الوطن يئن . . .يريد رجالا لا تكتلات . . يريد مواقف لا استعراضات .. يريد مصداقية لا مسرحيات . . يريد كلمة حق لا مجاملات .
الوطن يئن والبعض يتناحر لأجل منصب والآخر لأجل رئاسة والبقية يسمسرون على الوطن بالخفاء . وكأنه كعكة استلذ البعض بطعمها وهو يصيح ألما من الوجع والقهر .
الوطن يئن ولكن من يتلمس جراحه ويداويه ؟ . . قزمنا الوطن بشخوص فأصبح بنظر البعض مجرد شخص يريدون ان يقتصوا منه وينتقمون , وكأنه عدوهم اللدود .
الوطن حزين .. الوطن مكلوم .. الوطن مجروح .. يبحث عمن يداويه . يبحث عمن يصدقه .. يبحث عمن يقف له يعمل بصدق لأجل رفعته .. الوطن يبكي ولن يسمع أنين بكائه إلا القلة ممن يصدقونه الحب ويعملون بصدق دون ان ينشغلوا بما يعيقهم عن ذلك ..لا ينتظرون نداء احد ليعملوا فما يمتلكونه من صدق وحسٍ بمسؤولية هو محركهم للسعي لتحقيق كل انجاز .وهذه القلة لا تنتظر حمدا ولا شكورا لأنها ايقنت ان قمة سرورها حين تجد الوطن بخير لا ينقصه إلا ان يصدق الجميع معه ويعملوا لأجله .
. .وطني نعلم ان مصابك بأبنائك العاقين ممن تمادوا من فاسدين ولصوص ومتخاذلين ومتطاولين بألسنتهم هو مُصاب جلل , فما أصعبها من لحظة يشعر بها الاب بقسوة ابنائه بعدما ضمهم سنين وأعطاهم دون كلل وقدم لأجلهم الكثير وحين احتاجهم في ضعفه تركوه يئن ألما وحزنا وقهرا ..
فما أصعب الدمعه حين تخنقنا حزنا وقهرا عليك يا وطني الجريح حين تبكي من ابنائك العاقين الذين يرون انهم أكبر منك ويسعون لذاتهم على حسابك ..فسحقا لهم .
والنعم من كل من يرى الوطن أكبر واهم من الروح .. يقف لأجله ويخدمه ..فخدمة الوطن لم تكن حكرا لمسؤول او غيره . فهي ملك للجميع دون استثناء يعززها روح الانتماء والصدق والإخلاص بالعمل
فالوطن الآن مرهق ..متعب . يقسو علينا لأن المريض بطبعه يقسو من شدة الألم
فلنمنحه صدقنا وإخلاصنا دون انتظار شئ. فيكفينا اننا نعيش في وطن الأمن والأمان . تلك النعمة التي يحسدنا عليها القاصي والداني .
فأصبر يا وطني . . لان البارين بك سينصرونك قريبا لا محالة وزمن الصغار سيزول .
فسلامَ على كل من يسعى لخير هذا الوطن بدءا من عامل النظافة وانتهاء بالمسؤول الذي رأي أن الوطن أكبر من كل المناصب فسعى لرفعته ورقيه ..
.وسلام على من يعطي للوطن قبل أن يأخذ لأنه يرى الوطن يكبر كلما أعطاه وضحى لأجله .وسلام على من يبني ليكبر وطنه وسحقا لمن يسعى ليهدم ما بناه كل شريف في الوطن .
.
سلام عليك يا وطني .. فأنت القلب وستبقى النبض والشريان .
فرايتك ستبقى خفاقة .. تجدد فينا الحياة والأمل