زاد الاردن الاخباري -
رغم ظروفه المادية المتواضعة، فإن المواطن التونسي الحبيب العمراني، الذي يعمل نادلا بسيطا بأحد مطاعم مدينة سوسة، رفض الاستجابة لنداء الشيطان باستغلال خطأ بنكي جعله مليونيرا.
وقال العمراني -في لقاء خاص من منزله لنشرة التاسعة على MBC1 الخميس 22 إبريل/نيسان الجاري- "ذهبت كالمعتاد لكي أصرف مبلغ الـ120 دينارا، وبعد أن سحبت المبلغ أعطاني الموظف بيانا برصيدي البنكي ومكتوب فيه أن رصيدي هو 120 مليون دينار (90 مليون دولار)".
وأكد العمراني أنه قام بإعادة الـ120 مليون دينار للبنك، الذي حوله إلى رصيده بطريق الخطأ، رافضا المال الحرام.
وأشار إلى أنه كان دائم الحرص على ادخار الـ120 دينارا تحسبا لأي ظرف طارئ، ولهذا الغرض كان يتردد باستمرار على البنك، وفي إحدى زياراته الأخيرة للبنك وقعت مفاجأة، وهي أنه أودع في رصيده 120 دينارا (87 دولار)، لكن الموظف المختص سلم للعمري إيصالا بقيمة 120 مليونا؛ ليصبح مليونيرا من الوزن الثقيل، وله وثيقة بنكية تثبت ذلك بالأرقام والحروف.
وعندما فوجئ بما وقع لم يتمالك العمراني نفسه، فقص الأمر على زملائه في المطعم، وشاع الخبر فتكاثرت عليه الاقتراحات الشيطانية، لدرجة أن بعضهم حثه على عدم تصحيح الرصيد.
لكن العمراني استمع لصوت ضميره الحيّ، فوضع نصب عينيه صورة موظف البنك الذي أخطأ في كتابة قيمة المبلغ، فذهب إلى البنك بكل أريحية ليعترف بالخطأ الحاصل، طالبا إصلاحه في الحين، حتى لا يتحول الموظف للمساءلة القانونية التي ربما تنتهي بحبسه.
وفسر العمري الواقعة لإدارة البنك قائلا "لقد أضاف الموظف البنكي أصفارا مضاعفة.. قد يكون مرهَقا.. لم أجد منه ومن كل الموظفين بهذا البنك طوال حياتي إلا المعاملة الحسنة والمساعدة، لذلك كان لزاما عليّ أن أرجع للناس ما للناس".
وأكد أنه "ليس من طبعي مد يدي إلى الحرام، فأحرص على الشرف والكرامة قبل كل شيء، ولم أستمع إلى كلام أحد المحامين، ولا إلى بعض أصدقائي، على رغم اتهامي من قبل عديد منهم بالسذاجة، وبالمناسبة يشرفني أن يرى البعض في شهامتي سذاجة؛ لأنني لا أريد أن أوصف بالذكي وأكون سارقا، لقد عشت نظيفا وسأبقى كذلك، والرزق بيد الله".
وردا على سؤال لزوجة المواطن التونسي حول ماذا ستفعل بالمبلغ لو احتفظ به زوجها قالت هند العمراني "لو كانت الأموال معنا أول شيء سنقوم به هو الصدقة للفقراء، وبعدين نحل مشاكلنا ونعيش أطفالنا العيشة التي يحلمون بها".
وفي هذا السياق يقول لطفي ساس المحامي -لنشرة التاسعة- "إن المخطئ في هذه الواقعة هو البنك، ومن حق المواطن أن يحتفظ بالمبلغ إن أراد".
mbc