زاد الاردن الاخباري -
هنّأ جلالة الملك عبدالله الثاني الطوائف المسيحية في المملكة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية وذلك خلال لقائه اليوم في مدينة الحصن ممثلي الطوائف المسيحية في الاردن وعددا من ووجهاء وأبناء المدينة.
وعبر جلالته خلال اللقاء، الذي جرى في كلية الحصن بمحافظة اربد، وحضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عن اعتزازه بما يجمع "بشعبنا الطيب الأصيل" من قيم المحبة والتآخي والعيش المشترك بين مختلف مكونات الأسرة الأردنية الواحدة.
وألقى البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن كلمة عبر فيها عن تقدير وعرفان أبناء الطوائف المسيحية لحرص جلالة الملك على تهنئتهم في الأعياد المجيدة. وقال" يشرفنا أن نقف في حضرة جلالتكم في أجواء عيد الميلاد لننقل إليكم باسم أم الكنائس وكهنتها ورعيتها أسمى التهاني والتبريكات".
وأشار إلى جهود جلالة الملك في تكريس قيم المحبة والسلام بين أبناء الشعب الواحد، وقال" انتم يا جلالة الملك تعملون جاهدين لتحقيق كلمة الحق والمحبة والسلام والتي سعى لها آباؤكم وأجدادكم الهاشميون، أحفاد الرسول الكريم، وحافظوا على العهدة العمرية".
وأضاف " نحن فخورون بأن تشمل رعايتكم الهاشمية الكريمة لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية في بلد أجمع العالم على أنه يتميز بخاصية فريدة في حرية العبادة والتعايش بين الجميع، وبات عنوانا عالميا لإعلان المبادرات ولتعزيز الحوار والتقارب بين أتباع الأديان السماوية ومد جسور المحبة والسلام والعدل في ربوعنا الغالية".
من جانبه قال البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، " إننا معا سنعمل على بناء الأردن وبناء المواطنة الصالحة والحرية الحقة، ومعا لتعزيز السلام والاستقرار وقيم الحياة والعائلة".
وقال" من هنا من الشمال ومن الجنوب نريد أن نقدم للعالم نموذجا لعيش مشترك بين أديان متعددة، وذلك من منطلق قناعتنا أننا جسم واحد إذا تألم فيه عضو تألم معه سائر الأعضاء، وإذا فرح فرحت معه سائر الأعضاء".
وأشار الطوال إلى ما يبذله جلالة الملك من جهود من أجل الإصلاح وقال" نعم نعلم أنكم تتبنون وتأخذون مأخذ الجد المطالب الشعبية السلمية للإصلاح تلبية لتطلعات أجيالنا الشابة كما كانت عليه دائما حالنا في الأردن".
وأكد الطوال على ضرورة الحفاظ على" وحدتنا الوطنية في هذه الظروف الصعبة حيث نحمل مع جلالتكم هموم شعبنا".
بدوره، قال الوزير السابق باسم خليل السالم " يحق لنا أن نفرح اليوم إذ نحتفل بعيد الميلاد المجيد ونحن نرى قيم المحبة والتسامح التي يجسدها ثقافة راسخة في مجتمعنا الأردني الواحد المتماسك الغني بتنوعه".
وأضاف "إننا نفرح اليوم ونحن نرى وطننا يسير بخطوات واثقة في ترجمة رؤى جلالتكم الإصلاحية فعلا ملموسا ووفق خريطة طريق حرصتم أن يكون حصادها نقلة نوعية تضمن مشاركة أكبر لكل أبناء الوطن في صناعة المستقبل الديمقراطي القوي المزهر".
وأكد أن مدينة الحصن وأهلها تشكل نموذجا بتآخيهم وثراء تعدديتهم، فقبل حوالي القرن كانت من أوائل القرى التي آمنت بالديمقراطية نهجا وسلوكا سياسيا فشاركت في انتخابات المجلس التشريعي الأول، وهي اليوم تستعد للانتخابات القادمة بحماس وإرادة لا تلين للاستمرار في المشاركة في خدمة الوطن في ظل قيادتكم الحكيمة.
وقال السالم أن "الهاشميين سطروا بدمائهم أطهر السطور في الفداء والتضحية، فأنتم أهل النبوة وبيت الفداء وكنتم لكل الأردنيين مسلمين ومسيحيين قادة وأصحاب مشروع نهضوي وحضاري وشملتم برعايتكم المقدسات الإسلامية والمسيحية".
وعبر باسم جميع أبناء الكنسية الأرثودكسية في الأردن وفلسطين عن "جزيل الشكر لما يبذله جلالة الملك من جهود كبيرة لحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس الشريف والحفاظ على حقوق الكنسية الأرثودكسية في المدينة المقدسة".
كما عبر عن ثقة أبناء الكنسية باستمرار جلالة الملك في إيلاء موضوع الحفاظ على الكنسية الأرثودكسية وأملاكها في القدس من المخاطر التي تتعرض لها.
وقال عيد موسى أيوب من وجهاء الحصن" إن أبناء المدينة تغمرهم الفرحة بلقاء جلالتكم في عيد الميلاد المجيد، مهنئا ومتفقدا وسائلا عن أحوال وحاجات شعبك ونحن بدورنا جميعا نثمن لجلالتكم هذا الاهتمام والحرص".
وأشار إلى انه وفي غمرة الحديث عن التعايش فقد " عشنا في الحصن منذ آلاف السنين معا مسيحيين ومسلمين في المدينة منذ كانت قرية صغيرة ".
وعبر أيوب عن تقدير أبناء الحصن لجهود جلالة الملك في دعم الإصلاح والتنمية، وقال " إننا نسير معكم إلى حيث تشاء مصلحة الوطن والأمة، ونثمن لكم عاليا دعمكم الجو الديمقراطي في الأردن الذي يسعى إلى جمع كل إشكال الطيف السياسي الأردني".
واستعرض عددا من احتياجات أهالي الحصن، مشيرا إلى ضرورة تطوير المدارس واستحداث مبان لمدارس ثانوية للذكور والإناث.
وأشار أيوب إلى أن الحصن التي هي واحدة من أقدم البلديات في الأردن جرى دمجها مع بلدية إربد وهو أمر لا يرغبه أبناء المنطقة إذ يريدونها أن تبقى بلدية مستقلة عن بلدية اربد.
ولفت إلى حاجة المنطقة إلى مكتبة عامة لدعم النشاط الثقافي وتجديد شبكة المياه القديمة التي يزيد الفاقد جرائها عن 30بالمئة وتحويل المركز الصحي إلى شامل.
بدوره قال عوض نصير، أحد وجهاء الحصن، " إننا كمسلمين نعيش مع إخواننا المسيحيين في الحصن منذ عقود طويلة بتعايش وتعاون مميز، تجمعنا العروبة والوطن الذي نتقاسم خيره وهمومه عملا بديننا الحنيف".
وقال" لقد اعتدنا أن نستقبل عيد الميلاد بالتفاؤل والبركة ويوم العيد يقوم المسلمون بالتهاني بزيارة البيوت مما يقوي أواصر المحبة والألفة ونتشارك في الأفراح وباقي المناسبات".
وأشار إلى أن الحصن سميت ببلد العلم لكثرة ما فيها من مدارس للطوائف التي يؤمها عدد كبير من أبناء المحافظة طلبا للعلم، مشيرا إلى تاريخها وعراقتها منذ مئات السنين والتي وصل عدد سكانها في عام 1890 إلى نحو 3 ألاف نسمة.
بدورها أكدت نادية ريحاني نائبة رئيس نادي الحصن الرياضي الثقافي الاجتماعي، "أن شباب الحصن كما أبناء الوطن محافظون على العهد وهم الوارثون معكم نهضة العرب وسوف يضحون بالغالي والنفيس من اجل الوطن وتقدمه".
وقالت" إننا معكم يا جلالة الملك في خطواتكم الإصلاحية على مختلف الصعد ونبارك ما أنجز منها ونقف معكم من أجل استكمال الإصلاح السياسي وخاصة بعد انتخاب مجلس النواب المقبل الذي نرجو أن يقوم بعمله على خير وجه لخدمة الوطن والمواطن".
وأشارت إلى أن الحصن ومنذ زمن طويل يقيم فيها المسلمون والمسيحيون معا متضامنين بالأفراح والأتراح وهم يعيشون أعيادهم المتبادلة بروح الإخوة والمحبة والانتماء.
وتطرقت خلال كلمتها إلى عدد من المطالب والاحتياجات المتعلقة باستكمال ملعب كرة القدم لنادي الحصن واستكمال مبنى النادي ليكون نواة لمجتمع رياضي لشباب مدينة الحصن والمنطقة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وسيادة الشريف فواز زبن عبدالله مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومحافظ اربد خالد أبو زيد.
ولدى وصول جلالته إلى حرم كلية الحصن احتشد أبناء المنطقة وطلبة الكلية للترحيب بجلالة الملك وبسمو ولي العهد معربين عن محبتهم وتقديرهم وعرفانهم لمشاركتهم أعيادهم والحرص على الإطلاع على أحوالهم.
بترا