كتب احد مشاهير الكتاب في مقالةٍ له عن الموضوع اعلاه فقال"كان أحد أدوات الحاكم بأمره في إحدى البلدان يكلف بالعمال القذرة, فهو السيف الذي يقطع به الرؤوس, وهو السوط الذي يلهب به الظهو, واحيانا هو اللص الذي يتسلل الى الجيوب, او اللسان والقلم الذي يدافع عن الظلم والظالمين.
وذات يوم استغنى عنه وعن خدماته الحاكم الفرد , فجن جنونه, ولم بكن يتصور أن الحاكم بستطيع الاستغناء عن خدماته, أين يجد مثله سيفاً ولصاً وسوطاً, ولساناً وقلماً ! ورايته حزيتاً بائساً حائراً , لا يعرف دواعي الاستغناء عنه, فكان بالنسبة للحاكم الزم اليه من ظله, واخلص له من عبده, واقرب اليه من سباط حذائه, أو قل من ربطة عنقه.
قلت له – والقول للكاتب- إنك كنت قبقاباً يستعملك الحاكم عندما يدخل الحمام حتى لا تبتل قدماه بمياه الحمام القذرة, وهو يخلعك لانه يريد الخروج من الحمام ويذهب للصالون... ومن غير المعقول أن يذهب الى الصالون .. وفي قدميه قبقاب ! قال: أين الوفاء؟
قلت له : في دنيا الاعمال القذرة لا توجد صفات نبيلة ولا يوجد هناك وفاء أو مروءة ولا صداقة ولا أعتراف بالجميل فعندما يقبل الانسان أن يكون قبقاباً يجب أن يعرف أن مكانه تحت الاقدام وليس فوق الرؤوس.
هناك الكثير من القباقيب يشعرون بالسعادة والفرح ويوزعون الحلوى ويستقبلون المهنئين عندما يترقوا الى مرتبة شباشب في قدم الحاكم أو أذا اصبحوا بعد ذلك "أحذية" في اقدام الحاكم , وهم الذين اختاروا أماكنهم على الارض وهذه الزواحف ليس لها كرامة وليس من حقها أن تغضب أذا ديست بالاقدام وليس من حقها أن تطالب الناس بالاسف عليها أذا طردت أو الترحم عليها أذا خلعت.
الرؤوس المقطوعة لا تملك ذكرى طيبة للسيوف الني قطعتها والظهور الملتهبه لاتفتقد السياط التي ألهبتها والنفوس المحرومة لا تتأسف على القرارات التي حرمتها.
إنما هي تحمل ذكرى طيبة جميلة , لكل يدٍ انتزعت سيفا من يد طاغية, واقتلعت سوطاً من يد جلاد, أو ابطلت قرارا حرمان للجوعى, أو دكت حجراً في قلعةٍ من قلاع الظالمين.
أعمار القباقيب قصيرة دائماً لأن الحكام لايمضون أعمارهم في دورات المياه"
انتهى الاقتباس وبدون تعليق.