وأخيرا\" وبعد طول انتظار اصبحنا نسمع كلام عقلانيا\" ومنطقيا\" يخرج من افواه قيادات ذات وزن كبير في حزب جبهة العمل الاسلامي وهذا تحول مهم جدا\" في الخطاب يجب البناء عليه ودعمه يصب في مصلحة الوطن وأمنه واستقراره يضع الشأن الاردني الداخلي في سلم اولوياته بعيدا\" عن لغة التهديد والوعيد التي باتت السمه الغالبه لخطاب بعض احزاب المعارضه وعلى رأسهم حزب جبهة العمل الاسلامي هذا الخطاب الجديد تم صياغته في المبادره التي تسمى \" المبادرة الاردنية للبناء \" او وثيقة زمزم نسبة الى المكان التي انعقد به اللقاء الذي ضم شخصيات اسلامية ذات وزن بهدف التركيز على بناء الاردن وتنميته واستغلال طاقات شبابه والخروج من حالة الانسداد في الافق لدى بعض الاطر السياسية التقليدية وعجزها عن التعبير عن امال الشعب وتطلعاته .
هذه المبادرة الطيبة والتي انبثقت بعد الاجتماع الذي ضم حوالي 60 شخصية اردنية ومنهم قيادات اساسية في حزب جبهة العمل الاسلامي تؤكد انه لا مجال للفوضى في الاردن وهذه تعتبر نقلة نوعية كبيرة وايجابية بالخطاب المعارض والذي قد تعرض للانحراف عن الخط الوطني خلال الاشهر الماضية بشعارات تحمل في مضامينها انقلابا\" على الدولة الاردنية ومطالب قد تبدو تعجيزية ولا ترقى الى مستوى القبول الشعبي ورفض الحوار مع الدوله والقوى السياسية الاخرى على كل القوانين الخلافية وايجاد السبل الكفيله للخروج من الازمه السياسية التي يعيشها الوطن بأقل الخسائر وعلى مبدأ لا غالب ولا مغلوب ولكن بطريقة توافقية تصل الى مرحلة الاصلاح المنشود بطريقه تدرجية وخطوة بخطوة وليس بقفزه واحدة والتي ستكون اضرارها اكثر من منافعها وهذا ما خرجت به المبادرة والتي توافق اعضائها على الاصلاح المتدرج لاخراج البلد من عنق الزجاجه ومحاولة ايجاد حلول لجميع مشاكله السياسية والاقتصادية .
من الطبيعي ان تتعرض هكذا مبادرة الى النقد والهجوم من بعض الاطراف وخاصة حزب جبهة العمل الاسلامي كون بعض من شارك بصياغتها هم اعضاء اساسيين بالحزب وهو بالنسبة لهم خروج عن خط الجماعة والذي تم رسمه بعناية خلال الاشهر الماضية وهناك من اتهم مطلقي المبادرة بالاقليمية او بما يسمى اردنة المبادرة وذلك بسبب تركيز المبادرة في معظم فقراتها على الوضع الداخلي وضرورة النهوض بالاردن بشتى المجالات وتمكين الجبهة الداخلية والتركيز على حلحلة القضايا الداخلية ومن ثم الانطلاق الى القضايا العربية بقوة وهذا ما صدر على لسان الدكتور محمد المجالي وهو احد الاعضاء المشاركين وقيادي في حزب جبهة العمل الاسلامي على قناة رؤيا بقوله ان تمكين الجبهة الداخلية وتقويتها ومحاولة حل ما نعانيه من مشاكل يجعل الاردن في مركز قوة لمواجهة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واعتقد ان ما خرجت به المبادرة لا يختلف عن مطالب بعض الاحزاب والقوى السياسية الوطنية في الاردن من ان التركيز على الوضع الداخلي وتمكين وتقوية الجبهة الداخلية يعد اولوية قصوى مما يجعل الاردن يقف على قدميه بصلابه ما يمكنه من مواجهة القضايا العربية والاقليمية بقوة وعزيمه فمن الطبيعي ان يبدأ الانسان باصلاح بيته اولا وتقوية اساساته ومن ثم الانطلاق لاصلاح بيوت الاخرين .