زاد الاردن الاخباري -
قال جلالة الملك عبدالله الثاني أن قمة الأمن النووي في واشنطن حققت نجاحا كبيرا إذ أظهرت تكاتفا دوليا حول ضرورة العمل بشكل جماعي من اجل الحؤول دون وصول المواد النووي إلى المنظمات الإرهابية.
وأضاف جلالته في جلسة حوارية مع مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، انه من الضروري وضع الأطر القانونية والمؤسساتية لتنسيق التعاون الدولي، لافتا إلى أن الأردن يؤيد مأسسة التعاون في متابعة المواد النووية والعمل على منع وصولها إلى الإرهابيين عبر تعاون استخباراتي يضمن تدفق المعلومات بشكل فاعل.
وقال جلالة الملك "ان الرئيس اوباما ملتزم بشكل كامل بتحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولفت الى انه كان هناك أولويات داخلية مهمة في الولايات المتحدة الأميركية، وآمل ان يعودوا الى التركيز بزخم على المفاوضات بين الطرفين".
وأضاف جلالته أن مباحثاته مع الرئيس الأميركي ركزت على سبل إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تضمن التقدم نحو حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعرب جلالته عن أمله أن يعود السيناتور جورج ميتشل في المستقبل القريب إلى المنطقة لضمان انخراط الإسرائيليين والفلسطينيين في المفاوضات لأن عدم تحقيق تقدم في المفاوضات واستمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى إحداث أزمات جديدة.
ولفت جلالته الى ان هناك توترا في المنطقة وانه عندما يكون هناك تعثر في المفاوضات وتوتر، فانه قد يؤدي الى انفجار الأوضاع وحدوث دوامات عنف وحروب جديدة سيتضرر الجميع منها.
وقال جلالة الملك ان هناك توترا في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهناك بعضَ اللبنانيين الذين يقولون أن الحرب قد تكون مقبلة إضافة إلى التوتر الدولي مع إيران وهذه الأجواء لا بد من العمل على تخفيفها.
وأكد جلالته ان عدم تحقيق تقدم في المفاوضات وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تفضي الى حل الدولتين يضع علينا مسؤولية إبقاء الأمل حيا، لانه اذا لم تبدأ المفاوضات بشكل جدي فان بديل السلام هو الحرب التي قد تنطلق في أي وقت خصوصا اذا ما بقي الجمود والتوتر على حاله.
وفي رد على سؤال حول وجود شريك فلسطيني في حال الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، أكد جلالته أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمثل السلطة الوطنية الفلسطينية وهي الحكومة الشرعية للفلسطينيين وان الرئيس أبو مازن مفوض للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني.
واضاف جلالته: هناك ايضا حكومة فلسطينية قادرة يقودها رئيس الوزراء سلام فياض بكفاءة عالية، والعالم يتعامل عادة مع الحزب الحاكم، وبالتالي لا يجوز استخدام حجة عدم تحقيق المصالحة لعدم إطلاق المفاوضات السلمية لان ذلك أمر لا تستطيع المنطقة تحمل تبعاته.
وأعرب جلالته عن أمله في أن يتم التوصل إلى مصالحة بين حماس وفتح لان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني وقدرتهم على خدمة قضاياهم.
وفي رد على سؤال، قال جلالته أن استمرار التوتر في المنطقة ينعكس سلبا على جميع الدول مؤكدا ضرورة ان يتفهم المجتمع الدولي ان حل الصراع هو مصلحة دولية، لافتا الى ان الرئيس الأميركي السابق بوش كان قد أكد على ضرورة التوصل إلى حل للصراع عن طريق حل الدولتين وان الرئيس اوباما تقدم خطوة أخرى في هذا الاتجاه عندما ربط حل الصراع بالأمن القومي الأميركي.
وقال جلالة الملك أن الأجهزة العسكرية الأميركية تعرف أن حل الصراع هو في المصلحة الوطنية الأميركية وان الجميع سيدفع الثمن في حال استمر هذا الصراع.
وأضاف جلالته ان القضية الجوهرية في المنطقة هي القضية الفلسطينية وانه إذا لم يتم التوصل إلى حل لهذه المشكلة فان أحدا لن يأمن من نتائجها، لافتا جلالته إلى أن أميركا لها حضور في العراق وأفغانستان وهناك نقاط ساخنة أخرى وان حل القضية الفلسطينية يعتبر مدخلا للتعامل مع جميع قضايا المنطقة.
بترا