ما هي إلا أيام ويبدأ العد التنازلي للانتخابات البرلمانية الأردنية 2013م محددة بذلك مستقبل الحياة البرلمانية لأربع سنوات قادمة ..ضمن قواعد دستورية تتوسد بشكل ديمقراطي حر .. وبذلك نشهد أن منطق الناخب الأردني سيتسم بثقافة الوعي والحس بالمسؤولية والديمقراطية الحقيقية.. ذلك هو جزء من العملية الديمقراطية الحقه .. ويبقى الجزء المكمل هو مراقبة وتقييم السادة النواب المنتخبين .
نتمنى أن تقوم ثقافة الناخب وبما لا يدع مجالاً للشك على مصلحة الأردن العليا .. و ممارسة الحق الدستوري والمطالبة بالحقوق التي هي مقابل القيام بالواجبات .. حيث يقوم الحق بالتساوي مع الواجب .. وما هو واجب على السلطة هي حقوق للشعب.. وما هو واجب على الشعب هو حقوق للسلطة .
إن المشاركة في عملية تشكيل للسلطة التشريعية والرقابية في المجتمع .. على أساس الاختيار .. إنما هو تعبير عن مشاركة المواطن المباشرة في الحياة العامة من الناحية القانونية والدستورية.. لأن التصويت هو حق من حقوق المواطن الأساسية في النظام الديمقراطي وليس واجبا.. لكن عزوف البعض عن القيام بهذا الحق.. يعني الانسحاب من الحياة العامة .. وعدم المشاركة في صناعة القرارات التي تصب في صالح الوطن و تتطلب مشاركة الجميع .. فالمجلس النيابي هو المظلة والمكان الأنسب لبحث القضايا الوطنية والعمل مع الحكومة على مواجهة التحديات والمشاركة في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تخدم المصلحة الوطنية .. من خلال ترسخ ثقافة الديمقراطية والنعددية تمكن الجميع من ممارسة حقوقهم بطريقة حرة ..
وبالرغم من أن للناخب حرية في الانتخاب أو الإحجام عنه دون أي إلزام أو عقوبة إلا أنه في حالة عدم ممارسة المواطن حقه الانتخابي لوجود مرشح لا يفضله .. فهو بإحجامه يساعد ذلك المرشح للفوز .. ولذا فمن الأهمية بمكان المشاركة بالتصويت ليتخذ الناخب قراراً بمن يستحق أن يصل إلى عضوية مجلس النواب .. وضمن هذا السياق نجد أن الانتخاب والمشاركة الفعالة ينقل المواطن من الدعوية إلى المواطنة الكاملة .. فذلك واجب على كل مواطن .. أن يمارس هذا الحق .. ويدعو كل أفراد أسرته للمشاركة .. أو ليس هذا حق يفرض على الجميع القيام به ؟
على الجميع ممارسة حقهم بكل شفافية .. واجزم بذلك أن المواطنة الحقه هي قيم وسلوك تكمن باختيار الممثل الأنسب ونتذكر أن الذي سننتخبه أردني يحب تراب الأردن .. ويعشق خدمة الأردن .. ويلبي طموحات ناخبيه وآمالهم ..
فيس من المعقول أن نذهب يوم الانتخابات إلى صناديق الاقتراع ولا نعرف من ننتخب .. لندع ذات الوجوه وذات الشعارات تحقق غايتها .. ..
أما ما أريد قوله للسادة المرشحين : إن مواطننا الأردني هو الآن أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حوله .. فهو يريد لأبنائه المستقبل الزاهر .. لبناء غد مشرق واضح المعالم .. فالكلام المعسول لا يداويه ولا الوعود تطيب خاطره .. فقط يأمل من ممثليه ونوابه المنتظرين تحقيق حـُلمه في الحياة الفضلى ..بإيمان عميق وراسخ أن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا بالمكاشفة والشفافية والحوار ..بعيدا عن الفساد والمفسدين .. وبعيدا عن الإقليمية والفئوية .. والمنافع والمكاسب الخاصة .. بل ويجب أن يكون طموحنا واضح على أمل أن تتحقق الأهداف التي نصبوا إليها وفق رؤى مستقبلية حديثة .. نهجها المصلحة الوطنية التي هي دوما فوق كل المصالح والاعتبارات .. لنحمي الوطن ونطوره ونحدثه .. وفق منهجيه يتم من خلالها تحقيق العدالة واحترام الكفاءة وسيادة القانون .. وترسيخ ثقافة الشراكة للجميع في تحمل المسؤولية .. كلٌ في موقعه .. بعيدا عن أيه أجندة .. فالتحديات أمامنا كبيرة والظروف تحتاج منا الوقفة .. فبعون الله سنكون قادرين على مواجهتها بكل جرأة وموضوعية وبهمة الرجال الأخيار من هذا النسيج الاجتماعي المتآلف والمتعاضد ليبقى الأردن دوماً.. قوي بأهله ورجالاته الغر الميامين .
علينا جميعا التفكير بايجابية واستقلال وحيادية قبل أن تنتخب .. لأننا نحب الأردن وأهله الخيرين .. ننتخب من نعرفه معرفة صريحة .. ونعرف من هو .. ننتخب القريب من احتياجاتنا ومشاكلنا.. ونعرف شكله وشاهدناه وعرفناه .. ومن تحدثنا معه ولمسنا منه تواضعاً وتجاوباً وحبا لقضايا بلده .. ولا ننتخب من سكن العلالي ولم نشاهده إلا عبر شاشات التلفزيون .. بل إن علينا أن ننتخب صاحب الفكر السليم والعقل المتفتح .. والشخصية القيادية الفذة التي تتصف بالوعي والخبرة والتجربة المشهودة .
ننتخب من نظن أنه الأصلح .. ولكن لنفكر قبل أن تنتخب .. فصوتنا مسؤولية ... فلنصوّت بكل حرية... وننتخب الخيرين والنزهاء وذوي السمعة الطيبة ولنكن شيئاً ولا نكن لاشيء .. وكما يقولون : بدلاً من أن تلعن الظلام لنشعل شمعة تنير دربنا ودرب الآخرين ...
من كل ما تقدم لابد انك عرفت من ستنتخب ... انتخب الأردن