زاد الاردن الاخباري -
دور الأسرة في بناء العلاقات الأسرية السليمة
للأسرة وظائف تربوية أساسية في بناء علاقات أسرية سليمة ، تتمثل في التربية الجسمية والصحية، والتربية الاخلاقية والنفسية والوجدانية ،والتربية العقلية والاجتماعية والوطنية والاقتصادية، والتربية الدينية والجنسية والترويحية.
هذا وقد وضع الأسلام منهجا قويما ومتينا لبناء العلاقات الأسرية السليمة ، واحاطها بسياج منيع من القيم والاخلاق السامية لحمايتها ودرئها من عوامل التفكك والضعف ، ومع ذلك فكثير من أسرنا في العصر الحاضر وللاسف، تعاني من كثير من عوامل تفكك الترابط الاسري،والأخطار التي تحدق بها ،وتكاد تعصف بقيمها وعاداتها وأخلاقها الكريمة ، وما ذلك الا بسبب البعد عن النهج القويم ، واتباع سلوكات وعادات دخيلة فاسدة على مجتمعاتنا ، وعدم الالتزام بالاسس المتينة التي وضعها نظام ديننا الحنيف لبناء نظام الأسرة السليم.
ان الأسرة المسلمة هي المعقل الأول الذي ينشأ فيه الطفل في جو التربية الاسلامية ،وأن من أهم اهداف تكوين الأسرة وبناء علاقات أسرية سليمة ما يلي:-
- اتباع واقامة حدود الله وشرعه في بناء العلاقات الأسرية ؛حيث ينشأ الاطفال في بيت أقيم على أساس من التقوى في ظل العادات والقيم والأخلاق الأسلامية القويمة.
- تحقيق السكون النفسي والطمأنينة لأفراد الأسرة ؛لتشيع أجواء الرحمة والعطف والحنان والمودة والاطمئنان والثقة، بعيدا عن القلق والخوف والعقد والامراض النفسية.
- اشباع حاجات الاطفال من المحبة التي هي حاجات أساسية، والتي ان لم تتحقق بالشكل الكافي المتزن ؛فانهم ينحرفون في مجتمع لا يحسن التآلف مع الاخرين ، ويظلون عالة على غيرهم ، يبحثون عن حاجاتهم ليجدوها في أحضان الانحراف والضلال والرذيلة، وتؤيد ذلك التجارب العلمية الحديثة التي تؤكد على ضرورة ارواء حاجات الأطفال من المحبة ، فلا يكفي الطفل الرضيع في نموه الغذاء فحسب ، بل ان غذاء النفس والروح من الحب والعطف والحنان هو أساس بناء شخصيات الاطفال بناء سليما.
- صون فطرة الأطفال من الزلل والانحراف ؛ فالأسرة مسؤولة عن فطرة الأطفال، وأن كل انحراف يصيبها مصدره الأبوان ، فالأطفال صافو السرائر سليمو الفطرة ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما من مولود الا ويولد على الفطرة ؛فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .
ولعل من أهم ركائز بناء العلاقات السليمة في الأسرة المسلمة والحفاظ على كيانها؛ هو العناية الفائقة بتربية الأبناء وتعليمهم، وتشمل التربية تنمية جميع جوانب الشخصية الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية والسلوكية والوجدانية، فالتربية الاسلامية تعنى باعداد المسلم اعدادا متكاملا من جميع نواحي النمو، وفي جميع مراحل الحياتين الدنيا والآخرة ،في ضوء المبادىء والقيم وطرق التربية التي جاء بها الاسلام
هذا وان ركائز العلاقات الأسرية السليمة تقوم على :-
1- الحب والود والرحمة والاحترام بين أفرادها وبخاصة بين الزوجين بالدرجة الاولى.
2- اعطاء المرأة حقوقها كاملة وتأدية واجباتها كاملة.
3- قوامة الرجل للبيت ،وتسلمه دوره في قيادة الاسرة والاشراف عليها والمسؤولية عنها.
4- التعاون بين أفراد الأسرة ،الذي منبعه الزوجين.
5- الاعتدال في النفقة والحفاظ على اقتصاد الأسرة.
6- الشعور بالمسؤولية والمساءلة عنها لكل أفراد الأسرة ،وبخاصة للزوجين، فالزوج هو المسؤول الأول عن الزوجة وأبنائه، والزوجة مسؤولة عن زوجها وأبنائها وأسرتها، وهي مسؤولة عن رعاية البيت والأبناء والمشاركة في تربيتهم تربية صالحة بالعطف والمحبة والرعاية والأخلاق الحميدة.
الدكتور : شفيق علقم