كثيرا ما كنت " أشطح " بالتفكير بعمق عندما كان يحدثنا دكتور مادة علم الإقتصاد في الجامعة عن " الشركات الأهلية " فبمجرد ان ينتهي من تعريفها بانها " شركات مملوكة بصفة أساسية لأفراد ينتمون إلى عائلة معينة ويقومون بإدارتها من اجل تحقيق منافع مالية ومستقبلية وذلك لمصلحة عدد من اعضاء هذه العائلة يلعب فيها الكيان العائلي الدور الرقابي والمالي " أخرج من القاعة روحيا وعاطفيا لأستذكر الكثير من النماذج لهذه الشركات التي مرت في حياتي ..أستذكر " الحداد" و"النجار" و"الدكنجي "و"الفلافلجي" و"العطار" و"اللحام" و"الحلاق" الذين كانوا في حارتنا الذين بدأوا نشاطهم من مستوى " خشة " صغيرة بجانب الدار إلى ان وصل بهم المشوار إلى محلات تجارية كبيرة على مستوى المدينة ...والبعض الآخر إلى مستوى الشركات الأهلية الكبيرة على مستوى الأردن ...أي نعم في البداية كانوا يرفعون شعار " القراية ما بطعمي خبز " لكن ادركوا في مرحلة من مراحل تطورهم بان " القراية " لها دور في مواكبة عصر التطور التكنولوجي والإنفتاح ليبدأوا في إذماج اولادهم بالتعليم إلى مستويات متقدمة في الجامعات ليعود هؤلاء بإكمال المسيرة بنجاح اكثر ، والاجمل من ذلك ان آبائهم واجدادهم دفعوا ضريبة النجاح والإنتشار من عرق جبينهم واحيانا كثيرة من اجسادهم ، ليكون في ذلك اكبر أثرا على رؤية الأبناء والأحفاد للحفاظ على مسيرة دفع فيها الآباء والاجداد دماء قلوبهم واجسادهم ...!!!
بعد هذه الصورة المشرقة لنماذج الشركات الأهلية التي جالت في خاطري على مقاعد الدراسة تنتقل بي " الشطحة " إلى مستوى آخر مغاير من شركات أهلية فيها جزءا كبيرا من الأحتيال والتربح السريع ...لأستذكر الشحادة " ام ..فلان " التي تكسبت من جراء عرض أبناءها الصغار في الشارع او على أبواب الجوامع ...بعد أن مارست ببراعة إخراج اكثر من سيناريو مؤثر ...أرملة عندها ست أنفار ..."اعطيني الله يفتحها بوجهك ويخليلك مرتك وعيالك " او " جوزي مريض بالسرطان " ..لتكون المحصلة فلل وسيارات وأرصدة بنكية من راس مال الشعب الحنون " مال الله يا محسنين " والاهم مهنة متوارثة ابأ عن جدة أو جد مر فيها الأحفاد بدورات متخصصة في التمثيل التراجيدي وحركات " الآكشن " لتستمر المسيرة كما بدات في الشوارع وعلى الإشارات الضوئية ....!!!!!
اما " الشطحة " الكبيرة التي إلى الآن "ومنذ ان تخرجت من الجامعة وبلغت من العمر حد -بعد الحمد والشكر لله- ان اولادي سيرثون مني فقط سيارة " الكيا سيفيا " وراتب تقاعدي وسداد قروضي البنكية إضافة لجينات المتوارثة أبا عن جد في عائلتي من أمراض السكري والضغط "
لم أفهمها واستوعبها كيف أسس بعض من عملوا في القطاع العام شركات أهلية تصل إلى عشرات الملايين في بعضها ..وايضا عقارات..فلل ..أراضي ..مزارع ..لا يعتقد الصغير قبل الكبير حتى وإن اخذه " الشطحان " بعيدا إنها من رواتب حكومية ...او ورثة من السيد الوالد ..او بدات من خشة تجارية اهلية من " حوش " دارهم أو شحدة " من مال الله يا مسلمين " أو ..أو ...أو أرجوك يا دولة الرئيس حتى لا (نشطح ) انا وغيري بعيدا حاول ان تبحث وتحقق وتسأل من أين لهم ..هذا ...؟! والباقي - مع إحترامي وتقديري لشخصك النظيف والنزيه - عند دولتك ...!!!!