نحو مجلس نيابي بحجم الوطن
د. بلال السكارنه العبادي
إن مجلس النواب بصفته كجزء من السلطة التشريعية واحد السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية يشكل مؤسسة مهمة وحساسة في الوطن ، وبالتالي فان اعضاء المجلس يشكلون عنصرا مهماً فيه ، وان اختيار هؤلاء الاعضاء لا بد ان يتم بعناية فائقة حتى يصبح المجلس اكثر حداثة وبحجم الوطن وهمومه ويتلائم مع التطور الذي يشهده الوطن في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة، وخاصة ان بعض المرشحين قد ساهموا بما يكفي في الحياة العامة وسواء في القطاع العام والخاص وتم انتخابهم لعدة مرات في المجالس السابقة وانهم كما يقال( أما ان لهذا الفارس ان يترجل ).. فقد سمعنا اسماؤهم كثيرا في نشرات الاخبار وطالعناها في الصحف اليومية والاسبوعية وحتى الالكترونية ، وقد قدموا الكثير للوطن ولانفسهم فجزاهم الله كل خير .
إن الوطن اصبح بحاجة الى ظهور وجوه جديده تساعد في تقديم اشياء جديده ومختلفة عن الاخرين ، وان النيابه ليست وراثة كما في غيرها وان على الشعب ان يختارمن يمثل افكارهم واراءهم بالشكل الصحيح ، وعلى الرغم من اننا نرى غير ذلك في هذه الفترة التحضيرية لانتخاب الاعضاء الجدد ومنها ، ظهور المال السياسي يتجول في كافة الاحياء والازقة والحارات في الوطن سواء أكان عبارة عن هاتف نقال او مبالغ عينية وولائم وصوبات وحرامات لمواجهة برودة الشتاء ،قيام بعض خطباء المساجد باستثمارهذه المنابر لعرض افكارهم والتي يستطيعون من خلالها في التاثير على الناخبين ودفعهم نحو التصويت لهم ، والتي لا يستفيد منها المرشحين الاخرين ،وجود التعصب العشائري وان الناخبين لا ينتخبون الا الذي ينتمي لاسم عشيرتهم وسوف يكون هذا الاسم موجود في مجلس النواب وان الزوجة لا تنتخب الا من يمثل عشيرتها وحتى ولو كان الزوج مرشحاً ومن عشيرة اخرى ،قيام بعض المرشحين بترحيل ونقل الاف البطاقات من دائرة الى اخرى وان النائب الذي يتم انتخابه لا يمثل اهل المنطقة فعليا .
لذا على الناخبين ان يختاروا اعضاء المجلس النيابي القادم ليكونو اكثر ملاءمة وعلى علاقة بكافة القضايا المرتبطة بالوطن وهمومه وصرعاته ، خاصة اننا مقبلين على مرحلة مفصلية تحاكي محاربة الفساد والاصلاح السياسي ، ولذا فانني اتصور ان النائب القادم ان يكون هدفه خدمة الوطن وليس لخدمة نفسه واللوحة الحمراء وزيادة راتبه وتوظيف ابنائه وابتعاثهم للدراسات العليا،ان يكون ابن الدائرة الانتخابية ومقيما فيها مطلعا على همومها وهموم اهلها وذلك حتى يعبر عن ارائهم بصدق،وان يكون عضو المجلس النيابي ممثلا حقيقيا لابناء الدائرة الانتخابية وعلى انه مرشح وطن وليس بصفته ابن الشيخ الفلاني او القبيلة الفلانية ويكون مؤهلا سياسيا واجتماعيا لذلك،ان يكون دور عضو المجلس النيابي القادم تشريعيا وسياسيا وليس كما في السابق من اجل تحسين الخدمات في الدائرة الانتخابية وكانه عضو مجليس بلدي .
ومن هنا تقع على التاخبين مسؤولية اختيار النائب المناسب لعضوية مجلس النواب السابع عشر ، وان اختيار النائب الايجابي سوف يؤثر على اداء المجلس القادم وبالتالي على مصلحة الدولة الاردنية كون مجلس النواب يشكل احدى اركان السلطات الاساسية في الدولة القضائية والتشريعية والتنفيذية ، ولمدى اهمية هذا الدور فان توعية الناخبين باهمية صوته وان لا ينجرف وراء ما يسمى بالمال السياسي وان يبع ذمته مقابل مبلغ مالي بسيط واخر من اجل اعلاء شأن عشيرته كون اسم العشيرة سوف يبقى على كراسي مجلس النواب وبالتالي لا بد من المحافظة علية بالنواجض .
لذا نتمنى على الناخبين ان يفكروا بمصلحة الوطن واختيارهم لنواب بحجم الوطن وهمومه ، وبما يحقق التنمية السياسية المنشودة والاصلاح السياسي المستقبلي وان نكون امام مجلس نيابي بصورة مختلفة عن سابقيه.
bsakarneh@yahoo.com.