وجع دمشقي
أتصفح المواقع الالكترونية ، حالي حال أي مواطن على رقعة هذا الوطن ، أتجنب قراءة الأخبار التي أحفظها غيبا ، من صنف ودع واستقبل وافتتح ... وخبر صغير يتصدر رأس الصفحة عن انفجار لغم في منطقة الشونة وهي تقع في الغور الأردني ، اللغم انفجر وتعرض شاب للإصابة ، منطقة الشونة زرعت بالألغام بعد حرب 1967 مع العدو الصهيوني على ما أعرف ، الصدمة أن اللغم انفجر يوم الخميس 30/1/2013 أي بعد ما يقارب 45 عام تحت قدم شاب "سوري" الجنسيّة ...!
في مخيم الزعتري شرقي المفرق قُتل ثلاثة أطفال غرقا في خيمهم ، وللعلم منطقة الزعتري هي من المناطق الصحراوية الجافة التي لا تتساقط فيها الأمطار إلا ما ندر ، حتى خيالا لن تستطيع أن تتخيل مثل هذا المنظر ، ولو أردت قتلهم عمدا بهذهِ الطريقة لاستحال الأمر عليك، أن تموت غرقا في الزعتري أمر يشبه تماما أن تطير بدون جناحين ، بل إنه أغرب .. هل تدركون معنى أن تغرقك المياه في الصحراء؟
وأقرأ أيضا خبر على الفيس بوك لا أعرف مدى صحته ولكنه على كل حال "مثير" مفاده أن عدد حالات الوفاة بين الشباب السوريين القاطنين خارج سوريا منذ اندلاع الثورة قد ازداد ؛ إما بحوادث سير أو أمراض ، يعني أن هروبهم أو عدم وجودهم في سوريا لم ينفعهم في شيء ، في سوريا الخوف وخارجها جاءهم الموت بكل بشاعته ليستل أرواحهم ويعلن انتهاء أعمارهم ...!
هؤلاء الذين بين ظهرانينا اليوم فروا خوفا على أرواحهم من الموت المحدق في عيونهم ، فروا هربا وطمعا في فراش دافئ ولقمة تكون بعيدة عن الخوف الذي يجثم على صدورهم فاغراً فاهُ ...!
وكأني أقرأ قولهُ تعالى "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" وقولهِ تعالى " وما تدري نفس بأي أرض تموت" لأول مرّة ...!
إلى روح الشهيد ينال إسلام الشركسي ... الذي فرّ أجداده أيضاً خوفا على دينهم من البطش الشيوعي ليرتفع إلى السماء شهيداً من على أرض الجولان بعد ما يقارب المائة عام...!!!
"الفاتحة"
قصي النسور