لا احد منا يُنكر او يستطيع ان يضحك على نفسه وغيره ويقول ان الاردن بخير وانه لا يعاني من ازمات , بل هو كذلك , فالأردن لا محالة يمر بأزمات كادت ان تؤثر على نفسيات الكثيرين وتوهمهم ان الاردن سيطيح لا محاله , لكنه بإذن الله صامد .
فما يمر على الوطن من ظروف ما هي إلا حالة مرضية تماما كالتي تمر على مريض الانفلونزا والتي تسببها فيروسات تهاجم الجسد وتطيح به لأيام , ولكن الأمر بالنسبة للأردن يختلف قليلا اذ انه يعاني من هجوم فيروسات تعيش به في الداخل منذ سنوات وتغذت من خيراته وحين رأت ان ساعدها قد إشتد هاجمته وألقته مريضا منذ سنوات , وها هو ينتظر المضاد الحيوي القوي الذي ينقذه من افك هذه الفيروسات القذرة التي خرجت من باطنه ويا ليتها كانت كفيروسات الرشح وغيرها قادمة من الخارج وغريبة عن جسده بل المصيبة أن هذه الفيروسات قد خرجت بقوة ووجدت فيروسات محيطة تساندها وتدعمها لتقوى تنهش اكثر .
فما نسمعه ونراه يوميا من قصص لفساد هنا واختلاس هناك اقترفته ايدي من ادعوا حرصهم على الوطن ونادوا بالحفاظ عليه علنا وفي السر لم يرحموه ابدا بل ونادوا بقوة لمحاربة كل من تسول له نفسه نهب المال العام - طبعا يقصدون من يسرق لشراء رغيف خبز يطعم به أطفاله – بعد أن جوعوه بجشعهم , مقابل من يرونهم انهم هم الشرفاء , لان من يسرق الالوف بل الملايين بنظرهم هو الشريف لأنه قوي استطاع السرقة بامتهان وحرفية دون ترك بصمات له تكشفه ليبقى شريفا بنظر الجميع ايضا , اما ذاك المسكين الذي خصم عليه راتب عنوة وظلم واضطر لسرقة عشرين دينار هو سارق يستحق اقسى انواع العقاب .
والمصيبة الاخرى وهو نوع فيروس اخر اصيب به الوطن هم اؤلئك اصحاب النظريات الوطنية التي تدعو للحفاظ على الوطن وحمايته من السارقين وكل هدفهم نيل الثقة ومحبة المواطنين لإيصالهم لمجلس يتربع كل واحد منهم على كرسيه يقرر ما فيه مصلحة الوطن في العلن وفي السر يمرر قانون يخدم به نفسه ومصالحه .
ما نراه من اسماء تُعرض هنا وهناك وقد استطاع الفوتوشوب تحسين صورهم لكنه عجز عن تحسين داخلهم , تجعل قلوبنا تعتصر ألما لما سيمر على الوطن من وبال جراء مرض سيصيبه من فيروسات اشد فتكا به وستهدُّ قواه لسنوات اكثر لكون هذه النماذج - سوداء الصورة - ستقرر له مصير الكثير من مفاصل سيره من خلال ما سيقررونه من قوانين ستجعلنا نقرر قراءة الفاتحة على الوطن قبل الاوان .
هذه الصور المشينة التي دقت ناقوس الخطر لمستقبل ليس آمن للوطن , تجعلنا نفكر في كيفية الوقوف للانتفاض لأجل الوطن وإعادة القوة له . فالمرض الذي يعانيه من انتشار الفيروسات به يحتاج لمضاد حيوي قوي لا يقوى على تأمينه إلا كل وطني حر في هذا الوطن والذي حاربه قوى تلك الفيروسات وحجمته والبعض حوربوا بشراسة وأبعدوا خوفا منهم , هم القادرون على ذلك وعليه فإننا ندعو لانتفاضة قوية لشعبنا الابي وهذه الانتفاضة لن تكون بشارع هنا أو اغلاق هناك بل باختيار الاصلح لزمن سيئ نثق به من خلال خيارنا باختيار المناسب لزمن افضل لأجل الوطن . لنحقق وقتها كل ما فيه القوة لإنقاذ الاردن من فتك هذه الفيروسات اكثر وإلا فإنها ستنتشر لتصيب مساحات اكثر في الوطن وعندها سيتحول المرض من عارض لمزمن يفتك به لا محالة وعندها لن نجنِ إلا خرابا وركاما نقف عليه ونتذكر أنه كان وطن .