زاد الاردن الاخباري -
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني على هامش مشاركته في الاجتماع السنوي الثالث والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الجمعة المنعقد بمدينة دافوس السويسرية سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الوفود وكبار المسؤولين المشاركين في المنتدى.
فقد استهل جلالته هذه اللقاءات باجتماع مع البروفسور كلاوس شواب، رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات التي تربط الأردن والمنتدى، وأوجه تعميق التعاون بين الجانبين، معربا جلالته عن تقديره للقرار الذي اتخذه المنتدى لعقد اجتماعاته حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2013 في الأردن ما بين 24-26 أيار من العام الحالي، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي وتقديره لمكانة ودور الأردن وجهوده لبناء علاقات تعاون اقتصادي أوثق بين دول وشعوب المنطقة والعالم.
وعبر شواب عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، لتحقيق الإصلاح الشامل، وجهوده الدؤوبة لإحراز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق تطلعات شعوبها في التقدم والازدهار.
كما استقبل جلالة الملك رئيس إقليم كردستان العراق،مسعود البرزاني، حيث أكد جلالته متانة العلاقات الأخوية التي تربط الأردن والعراق، والحرص على تفعيلها والبناء عليها في مختلف المجالات تحقيقا للمصالح المشتركة للبلدين.
وجدد جلالته التأكيد على دعم الأردن الكامل للأشقاء العراقيين في جهودهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، الذي يعد أمنه واستقراره مهما لأمن واستقرار المنطقة.
وبحث جلالته والبرزاني القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل زيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية، والتجارية والاستثمارية.
واستقبل جلالة الملك على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، حيث جرى البحث في سبل دعم جهود تحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين.
كما التقى جلالة الملك وفد الكونجرس الأميركي المشارك في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي برئاسة زعيم الأغلبية في الكونجرس، أريك كانتور، وضم أعضاء الكونغرس كاي جرانجر، وداريل ايسا، وباتريك ماكهنري، وماريو دياز بالارت، وجيف فورتينبيري.
وبحث جلالته مع الوفد العلاقات الأردنية الأميركية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق السلام فيها.
واستعرض جلالته مع وفد الكونجرس التطورات المتصلة بعملية السلام وفرص التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مؤكدا جلالته أهمية الدور الأميركي في دعم جهود السلام مع بدء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس أوباما.
كما استعرض جلالته جهود وبرامج الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها في شتى المجالات، لافتا جلالته إلى أن الانتخابات النيابية التي جرت في المملكة قبل يومين بنجاح ووفق أعلى مقاييس الشفافية والحيادية والنزاهة تؤكد جدية عملية الإصلاح وتبشر بمرحلة جديدة في تاريخ الأردن تتعزز فيه الديمقراطية وتنتقل به نحو تشكيل الحكومات البرلمانية الفاعلة.
وتطرق اللقاء إلى الأزمة السورية، حيث أكد جلالته أهمية إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويضمن وحدة شعبه وأراضيه، لافتا جلالته في ذات الوقت إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن لتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية للاجئين السوريين المتواجدين على أراضيه، ما يستدعي دعما دوليا مستمرا للمملكة كي تستمر في تقديم هذه الخدمات.
وأشاد أعضاء الكونجرس بجهود الإصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك، مشيرين إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت أخيرا والتي من شأنها الإسهام في ترسيخ النهج الديمقراطي في المملكة.
وبحث جلالته في اجتماع مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا لاجارد العلاقات بين المملكة والصندوق، وسبل تفعيلها في مختلف المجالات.
وأكد جلالة الملك حرص الأردن على زيادة التعاون والاستفادة من الخبرات والخدمات المالية التي يقدمها الصندوق، معربا جلالته عن تقديره لدعم صندوق النقد الدولي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته المملكة للسنوات الثلاث المقبلة والقائم على تخفيض عجز الموازنة والمديونية العامة للدولة.
بدورها أكدت لاجارد مواصلة الصندوق تقديم الدعم والمساندة الفنية للأردن في الجوانب المالية والنقدية والاقتصادية، بما يسهم في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتمكينه من تحقيق أهدافه المرسومة في المدى المتوسط.
كما التقى جلالة الملك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لسيسكو سيستمز، جون تشامبرز، حيث تم البحث في مجالات التعاون بين سيسكو سيستمز والمملكة، خصوصا في القطاع الطبي، بما يصب في رفع سوية الخدمات المقدمة في هذا المجال.
والتقى جلالة الملك رئيس الجمعية الاقتصادية الدولية البروفسور جوزيف ستجلتز، حيث أعرب جلالته عن تقديره للجمعية التي تعمل بالتعاون مع مركز كولومبيا العالمي لاستضافة الاجتماع العالمي السابع عشر في الأردن في حزيران من العام المقبل.
وحضر اللقاءات وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان.
وضمن مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في أعمال المنتدى، شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله، باعتبارها عضوا في اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015، في جلسة حوارية حول النظرة التنموية العالمية، وتحدثت عن التحديات التعليمية التي تواجه الشباب في الاردن والدول العربية.
وسلطت جلالتها الضوء على أهمية توفير الوظائف كأولوية إقليمية رئيسية، وأشارت الى أهمية دعم الريادة في العالم العربي، مؤكدة على الحاجة الطارئة لزيادة الاستثمار في هذا المجال حيث أن ذلك يمكن أن يشكل محركا قويا للتوظيف في المنطقة.
وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله "لن نرى تحولا في العالم العربي إلى مستقبل أفضل، قبل أن نكون قادرين على إعطاء شبابنا المهارات التي يحتاجون إليها وتوفير الفرص لهم." وفي ردها على سؤال، أشارت جلالة الملكة الى أمثلة من الاردن تؤكد على أهمية تدريب المعلمين وتأثيره الإيجابي على الطلاب.
وقالت "المعلمون الجيدون يدرسون، أما المعلمون العظماء فيغيرون"، واضافت: "بحسب خبرتنا، فإن تدريب المعلمين ضروري للغاية، ويجب توسيع نطاق النجاح، والتأكد من مشاركة الحكومات، ومن مواصلة دعم الشركاء والمانحين لتتمكن من مشاهدة الآثار الايجابية"، مضيفة أن دور الافراد هو الاهم عندما يجعلون تحسين نوعية التعليم أولوياتهم الأعلى.
وتحدث خلال الجلسة كل من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية بيل غيتس، ورئيس دولة رواندا بول كيغامي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهو احد رؤساء اللجنة رفيعة المستوى، واحد اعضاء اللجنة الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر الهولندية للتنمية الصناعية المحدودة بول بولمان، والرئيس التنفيذي لمؤسسة كير يو إس أي هيلين الدكتور غيل.
وكان الامين العام للأمم المتحدة اختار اعضاء اللجنة الـ 26 لتقديم الاستشارة حول أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015 وهو الموعد المحدد لتحقيق الأهداف الانمائية للألفية، وستقدم اللجنة تقريرها إلى الأمين العام في شهر أيار من عام 2013.
وبصفتها احد اعضاء مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي شاركت جلالتها في الاجتماع السنوي لمجلس الادارة.
بترا