النقابة التي ولدت بعد مخاض عسير وطويل امتد الى عدة سنوات وكانت الحلم الجميل الذي راود اكبر شريحه في مجتمعنا الاردني للنهوض بمستوى العملية التعليمية والتربوية الى مصاف الدول المتقدمه وتحسين مستوى معيشة المعلم والذي يعتبر حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية ليستطيع ان يؤدي دوره المقدس على اكمل وجه بعد ان تقوم النقابة بدورها المهني الخالص على رفع مستوى معيشته وجعل مهنة التعليم من اقدس واهم المهن في الاردن حيث كانت تعتبر في الماضي من المهن الطارده لانخفاض المدخول الشهري الذي يوفر للانسان مستوى معين ومقبول من الرفاهية والذي يشعره باهميته ودوره المقدس الكبير في نهضة المجتمع من خلال تطوير وتحديث العملية التربوية والتركيز على تطوير اداء المعلمين من خلال ادخالهم في دورات تدريبية وتعليمية تجعل منه الانسان المؤهل والمدرب للنهوض بمجمل العملية التربوية والتي تساعده على اداء مهمامه على اكمل وجه .
يطرح البعض حاليا تساؤلا" مشروعا من يسيطر على مجلس نقابة المعلمين ومن هي تلك الجهة التي تحركها وتزجها في عالم السياسه وتبعدها عن هدفها الاساسي والذي انشئت من اجلها بتطوير التعليم وتحسين مستوى المعلم في المجالين المعيشي والتربوي فالمواطن الاردني قد دعم المعلمين في انشاء نقابة لهم لتكون السند القوي له في انشاء جيل مثقف واعي منتمي لوطنه وامته ورفع سوية المعلم والطالب لا ان تكون اداة سهله طيعه في يد حزب او تنظيم يستعملها متى شاء وكيفما اراد للضغط على الدوله لتحقيق مصالح حزبية ضيغه لا تخدم سوى ذلك الحزب او ذلك التنظيم كون نقابة المعلمين تعتبر اكبر النقابات حجما" وعددا" وبالتالي تعتبر اداة غاية في الخطوره اذا ما استعملت بغير الاهداف التي انشئت من اجلها .
من المعروف ان مجلس نقابة المعلمين يسيطر علية لون حزبي وسياسي واحد وهو الاتجاه الاسلامي حيث ساعدهم بذلك النظام الانتخابي الذي اعتمد وكونه الحزب الاكثر تنظيما" والذي يملك موارد مالية ضخمه تساعده في تنفيذ خططه وسياساته وتضمن له السيطره الكامله على اكبر نقابة في الاردن لذلك تعتبر نقابة المعلمين بالذات من اهم الادوات واخطرها على الاطلاق التي يمتلكها حزب جبهة العمل الاسلامي لممارسة ابشع انواع الضغط على الدولة الاردنية للحصول على مكاسب جديده او تحقيق لاهدافهم واجنداتهم الحزبية وهذا ما هو حاصل هذه الايام واعتقد جازما ان لا علاقة لاضراب المعلمين بتحرير اسعار المشتقات النفطية ولا يوجد تفسير اخر منطقي ومعقول لما يحصل سوى التفسير الوحيد وهو خدمة حزب سياسي واحد يحلل لنفسه اي اسلوب او طريقه حتى لو كانت على حساب امن المواطن ومصلحته ومصلحة ابنائه الطلبه لتحقيق اهدافه ومخططاته .
من هنا يجب على مجلس نقابة المعلمين ان يضع المصلحه العليا للوطن والمواطن الاردني نصب عينيه وان يتحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية في هذه الظروف الصعبة وان لا يكون ضد الوطن بل معه وان لا يكون اداة سهله يستعملها اي حزب او تنظيم لتحقيق اهداف حزبية لا دخل للنقابة بها لا من قريب او بعيد وان يكون قراره مستقلا" غير تابع لأحد مهما كان وان يكون معول بناء ونماء لا معول هدم لا سمح الله فالاضراب في مثل هذه الظروف هو ضربة قاصمة للوطن ولتطلعات المعلم والطالب والاهل ايها المعلمون الاردن يواجه ضغوط كبيره جدا عربية واقليمية ودولية لتغيير سياساته وقراراته وما حصل من تحرير اسعار المشتقات النفطية لهو بداية الطريق لاستقلالية القرار الاردني وعدم جعله اداة يستعملها غيره من الدول لتمرير مخططات خبيثه بالنيابة عنهم او تعريض امننا الوطني وحياة جنودنا للخطر في سبيل ارضاء ذلك الطرف او الدوله وانا على ثقة تامة ان نقابة المعلمين هي نقابة اردنية وطنية وستكون الغلبة بالنهاية لمصلحة الوطن والمواطن باذن الله.