الأردن والكويت عينان في وجه واحد

زاد الاردن الاخباري -

بدايةً لابد من الإشارة بإن الشارع والرأي العام هو من يصنع الأحداث كبيرةً كانت أم صغيرة لذلك لابد من الوعي والحرص على ان يكون الرأي العام موجهاً نحو الإيجابية في الطرح وعندما نتحدث عن الشارع والرأي العام لا نقصد فقط الأفراد بل ان على وسائل الإعلام مرئيةً كانت أم مسموعة او مقروءة ان تتحمل مسؤولياتها في زيادة الوعي فالزوبعة التي حدثت في اليومين الماضيين حول ما صرح به النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي مسلم البراك يجب ان تبقى في فنجانها وأن لا تؤثر على صلابة العلاقات بين الأشقاء ويجب على ردود الأفعال ان تكون على قدرٍ كبير من العقلانية, وهنا العتبُ كبير على القائمين على المواقع الإخبارية المحلية فهي تستمر بعرض تصريحات البراك التي تُثير مشاعر الأردنيين وتدفعهم للخروج بعبارات قد تخلق تشنجاً لا مبرر له, علينا ان نتذكر دائماً ان البراك لا يمثل الشارع والدولة في الكويت وأنما يُمثل نفسه, ومن هنا لابد من التروي قبل إطلاق الأراء, وما تناقلته المواقع الإخبارية عن تأثيرٍ سلبي لِما حدث على دراسة الطلبة الكويتيين في الأردن فهنا اللوم أكبر على مؤسساتنا الأكاديمية والقائمين عليها الذين من المفترض ان يكونوا أكثر الفئات وعياً وتحملاً للمسؤولية في التعاطي مع أي حدثٍ كان أن اعتبرنا ما شهده اليومين الماضيين حدثاً فما هو إلا تصريحٌ فردي كان يجب ان لا يُعطى كل هذا التضخيم.

أن علاقات الاردن بالكويت هي علاقات مودة وأخوة في المقام الأول وهناك تعاونٌ اقتصادي أجتماعيٌ سياسيٌ بين البلدين فالكويت يقدم الدعم الاقتصادي والمالي للأردن بُقيم الأستثمارات في الأردن كذلك فالكويت ومنذ عقود احتضنت وتحتضن أعداد غفيرة من المواطنين الأردنيين الذين يعملون هناك بالتالي يجب احترام هذه العلاقات وعدم فتح ملفات قد تؤثر سلباً على هذه العلاقات, ومن ناحيةٍ اخرى فالكثير من الأشقاء الكويتيين يأتون إلى الأردن للسياحة للدراسه او للعمل وهؤلاء بلا أدنى شك لو لم يجدوا الأطمئنان وكرم الضيافة لما قدموا إلى الأردن, كل هذا التشابك والتجانس في العلاقة بين البلدين يجب ان يتم الحفاظ عليه وتعميقه وليس الانجرار وراء تصريحاتٍ فرديه من هنا وهناك لا يُعرف مغزاها ولمصلحة من تُطلق, بالأمس او منذ سنين لابد من طي صفحات الماضي التي حملت في سطورها بعض نقاط الخلاف والنظر إلى اوراق الحاضر التي لا شك انها تحمل سطوراً من التعاون لمصلحة البلدين.

زيد العطاري