حمزة عبدالمطلب المحيسن
hamaqaba@gmail.com
على غير العادة ...تبسم " أبو صطيف " في وجهها قائلا لها : صباح الخير يا عيوني ، وطلب منها ان تعد لهما قهوة الصباح لكي يشرباها معا ، ( أم العيال ) إنتابتها صدمة " تسونامية " جارفة لهذا الطلب الغريب جدا جدا فهي ومنذ زواجهما لم تعهد منه رومانسية المسلسلات "التركية" هذه ومع ذلك أخفت صدمتها وتوجهت مسرعة لإعداد القهوة لهذه اللحظة التاريخية ، شربا القهوة بعد أن كانت جلسة تأمل مارس فيه الزوج رياضة "اليوجا" الصامتة نحو وجهها الحزين ، إنطلق بعدها لغرفة أبناءه الصغار لكي يوقظهم من نومهم مستخدما أسلوب الهمس اللطيف جدا جدا ، تارة يصيح بصوت دافئ فيهم " يلا يا حبايبي " وتارة " يلا يا عيوني " ، احدهم قام من نومه وهو يفرك عينيه وينظر بذهول نحو أباه وفي قرارة نفسه همس مخفي " معقول هذا أبوي ..يا ناس أيش صاير في الدنيا " فبالنسبة إليه كانت الإيقاظ من النوم بالنسبة لأبيه رياضة يمارس فيها كل ألعاب "الكراتية والتايكوندو" على جسده النحيل ...هبوا جميعا من فراشهم مسرعين صائحين بصوت متهدج" حاضرين يايابا " من هول المفاجاة الكبرى والحيرة على محياهم بل انهم تمنوا أن " يدبكوا " فرحا بهذه الصدمة العاطفية .....!!!!
" الله يسعد مساك يا جار " تحية تفاجأ فيها أيضا جاره الذي كان مشغولا بحمل أكياس كثيرة لمنزله ...ورد عليه بتمتمة المصدوم من الإنقلاب المناخي والمفاجئ من جاره " أبو صطيف " المعروف في كل العمارة بنكده وصلفه " مممم مسا الخير ...أه أه أهلين يا جار " بل انه ألح عليه لكي يساعده في حمل الأكياس معه وما أن اوصله المنزل حتى ألتفت إليه محتارا هل هو في حلم ام بعلم ..." سبحان مغير الأحوال "....قائلا لنفسه بعد ان ودعه شاكرا " يا ناس ...والله في أشي صاير بهالدنيا " ..!!
في المساء تنادت " أم صطيف " لعقد إجتماع طارئ مع أبناءها لدراسة التغير الخماسيني المفاجئ في رياح " أبو صطيف " التي كانت عاتية فيما مضى وتبددت وتبدلت في الوقت الذي تنادى فيه مختار الحارة وكل من عرف " أبو صطيف " في الحارة لكي يدرسوا ذلك أيضا وبعد بحث طويل ودراسة تحليلية عميقة لنفسية " أبو صطيف " أكتشف الجميع سر ذلك ، السر هو بإختصار أن الحكومة لن ترفع الدعم عن المحروقات والمواد الأساسية ....فصاح الجميع يا حكومة " إتقي الله في الشعب الكحيان " ، الشعب بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى "لكوبونات " عاطفية ....وليس إلى "كوبونات " بدل دعم نقدية ....!!!!!