من أساسيات تعلم اللغة العربية هي معرفة قواعدها ، و لربما كانت أحرف الجر هي من القواعد الأولى التي درسناها في بداية مراحل الدراسة ، ومن هم من جيلي وأكبر يتذكرون بالتأكيد أغنية " من إلى عن على أحرف الجرِّ" التي غناها دريد لحام في إحدى مسرحياته، كانت الدنيا تختلف ، كانت الأشياء قاتمة حتى التلفاز كان بالأبيض والأسود ، و تفكير الناس كان بالأبيض والأسود ، من كان يتخيل أن الدنيا ستتلون على هذا الشكل وستمتلئ من هذهِ " الأشكال" .
في زيارة لمصر عام 1986 مع المركز الريادي للمتفوقين وخلال حديثي أنا وطالب زميل لي مع أحد الباعة هناك ، قال لنا الشاب المصري أننا – أي الأردنيين – نستخدم أحرف الجر بطريقة مغلوطة فنحن نقول " أهلين بيك" بينما انه يتوجب علينا القول "أهلين فيك" ، لم أكترث لنقدهِ واعتبرت أن الموضوع اختلاف لهجات لا أكثر، ليتضح لي بعد هذا العمر أننا في الأردن تعدينا على الكلمات أيضا لتستخدم في غير مواضعها وغير مواقعها.
كلمة رفع تعني زيادة ، وللتوضيح أنت تطلب من ابنك رفع علاماته بمعنى أن يزيدها، وتطلب من أبيك رفع مصروفك ، ليزيده لك وهكذا الحال عند "رفع" شجرة الدوالي على " معرّش " فأنت تزيد من ارتفاعها عن الأرض.
إستمعت لحديث رئيس الوزراء ، مع المتقاعدين العسكريين ، والجميع كان مؤيد لرفع الدعم ، لكن يبدو ان حرف الجر سقط بين ما افهم وبين ما يعني رئيس الوزراء ... هل كان يقول رفع الدعم عن المحروقات ام رفع الدعم على المحروقات.
"محروق حرسينا احنا ...كان رفع الدعم عن والا على ...!"
"ها كيف لعاد"
قصي النسور
qusainsour@yahoo.com