الحمدلله
الحمدلله الذي مرّ هذا اليوم وحتّى انتهاء عملية الاقتراع بخير وبدون حوادث عنف تُذكر وانّ اي اختراقات او تجاوزات او اختلالات يمكن اعتبارها حوادث طبيعيّة في مثل هذه النشاطات والبرامج الجماهيرية كثيرة العدد والتي من المتوقّع حدوثها رغم جميع الترتيبات الاداريّة واللوجستيّة والامنيّة والسبب ببساطة قد يكون اختلاف المزاجات او التعصّب العاطفي نحو جهة او شخص ما او قد يكون نقصا في التوعية او الالمام بتفاصيل العمليّة وكانت تلك الاخطاء قد حدثت بشكل فردي ولظرفها وزمانها ومكانها ولم يكن هناك اي منهجة لحدوثها .
وكان على لسان جميع المسؤولين ان الاردنيون يمرّون بعرس ديموقراطي ومع اني لا افضّل هذا المصطلح حيث ان لكل عرس حسب المفهوم الشرقي عريس وعروس وان العريس قوّام على العروس خاصة بعد انتهاء العرس بزفاف العروسين لبعضهما ليصبحا غدا على حياة جديدة على كليهما فهل الحكومة ومسؤوليها يعتبرون الحكومة هي العريس بينما الشعب هو العروس علما ان الانتخابات هي لتكريس مبدأ ان الشعب هو مصدر السلطات وبالتالي هو اثبت من باقي السلطات وما توجد جميع السلطات إلاّ لتنظيم حياة الناس وخدمتهم حسب الدستوروالقوانين الناظمة .
وحتّى الان يبدوا الارتياح على الحكومة والهيئة المستقلّة للانتخاب على سير العمليّة الانتخابية بجزئها الخاص بالاقتراع . وكذلك على تصريحات بعض المراقبين المحليّين والدوليّين بينما هناك تصريحات المعارضة وخاصّة جبهة العمل الاسلامي شكّكت في نسب المشاركين ونزاهة عمليّة الإقتراع بشكل عام .
إجتاز الاردنيّون مرحلة الاقتراع مهما ستكون نتائج الفرز التي بوشر فيها بعد اغلاق الصناديق بعد تمديد فترة الاقتراع لساعة واحدة وذلك في مراكز الإقتراع نفسها .
ولا بدّ من الإشادة بالجهود التي بذلتها الهيئة المستقلّة للانتخاب والحكومة التي فرّغت عشرات الالوف من الموظّفين الاداريّين والامنيّين والدرك لتنفيذ المهام الموكلة اليها .
ونرجوا ان يكون الشعب الاردني قد نجح في التغيير وان يكون قد انتخب اشخاص بعيدين عن الفساد مخلصين للاردن وطنا مؤمنين ان الاردنيّون يستحقّون ما هو افضل دائما مقتنعين ان هدف التغيير ليس فقط تغيير الوجوه والشخصيّات وإنّما تغيير السياسات والثقافات بشكل أساساسي وأن يكون المجلس مراقبا لعمل الحكومة ومحاسبا لها ولأعضائها بحزم وأن تكون متيقّظة للمحافظة على مقدّرات الاردن وثرواته ومؤسّساته لكي يتمتّع الاردني بحياة كريمة .
ولكي يكون النوّاب الناجحين قدوة للمواطنين يجب ان يبتعدوا هم وانصارهم عن استعمال الاسلحة الناريّة في التعبير عن افراحهم بالفوز وان يساهموا بفلوس الضيافة الزائدة عن الحد في التكافل الإجتماعي .
وفي ذكرى مولد سيّد الخلق والاخلاق عليه الصلاة والسلام سيفرح مائة وخمسون نائبا نرجوا ان يكون هؤلاء قدوة للاردنيين وان يكون محمّدا عليه الصلاة والسلام قدوتهم لهم ليصلح المجتمع ونبدأ حياة جديدة تعود علينا بالخير وعلى ابنائنا بالسعادة والهناء .
وتجربة القائمّة العامّة هي الجديدة بالنسبة للاردنيين والتي نرجوا ان يعمل النواب الجدد على تطوير هذه المبادرة ضمن قانون انتخابي جديد يحظى بتوافق معظم الاردنيين مستقبلا .
وفي انتظار الإعلان النهائي لأسماء الفائزين في الانتخابات النيابيّة للمجلس النيابي السابع عشر نقول للاردنيين ومليك البلاد كل عام وانتم بخير .
احمد محمود سعيد
23 / 1 / 2013