عندما تدخل بوابات مكتبة الجامعة الأردنية سوف يتملكك شعور بأن كل شيء فيها رتيب وهادئ ، وبأن المكتبة وما فيها من مقتنيات هامة لم تدم لولا تواصل العاملين بالمحافظة على مقتنيتها ورتابتها والوصل إليها من خلال البحث المعتمد على أجهزة الاستفسار المعدة لهذه الغاية .
تزخر مكتبة الجامعة الأردنية بالعديد من المواد المكتبية والرسائل الجامعية والدوريات العربية والأجنبية وصناديق الأمم المتحدة والبنك الدولي وقاعة المجموعات الخاصة التي تكتنز بين ثنيها الكتب القديمة جداً وقد تم الحفاظ عليها بتلك القاعة خوفاً من تمزيق أورقها الأثرية وذلك في تخصيص قاعة لها، وتمنع استعارتها من خارج القاعة.
ربما ما يميز تلك المكتبة عن باقي المكتبات الأردنية حسن مبادرة العاملين فيها في إرشاد الطلبة والباحثين من كافة أرجاء المعمورة ومساعدتهم قدر المستطاع لتلبية الأهداف المنشودة من زيارة المكتبة، كما يساعد العاملون فيها على توفير المناخ الجيد للدراسة وذلك من خلال فرض التعليمات بمنع دخول الأطعمة وغيرها ومنع رفع الصوت لتركيز ذهن القارئ في المادة الدراسية .
بدأ التطور الملحوظ لمكتبة الجامعة الأردنية المتزامن مع مواكبة تكنقراط العالمي في أرشفة المواد المكتبية الكترونياً ، وتم ربطها مع باقي مكتبات الجامعات الأردنية من خلال برنامج الأفق ، وأصبح بإمكان الباحث وضع العنوان أو المؤلف للوصل إلى مكان نتيجة البحث وفي أي جامعة رسمية كانت .
ورافق هذا التطور مرحلة جديدة من البناء، حيث يتم الآن بناء طابق إضافي للمكتبة نظراً لزخم المواد المكتبية وايمناً منها بالتوسع لإثراء الفكر بمجالات العلوم المختلفة واكتساب المهارات المتعددة من خلال الأفكار المختلفة لدى الكتاب والأدباء ، ولتحقيق الأهداف المنشودة في متابعة المسيرة العلمية الشاملة، ومواصلة البناء والعطاء على أفضل المستويات العالمية .
ولا بد من الإشارة إلى أن مركز اتحاد الرسائل الجامعية ما زال يستقطب جميع الأطروحات الجامعية من مختلف الدول العربية المشاركة في المركز ، فلقد وصل عدد النسخ الجامعية في المركز إلى (83276) رسالة باللغتين العربية والأجنبية ، كما وصل عدد العناوين إلى (44916) ، استطاع مركز إيداع الرسائل الجامعية بالتعاون مع الدائرة الفنية أرشفة (6342) رسالة جامعية بنصها الكامل، ونظراً للتوسع الشامل في المكتبة وزيادة أعداد الأطروحات المقدمة من مختلف الجامعات العربية المشاركة في المركز ومنها طلاب الجامعة الأردنية فلقد سعت إدارة الجامعة بالتنسيق مع المكتبة للقيام بأعمال توسعة للمركز ذو الشقين الإلكتروني والورقي في المساحة وتوفير المزيد من أجهزة البحث والتي من خلالها تمكن الباحثين من استنساخ الرسائل المؤرشفة مقابل قرشين ونصف ثمن الورقة وخمسة دنانير ثمن نسخ الرسالة بالكامل ، ولا يسمح مركز إيداع الرسائل الجامعية استنساخ الرسالة كاملة التي لم يمضي على عمرها خمسة أعوام حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية .
واجه المركز الكثير من التحديات المعاصرة مع ولوج التقنية الحديثة في عالم المكتبات واستخدام التكنولوجيا في النشر الالكتروني وصولاً للمكتبات الرقمية ، فوضعت المكتبة كافة إمكانيتها لمواجهة التحدي القائم وتبنت معاير الجودة الشاملة، وذلك من خلال الخطط والبرامج في تأهيل كوادرها وعقد الدورات المتخصصة ووفرة الدعم المالي لشراء المعدات اللازمة للمركز من خلال إستراتيجيتها الحالية والمستقبلية .