تصادف هذه الأيام ذكرى مولد المسيح سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ..نبي الله وأحد أولي العزم الخمسة ..أول من كلم الناس في المهد .... معظما لله .. شديد الإيمان .. زوده الله بمعجزات تعينه على نشررسالته ..
مرسل عليه السلام الى بني اسرائيل ليوجههم لشريعة جديدة .. كان كالضوء الذي أضاء الظلمة ، والظلمة لم تدركه ... اتسم بالبساطة في اللباس ، والبساطة في الحديث والسماحة في العلاقات .. نصير للفقراء والمحتاجين والمرضى والبسطاء ..محبوب .. وقريب..من الكل حتى الاطفال ..نبي هو ومعلم ..زعيما وقائدا حقيقيا للبشر ..فرح مع الناس وتأسى لأساهم ..
"لا يصيب احد حقيقة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا " .."اعبروا الدنيا ولا تعمروها"..كانت كلماته تعزية ومواساة للحزانى وكلمات عون وعطف أغاث بها الملهوفين ...ولكمات من الحكمة الدامغة والمنطق المفحم التي وجهها للذين انكروا عليه نبوته ..
"احصد الشر من صدرك بقلعة من صدرك " فوهب بذلك المزيد من تعاليمه ليستوي الجميع في المعاملة ...فريدا في مولده ..جاء للعالم بولادة فوق الطبيعية .. مخلّصا للآخرين وكلمة من الله ألقاها الى امه مريم بنت عمران الصادقة الطاهرة العفيفة .. من كرمها الاسلام بذكرها في القرآن...
ان حياة حياة عيسى والمعجزات أٌتي بها من الله والكلمات التي نطق بها تبشر انه ليس مجرد انسان بل اكثر من انسانا .. وليس بالخبز وحده يحي الانسان ..
قرويا بسيطا في قرية بسيطة بمهنته بسيطة وحياة بسيطة أرسى بها المبادئ الاخلاقية للمسيحية ونظرتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الانساني ..
مسيح ساح الأرض يعلم الناس دين الله وشريعته ويدعوهم لعبادته ويدعوهم لعبادته .. مسح الهموم عن الناس ومسح دموع اليتامى والفقراء .. ومسح عنهم الامراض فشفى الابرص والاعمى ..واحي الموتى باذن الله ..
هو الطريق لكُل ضال.. هو الصحة لكُل مريض.. هو الثوب لكُل عار.. هو الرؤية لكُل أعمى.. هو الخُبز لكُل جائع.. هو الثروة لكُل محتاج.. هو الحُرية لكُل مأسور.. هو الحياة لكُل ميت.. هو القوة لكُل ضعيف..
ساهم ببداية عهد جديد تظهر فيه كل مبادئ الانسانية والقيم السامية العالية فظهرت سماحته على الجبل وفي النهر والسهل . بمولده بزغ فجر المحبة ..فجر السلام .. فجر الزهد .. فجر اللجوء الى الله ..كيف تكون انسانا أفضل وفي سبيل السلام إعمل .. ولهدف الكرامة قّدم ..ان تغسل العيون بالدموع .. وبتقوى الله إلتزم .."اتق الله حيثما كنت وكن في الدنيا ضيفا " .."واتخذ المساجد بيتا ،وعلم عينيك البكاء ،وجسدك الصبر،وقلبك التفكر،ولا تفكر في رزق غد فإنها خطيئة "..
دروسا روحية من معلم روحي انعم الله عليه كما طبع الله على سائر انبيائنا بالرأفة واللين والجانب السمح والتسامح واللجوء الى الله .. بعيدا عن كل مظاهر العظمة .. رسولا للسلام والمحبة وولحق في الحياة .. مرفوعة مكانته الى ان يحين الوقت الموعود ليرجع مخلصا للبشرية من الظلم والجور .."اعمل للدنيا لتلق الآخرة ".."كن في الدنيا كعابر سبيل واترك وراءك كل جميل "..
سلاما عليك يا ابن مريم سلاما يفوق كل عقل سلاما مع الله ومع النفس "والسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا"..سلاما عليك يا من بشرت بمولد محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق.. {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين }الصف آية 6.
سلام عليكم يا انبياء الله تعالى .. سلام عليك يا وطني الذي ينعم فيه الجميع بسلام ومحبة ..