زاد الاردن الاخباري -
وأنا أشاهد التسجيل الخاص بما نعق به غراب يلف حول عنقه شاشه برتقالية لازلت اجهل حقيقية سبب ولع هذا النوع من الكائنات بالألوان الفاقعة وقد سرح بي الفكر وظننت لوهلة أنني أشاهد برنامجا وثائقيا يرصد طفرة جينية للإنسان الغراب أو لغراب يقلد البشر والأدهى أن هذا الغراب ينعق بالتهديد والوعيد ويتحدث بالسياسة ناسيا أن الغربان لا تؤهلها فطرتها ولا جبلتها لان تخرج عن دورها الطبيعي ووظيفتها الأساسية في هذه الحياة وهي النعيق على أطلال الخراب ولا يوجد في تراث الإنسانية منذ فجر التاريخ عنوانا يمثله الغراب غير الشؤم حتى أن منظومة التطور والتغيير الحياتية ومنذ عهد الديناصورات وحتى اليوم لم تشمل الغراب ولم تغيره ...
وعلى الرغم من إيماني ويقيني بضرورة ظهور الرويبضة فقد ساءني أن يتردى حال الزمان وتنقلب الموازين إلى هذه الدرجة التي يتطاول فيها غراب أحمق من قحط على من كرمهم الله بأشرف نسب واعز مكانة..متجاوزا بذلك خطوط الطول والعرض التي فرضت عليه التخلف وأصبغت فكره بالحقد الأعمى على الحضارة الأصيلة ليعيش هو وأمثاله حضارة مستوردة مزيفه...صنعها غاز الكربون وتراكمات المواد العضوية.
ولأنه مزيف ومصطنع كما هو تاريخه وكما هي حضارته فقد خرج عن الموضوع الأساسي للمسيرة السياسية التي خرج من اجلها لينضح لسانه بما تراكم في جوفه القذر من أحقاد أعادته لما يقارب ربع قرن من الزمان استحضر فيها حرب الخليج الثانية دون أن يتنبه عقله البليد أن تلك الحرب كشفت على الملأ منظومة العملاء في الشرق الأوسط، يا أيها الصغير حينما تتهم أسياد أسيادك بالعمالة ألا تعلم أن العمالة لها عليك فضل، ألم تذكرك عبارات الردح الكيماوية التي اتهمت فيها الأردنيين وآباءهم بذلك الفضل.
ألا تعلم أيها الجرذ بأن ثمن العمالة قد كلفكم ولا يزال مئات المليارات بينما نحن لا تكلفنا فلسا واحداً..ألا تعلم أن قيمتنا صنعتها تراكمات الأمجاد منذ فجر التاريخ وقيمتكم صنعتها تراكمات البكتيريا والطحالب.
وحسبك أيها الجربوع أن تقرأ حديث الرسول عن أهل الشام حتى تعرف حجمك يقول صلى الله عليه وسلم " صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده ولتدخلن الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب " السلسلة الصحيحة ص 1909- المحدث الألباني.
قيس عمر المعيش العجارمه