زاد الاردن الاخباري -
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأربعاء في أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، الذي يعقد بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في الكويت، بمشاركة حوالي 60 دولة إلى جانب 20 منظمة دولية تعنى بالشؤون الإنسانية والإغاثية وشؤون اللاجئين.
وأعرب جلالة الملك في كلمة له خلال أعمال المؤتمر عن تقديره وشكره لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ودولة الكويت الشقيقة على استضافة هذا المؤتمر، الذي يأتي في ظروف سياسية غير مسبوقة تمر بها المنطقة، كما عبر جلالته عن تقديره لأمين عام الأمم المتحدة لدوره في عقد هذا المؤتمر.
وأكد جلالته أهمية إنشاء صندوق دعم اللاجئين لمواجهة الأزمات الناتجة عن الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول العربية، وفي مقدمتها الأزمة السورية التي تستدعي بذل المزيد من الجهود لإيجاد حلٍ لها يحفظ وحدة سوريا، ويجنب شعـبها المزيد من المعاناة، ويوفر الدعم والإمكانيات للدول التي تستقبل اللاجئين السوريين، حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.
وقال جلالته "لقد استقبل الأردن وما زال يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، وقد تحمل في سبيل توفير الخدمات الإنسانية والأساسية لهم ما هو فوق طاقاته وإمكانياته"، مؤكداً جلالته دعم الأردن الكامل لهذا المؤتمر، وما يـنتج عنه من قرارات.
ويسعى المؤتمر لجمع مساعدات للشعب السوري داخل سوريا، ولأكثر من مليون لاجئ، يتوزعون على الدول المجاورة، من بينها الأردن الذي يستضيف العدد الأكبر منهم، بما يزيد على 300 ألف لاجئ.
وكان سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت قد افتتح أعمال المؤتمر بكلمة وجه من خلالها نداء لأعضاء مجلس الأمن لوضع معاناة الشعب السوري وآلام لاجئيه ومشرديه نصب أعينهم، وفي ضمائرهم حين يناقشون تطورات هذه المأساة الإنسانية.
وأعلن سموه عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار للشعب السوري الشقيق، معربا عن شكره للدول المستضيفة للاجئين كالأردن ولبنان والعراق وتركيا، والمنظمات والوكالات الأممية الداعمة لهذه الجهود.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ان الشعب السوري يعيش مرحلة صعبة جراء العنف والتدمير الذي خلف أضرارا جسيمة في المرافق الخدمية والصحية والتعليمية، الأمر الذي يتطلب من الأسرة الدولية الوقوف الى جانبه في دعم الحل السياسي الذي يسهم في إيقاف هذا العنف. وأثنى كي مون على جهود الأردن والدول المضيفة للاجئين السوريين والمنظمات التي تقدم الرعاية في هذا الشأن، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية. وعرضت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري راموس، لتردي الأوضاع المعيشية والصحية والخدمية والتعليمية في سوريا، ما يدعو الى تعزيز الجهود لإيجاد التمويل لمساعدة الشعب السوري، خصوصا اللاجئين منهم. ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس، الوضع في سوريا بالمأساوي، وقال "لا نرى الضوء في نهاية هذا النفق" في إشارة الى الأوضاع المتردية في سوريا. وأشار في معرض استعراضه لجهود الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، الى أن الأردن تجاوز عدد اللاجئين لديه 330 ألفا، مسجل منهم حوالي 222 ألفا، ما يتطلب مزيدا من الدعم الدولي لمواجهة تدفق هذه الأعداد للأردن وللدول الأخرى المضيفة للاجئين السوريين. وقال الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، ان مشكلة اللاجئين السوريين تحتاج الى مزيد من الجهود الدولية، ما يتطلب الوعي بحجم المشكلة ومدى خطورتها، وتوفر الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي بالعمل لإيجاد حل سريع، وترجمة الالتزامات المالية المعلن عنها الى مساعدات فعلية، والنظر في توزيع الأعباء بصورة متكافئة بين الدول استنادا لمبدأ المسؤولية الاجتماعية أو المشتركة، داعيا الى عقد مؤتمر دولي لهذه الغاية.
ودعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كلمة له، الى بذل أقصى الجهود الممكنة لإعانة الشعب السوري، الذي يواجه ظروفا قاسية، تتطلب وقفة، وهبة، لنصرته ودعمه. وأعلن سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين، عن التزام بلاده بدفع مبلغ 20 مليون دولار دعما للاجئين السوريين.
واعتبر عبدالقادر بن سالم من مجلس الأمة الجزائري، أن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين يشكل مصدر انشغال للمجتمع الدولي، ويتطلب تضافر الجهود لتقديم الدعم في هذا الشأن.
وعبر نائب رئيس الوزراء الليبي الصادق عبدالكريم، عن دعمه للجهود الإنسانية الرامية للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق، والوقوف الى جانبه في تقرير مصيره والحفاظ على وحدته وسيادته.
ودعا نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية في لوكسمبورغ، جان اسلبورن، جميع الأطراف الى احترام القوانين الدولية، وبذل المزيد من الجهود لوقف دوامة العنف والجرائم في سوريا. وجرى خلال الجلسة الافتتاحية، عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب السوري واللاجئون في محنتهم منذ أكثر من 22 شهرا، إضافة الى الجهود والمساعدات الإنسانية التي تبذلها المنظمات حول العالم لرفع المعاناة عنهم. وضم الوفد الأردني المشارك في أعمال المؤتمر، وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان، والسفير الأردني في الكويت الدكتور محمد الكايد. ويعقد المؤتمر في ضوء النقص الكبير في التمويل للنداءات الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة من اجل سوريا، واحتمال ارتفاع عدد الأشخاص المتأثرين والمشردين في الداخل، واللاجئين السوريين في الخارج، وحلول ظروف فصل الشتاء في المنطقة.