أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصدر إسرائيلي يتهم واشنطن بتعطيل الحلول الدبلوماسية متظاهرون يخترقون حواجز الشرطة ويقتربون من منزل نتنياهو المركزي يحذر الأردنيين من التجاوب مع أي محاولات احتيال تستخدم اسمه فصل مبرمج للتيار الكهربائي في إربد والكرك الخميس المقبل نجاة ماهر الأسد من محاولة اغتيال مسؤول أميركي: إدارة بايدن قلقة من هجوم إيراني إسرائيل ترفع حالة التأهب خشية تنفيذ عمليات داخلها كاتس: نرفض مقترح التسوية مع حزب الله حماس تنعى أحد قيادييها في لبنان قصف إسرائيلي على مقر ماهر الأسد في دمشق العجلوني: نتائج الشامل الدورة الصيفية 2024 الأربعاء الخط الحديدي تدرس تسيير رحلة شهرية إلى أم الجمال مسؤولون إسرائيليون: غزو لبنان مسألة وقت السير: التعامل مع أعطال وحوادث محدودة الاثنين .. طقس خريفي بعد الأحد الدامي .. غارات ليلية عنيفة على بيروت والبقاع والجنوب (شاهد) ترجيح خفض أسعار المحروقات بنسب تصل إلى %6 تجهيزات إسرائيلية لعملية برية محتملة في لبنان وجهود أمريكية لمنعها الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال "ماراثون القراءة" الاحتلال يقصف مدرسة للنازحين في بيت لاهيا شمال القطاع .. وسيارة في خانيونس
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث وما زال وطني يؤلمني

وما زال وطني يؤلمني

05-11-2012 09:31 PM

زاد الاردن الاخباري -

باتريشيا أحمد الحجاوي


بعيدا عن تاريخ حفلات الهالووين في العصور القديمة, إلا أنها في هذه الأيام ما هي الا حفلات ترفيهية و تسويقية و ملء فراغ. ففي حفل الهالووين يسخر الشخص من نفسه و يجد فرصة للتنفيس بطريقة ساخرة, كما يجد الأطفال فرصة لعب و مرح و فرصة للحصول على قطعة حلوى.
فعندما يرتدي شخص بالغ لباس شيطان او ديكتاتور, يبتسم غالبية من حوله و لا يتهموه بأنه شيطان او دكتاتور, أو إلى ما شابهه من تكفير وغيره.
ففي حفل الهلاويين الذي اقيم في عمان و بالتحديد في عبدون, اتهمت جماعات إلى اختلاف انتماءاتها كل من شارك بهذا الحفل بعبدة الشيطان, وأن ما حفل الهالووين إلا حفل لعيد الشيطان, وبعضهم أسهب و "شطح" ليقول أنه عيد يتم تقديم به القربان للشيطان ليرضى. لست هنا في صدد الدفاع عن أي شخص سواء من الذين شاركوا بالحفل او من الذين وجهوا الاتهامات, وقد يكون من المشاركين في الاحتفال أو غيرهم من عبدة القرود أو الخنازير أو الشيطان أو البقر. لكن ما أود طرحه هنا, ان الاحتفال بعيد الهالووين يحتفل به منذ أكثر من عشرين سنة مضت في عمان. وأن من يشارك به يقلد تقليد اعمى محاولا ان يضفي على حياته نوعا من المرح والسخرية هروبا من هموم ومنغصات الشارع والمجتمع.

ليس هذا موضوعي, ما أود طرحه هنا الفكر. نسبة لا بأس بها تساءلت لماذا الآن؟ لماذا هذا الحفل وهذا السنه بالذات تم الاعتراض علما ان هذا الحفل هو بحق ليس حفل ولا عيد للشيطان. لكن الذي حدث بلبله اثارها البعض بأن جميع من يشارك بهذا الحفل هم من عبده الشيطان نظرا للباس الذين يرتدونه والأشكال المخيفه.
دعونا أولا نعرف كيف يتم الاحتفال بهذا العيد في العالم الغربي, في كندا والولايات المتحدة يحتفل بهذا اليوم من كل عام بدءاً بالاستعدادات له بشراء اكبر قدر ممكن من الحلوى والتسابق على انتقاء اليقطين.
وتقام مسابقات في المدن الكندية لأكبر وأجمل يقطينة وتزين حدائق المنازل بمجسمات مخيفة سواء من اليقطين او اشكال تمثل ساحرات وهياكل عظمية وقبورا مفتوحة وأشباحا مع انبعاث اصوات تبث الرعب المحبب في النفوس الصغيرة.
ومع ذلك وما ان يحل الظلام حتى ينطلق الاطفال حاملين اكياسهم الملونة وهم يرتدون الملابس التنكرية والأقنعة يتسابقون لطرق الابواب لجمع اكبر كمية ممكنة من الحلوى مع تكثيف قوي لقوى الامن والإسعاف وفرق الاطفاء تحسبا لمختلف الظروف.
وتعود خرافة الهالووين الى اكثر من 2000 عام حيث كان شعب (الدرويد) الذي كان يقطن ايرلندا يحتفل بعيد يسمى (سامحين) وكانوا يعتقدون بخرافة تقول ان اله الموت يعود الى الارض مصطحبا معه الاشباح والشياطين وكان الناس يرتدون جلود الحيوانات ورؤوسها ليختبئوا من تلك الارواح الشريرة.
اما في هذه الأيام تعيد الوان الهالووين الى الذاكرة لون النار والسماء السوداء لتلك الايام كما تطور ارتداء الجلود الى الملابس التنكرية.
ومن اهم تقاليد الهالووين زيارة الاطفال المتنكرين لمنازل جيرانهم للحصول على الحلوى مرددين عبارتهم الشهيرة (تعطينا ام نخدعك؟؟) وتعود هذه العادة الى خرافة تقول ان المتسولين الايرلنديين كانوا يطلبون المال والطعام من الاغنياء وإذا رفضوا فان الارواح الشريرة ستدمر منازلهم.
وفي سنوات سابقة طلب الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز" من شعبه عدم اتباع التقاليد الأمريكية في الاحتفال بما يسمى بـ "هالوين", قائلا إنها " تقاليد لا محل لها في ثقافة دول أمريكا الجنوبية.
وأكد الرئيس شافيز, خلال حديث له أن على الفنزويليين التقيد بتقاليدهم وعاداتهم بدلا من الاتباع الأعمى للتقاليد الأمريكية التي لا فائدة منها.
وفي عودة لموضوعنا, أنا شخصيا كنت من الأشخاص الذين انتقدوا هذا الاحتفال, أولا لأن هذا الاحتفال وهذه الاعياد تتنافى مع عادتنا وتقاليدنا وديننا, وفي محاولة لتجاوز هذه المسألة بأن فما يجدر الاشارة إلها وهو الأدهى والأمر والذي عمل على تشويش الفكر وخلق الكثير من ضبابات الغباش فمعنه من التفكير بالطرق السلميه أن هذا الاعتراض ليس على الاحتفال بهذا العيد بحد ذاته لكن ما نخشاه وما يتم فعلا تمرير وتسلل بعض السلوكيات والعادات والطقوس التي لها علاقة بحق بطقوس يمارسها عبدة الشيطان, أفكار, ممارسات, سلوكيات, ستمرر شيء فشيئا ليصبح الأمر من المستصاغات. هذا هو السبب الحقيقي الذي يجب ان يكون لأجله منع هذه الاحتفالات.
واستكمال لموضوع التشويش الفكري, من المؤلم جدا أن نرى صحافيين وأصحاب أقلام لها أثر في الرأي العام يتناقلون أخبار تسفه عقل المتلقي أياَ كان مستواه العملي والثقافي. فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبر ملخصه "أن بشار الاسد كان في الطائره (أيوب) التي اخترقت اسرائيل وتمكنت من التقاط صور لمناطق حساسة وذات اهميه بالغة لاسرائيل", تناقله الكثيرون دون ادنى اشاره الى أن هذا النوع من الطائرات لا يمكن ان تحمل بشرياً داخلها. ليس هذا فحسب بل إن الأشخاص الأقل حظا في المعرفة والثقافة لسبب او لآخر تناقلوا هذا الخبر ودافعوا فيه عن بشار بأنه رجال الأمة وعلى الجميع ان يقتدي به. أليس هذا المؤلم بحق؟؟؟ ألم يتألم احد متناقلي الخبر للحال الذي وصلت اليه أمتنا في تناقل الخبر وتصديقه وترويجه؟؟ والأدهى والأمر والأكثر بؤسا ان يتناقله من يقال عنهم أنهم مثقفون ويسخرون من التعليقات دون أدنى توضيح, لم أرى أي تعليق من أحدهم يشرح للقارئ او المتلقي مدى سذاجة هذه المعلومة. عزيزي الناقل صحفيا كنت او اعلاميا أو أي صفة أخرى قد تحملها نرجوكم الوطن بحاجة لأصحاب العقول, حرفكم وكلمتكم رسالة فتنبهوا لما تتناقلوه ووضحوا يرحمنا ويرحكم الله, وطننا يتمزح وأنتم تصفقون وتقهقهون لآراء الأرجح انها كتبت عن جهل.
اما عن آخر خبر تلقيته متعلق بالشأن السوري, فكان "صوماليه سوريا", بكل صدق عندما تلقيت الخبر رفضت النشر, ليس منعا للحقيقة, انما وجدت التريث والتمحيص والتأكد هو الاكثر رجاحة في هكذا موقف. الخبر يحمل صورة طفله علق اسفلها "صومالية سوريا" في اشارة إلى مجاعة يتعرض لها أهل سوريا الآن. وددت لو نتوقف قليلا فلربما كانت هذه الفتاة مصابة بمرض آخر وتم استغلال حالها لترويج هكذا خبر في محاولة لإثارة أكبر للفكر. لا نتجاهل ما يعاني منه أهلنا في سوريا نقص في الطعام والدواء وارتفاع الاسعار لأربع وخمس أضعاف وكما انهم يفتدون وسائل وحاجات التدفئه, لكن نرجوكم وطننا بحاجة الآن لفكر واعي ناضج ممحص. فاحترموا عقولنا, نرجوكم.


كفانا استخفافا بعقولنا يرحمنا ويرحكم الله.

أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض, انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي, قرب خيمتكَ انتظِرْني ريثما أُنهي قراءةَ طَرْفَةَ بنِ العَبْد. يُغْريني لوجوديّون باستنزاف كُلِّ هُنَيْهَةٍ, حريةً, وعدالةً, ونبيذَ آلهةٍ … / فيا مَوْتُ ! انتظرني ريثما أُنهي تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ, حيث وُلدتُ, حيث سأمنع الخطباء من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين .. "محمود درويش"





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع