ما أخشاه على الساحة الأردنية من الجانب الفلسطيني الشقيق: أن تصبح دحلانيةً متصهينة بامتياز(لا سمح الله).. فلا هي فتحاوية معروفةٌ جذورها؛ فنحترمها.. ولا هي حمساوية نعرف أهدافها، فنضمنها أحلامنا ونضحي لأجلها. فقد بات واضحا أن المؤامرة الصهيونية التلمودية على الأردن ينفذها الكثيرين علنا وبوقاحة، ومنهم ممن تنكروا لفلسطينيتهم على ارض فلسطين، وازدادوا حقارة أن ينادوا بها على ارض الأردن.
فليس سرا الدعم الذي تلقاه نواب الصهينة من محمد دحلان؛ طريد السلطة الفلسطينية الذي خانها حتى النخاع، والتي لفضته رغم تشوهاتها التي سمحت لأمثاله أن يتربعوا على عرش مقدرات القرار الفلسطيني.. فمع كل تلك التشوهات إلا أن السلطة الرخوة والمتراخية لفضت دحلان لهذر بوصلته الصهيونية التي لا تُحْتَمَل.
وليس خافيا على احد أن طهاة مطبخ القرار المبتلى بهم الأردن ابقوا على النكهة الدحلانية رغم فسادها الذي أدمنوا هم عليه في إطار العلاقات مع العدو الصهيوني، والتي جمعتهم في دمامل عملية السلام بلون التجارة ومشاريعها الاستثمارية لطبقة أصحاب النفوذ.
ولم تعد مجهولة أسباب محاولات استهداف الوطنيين والإسلاميين في الأردن، لشقهم وتقزيمهم إلى حد دمجهم بمشروع سياسي مُؤردن، بلون مُعَمى اسودت منه قلوب من يعزف على وتر شتى الأصول والمنابت \"أردني فلسطيني\" هنا.. ويدق على طبل \"شمالي جنوبي\" هناك.
ولنزيدكم من الحب المتجهم بيتا.. فذاك هم سرسرية السفارات الأمريكية والبريطانية ومطاياهم وعملائهم وغيرهم من وكلاء الصهيونية التي تعمل على الساحة الأردنية علنا وبكل وقاحة، فتتبنى جلساتهم النتنة عصف ذهني وجس نبض الأردنيين، فرغم نفيهما غير المقنع ليوجههم السفير الصهيوني من وراء الكواليس حول قبول المزيد من تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الشتات والداخل، فهذا التجنيس المتلاحق الذي يُعَمَّق بوحدة وطنية للإنسان دون الأوطان، ويحرك عبر إعادة التهجير للمهجرين، كما جرى بعد غزو الكويت واحتلال العراق، وانتهاءً بلاجئي سوريا والمليارات التي افتضح أمرها أول من أمس.. وأي أردنيين هؤلاء الذين يجس نبضهم، وجلوسهم إلى سفراء الصهيوامريكبريتش طموح؟!.
بالمقابل تحاصر كل المشاريع الشعبوية الوطنية الأردنية والفلسطينية، لتدفن في قلوب أصحابها، فلا نرى حركة لاجئين من اجل العودة مرخصة في الأردن، رغم كل المحاولات الوازنة. ولا تتمكن حركة حراس القدس في الأردن؛ من تحريك الرأي العام تجاه معاناة المقدسيين، رغم فداحتها.
أيضا في كل هذه المناخات نجد أن نائب الغفلة الدحلانية المتصهين؛ لا يتورع أن يصرخ ويعلي صوته ليُسْمِع أسياده وموجهيه في تلك السفرات الداعمة له، فما هو إلا الطبل في جوقتهم والصوت النشاز في مغناهم الخائب.. ولا يعود هَمُّ هذا المغتصب المتخلي لصالح الصهيونية عن قضيته وهويته وشرعيته ووطنه المحتل ليستبدلها كلها بالأردن؛ إلا ليجعل من الأردن وطنا مختلاً، لتتمكن منه براثن الصهيونية، فيتردى.. وتتردى فلسطين فوق احتلالها.
شخصيا لم أرى أن هذا النائب المغتصب ينادي بزوال السفارة الإسرائيلية..مثلا، ولم يعمل للقدس وأهله، ولم ينادي بحرية الأسرى هناك، ولم أجده ينادي بتحرير الضفة الغربية وإعادتها للأردن؛ ضرع نائبه الجحود.. بل وجدته يريد أن يستبيح الجهاز العسكري الأردني، في ضل هذه الاختلالات كلها والمنتجة للفتنة، دون أن يصلح منها شيئا يحفظ علينا سلمنا الاجتماعي.. لينادي بعدها بكوتا التجنيد لأبناء المخيمات في الجيش صانع الهوية الأردنية بعناصرها الثلاثة.. وكان الأجدر به؛ إذا أراد ذلك: أن ينادي بزوال المخيمات أولا، فلا يجوز الإبقاء على المخيمات إذا لم نُبْقي على رمزيتها المقدسة في جلو حق العودة، الذي هو حق أممي قومي، فلن نذعن لصهيونية تدعمها عشرات النصوص التلمودية الشيطانية التي تنادي بسفك الدماء وتنادي بالأردن أرضا يهودية. وإلا: لماذا لم ينادي هذا الخائب أو ذاك شمول المخيمات بالتصويت في انتخابات السلطة الفلسطينية القادمة؟!
لقد استصرخني عدد كبير من المتقاعدين العسكريين، كي استصرخ بدوري شرفاء الأردنيين والفلسطينيين معا، نعم.. استصرخهم لاقتحام مكاتب البرلمان.. ورمي المتصهينة خارجه، فهم من يذكي نار الفتنة، ويفرغ صمامات الأمان من فعاليتها، وينزع عنا سلمنا الاجتماعي.
وبدوري أعلن لكم أيها المتقاعدون.. أيها العسكريون: إنني اقبل أن أعود لجيشي بلا رتبة ولا راتب، أذا ما كان هناك حاجة لسد أي نقص بشري.. فنحن لم نكن يوما هناك إلا للواجب الوطني، ويومها رضينا بأقل القليل عن طيب خاطر، وكان لأجل الأردن وأهله، ولأجل كل من استجار به، ولصون الحمى، والحدود، والهوية بعناصرها الثلاث، وليس لأجل المعاش..
نعم.. لنبتر كل ذراع تلمودية متصهينة تعبث بالأردن، وبسلمنا الاجتماعي
فلا زلنا نراهن على شرعية التراب والمحروسة بسواعد أهله.