استعدادات على قدم وساق تقوم بها الجبهة الوطنية للأصلاح والتي يترأسها رئيس الوزراء ومدير المخابرات السابق احمد عبيدات لتنظيم المسيرة الحاشده تحت عنوان\" الانتفاضه الشعبية من اجل الأصلاح\" والتي ستنطلق من دوار الشهيد فراس العجلوني في منطقة جبل الحسين الى دوار الداخلية ويشاركها بهذه المسيرة حزب جبهة العمل الاسلامي وبعض الحركات الاخرى وذلك للمطالبة بالتراجع عن قرار ارتفاع الاسعار وتشكيل حكومه انقاذ وطني واستقالة الحكومة الحالية والافراج عن المعتقلين السياسيين مع انهم موقوفون لمخالفتهم القانون واطلاق شعارات مسيئه ضد الدوله والنظام الهاشمي الملكي وليس بسبب ارائهم السياسية وهنا مكمن الخطوره بالتلاعب بالالفاظ وامام وسائل الاعلام المختلفه واعتقد ان المعتقلين السياسيين لم يوجدوا بالاردن الا في عهد دولته عندما كان مديرا للمخابرات ويشهد على ذلك سجن الجفر الصحراوي.
اكثر ما يمكن وصف تلك المسيرة ان رأسها الجبهة الوطنية للأصلاح برئاسة دولة الباشا وجسمها حزب جبهة العمل الاسلامي والتي سيكون لها الحضور الاكبر نظرا\" للقاعدة الشعبية التي تحظى بها وخاصة بين الاردنيين من اصول فلسطينية واعتقد ان جل ما سيقال اثناء المسيرة والشعارات التي سترفع وخاصة تلك التي ستخترق السقوف ستكون من نصيب الاخوان واعتقد أن من مصلحه حزب جبهة العمل الاسلامي انجاح المسيرة وذلك لتوجيه رساله للحكومه ان جبهة المعارضه للدوله والنظام باتساع ولا تقتصر على الاخوان وقاعدتهم من الاردنيين من اصول فلسطينية وهذا شيء لا يمكن لأحد انكاره ولكن ها هي العشائر الاردنية قد دخلت على خط المعارضه للنظام والمطالبه باصلاحه والمتمثله بشخص دولة احمد عبيدات مع انه على ارض الواقع ان هؤلاء لا يمثلون العشائر الاردنية لا من قريب او بعيد وحتى الحراك الشبابي فهم يمثلون انفسهم وليس عشائرهم .
ويلاحظ ان احزاب المعارضه بدأت بتغيير تكتيكاتها الاسبوعية من حيث تغيير اماكن انطلاق المسيرات لاحداث مزيد من الضغط على الدوله الاردنية وايضا\" لاعطاء زخم جماهيري للمسيرة فبعد ان كان وسط البلد في عمان يمثل المكان المناسب للمسيرات لاسباب كثيره تقع في مجملها لصالح الحركة الاسلامية وقع الاختيار على منطقة جبل الحسين كمكان اخر مناسب لمسيرات المعارضه ولعدة اسباب اولا ضيق المكان من دوار فراس الى دوار الداخلية حيث لا تتعدى المسافة اقل من كم واحد وبالتالي اعطاء زخم جماهيري للمسيرة حيث ان وجود الف شخص في مساحه لا تزيد عن كلم مربع واحد قد تظهرهم وكأنهم عشرة الاف بالاضافه ان دوار الداخلية يعتبر منطقه حيوية جدا حيث يعتبر قلب عمان واغلاق الدوار يعني اغلاق عمان وخلق ازمة سير خانقه وهذا ما سيضع الاجهزة الامنية امام موقف لا يحسدون عليه وهذا ما ترمي اليه احزاب المعارضه هو الوصول الى نقطة الاصطدام مع قوى الامن التي لن تسمح باغلاق الدوار مهما كلف الامر وهذا بالمناسبة ما ورد على لسان مدير الامن العام عندما صرح بكلام واضح ( دوار الداخلية لن يغلق) ومن المؤكد ان اختيار منطقة جبل الحسين يقع فقط في خانة المناكفه لجهاز الأمن العام ومديره ويجب ان لا ننسى ايضا\" قرب مكان المسيرة من مخيم الحسين والتي سيكون لسكان المخيم وخاصة من فئة الشباب النصيب الاكبر في دعم المسيرة بشريا\" وبتوجيه من حزب جبهة العمل الاسلامي وقواعده الفاعله داخل المخيمات وهذا ما يسعى اليه حزب جبهة العمل الاسلامي من زج مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمسيرات بعد ان كانت كمكان جغرافي بعيدة كل البعد عن المسيرات لما لذلك الامر من حساسية من قبل الدوله واجهزتها المختلفه.
كنا نتمنى على دولة الرئيس قبل تنظيم اي مسيرة ان يخرج على الشعب الاردني باعتذار عن الفترة التي كان فيها مديرا\" للمخابرات والاخطاء الكبيرة التي اقترفها بحقه وخاصة بعض الاحزاب الشيوعية والقومية أنذاك من اعتقال وسجن وتعذيب ومنع للمسيرات والاعتصامات والانتهاكات المتكرره لحقوق الانسان وكذلك عن دوره في الدفاع عن بعض السياسات الحكومية انذاك وتقصيره في مكافحة الفساد فلو يفعلها الرئيس سيكون كلامه الحالي عن الاصلاح ومكافحة الفساد اكثر اقناعا\" وسيجد خلفه الالاف من المؤيدين لأفكاره وطروحاته.