ابناء العشائر عن العمل السياسي وبالتالي انهاء خطأ تاريخي استراتيجي تمثل في ان عملية صنع القرار الاردني في عمان فقط فاليوم عجلون ومعان والمفرق والطفيلة جزء من صناعة القرار الوطني ..
سيؤدي ذلك بالنتيجة لفرض حالة وحدة وطنية على القوائم الحزبية باعادة رسم وتشكيل القوائم على اساس وطني اردني حقيقي يوجب تمثيل جميع مكونات وفئات الشعب الاردني من البادية الى المخيم الى الحضر والريف ومسلمين ومسيحيين ورجال ونساء وعليه فستكون المنافسة قائمة على اسس برامجية بما يعزز وحدتنا الوطنية ..
ان الاجتماع التمهيدي الذي عقد في عنجرة الكبيرة باهلها هو بداية الطريق وستتبعه اجتماعات موسعة ومتعددة لجميع ابناء محافظة عجلون بعد اتضاح الخريطة الانتخابية والكتل المستجيبة لنداء عجلون بضرورة اشراك ابنائها في مرتبة متقدمة في القوائم ليصار الى الاجتماع بالشخصيات العجلونية التي جرى اختيارها لمناقشتها وتمحيصها ودراسة فرصها في النجاح وسؤالها عن برامج كتلها لاختيار وتقديم الافضل امام الشعب الاردني ..
المرحلة القادمة حساسة وتاريخية لاسيما في ظل وجود ضغوط دولية هائلة على الاردن لاعادة ضم الضفة الغربية دون قرار مشترك من الشعبين الاردني والفلسطيني مقرونة بالابتزاز المالي وسيضرب ابناء عجلون مثالا يحتذى في العمل العام المشترك من منطلقات وعي وحس وطني وعروبي واسلامي تقدمي ونظرة شمولية تراعي مصالح الوطن والمحافظة ..