هل تحول مجتمعنا لنظام شريعة الغاب حيث القوي يتغلب على الحق وان كان مخطئا ؟ وهل وصل بنا الحال ان يُعاقب من يقوم بواجبه ويُجرم ويكون مصيره السجن ؟.
وهل سيُشكل قرار حبس الشرطي " بشماف " عشرون عاما بداية المخاوف لدى غيره من الزملاء ويصبحوا بعدها لا مبالين بعملهم لانهم يعلموا انهم ان اتقنوا عملهم فانهم سيصبحوا بنظر المجتمع هم المجرمين وعلى القانون النيل منهم .
لا ننكر ان الوضع منذ سنين قليلة قد جعل من رجل الامن شبه مقيد ويحسب الف حساب لأي خطوة سيقوم بها بعدما اصبح هو المُلام الاول بأي فعلة يقوم بها والامثلة والشواهد كثيرة وان اراد احد التأكد منها فليبحث عمن تضرر اثناء اداء واجبه ويرى ما حل به من مصير.
والآن وبعدما سمعنا بقصة الشرطي " بشماف " وما ناله من حكم سيلزمه السجن عشرون عاما باتت المخاوف تزداد بداخلنا وبتنا لا نستبعد ان تكون هذه القصة بداية للانفلات الامني في البلد .. فالشرطي " بشماف " لقي عقوبة لمجرد قيامه بواجبه ومطاردة مطلوب صاحب اسبقيات كان القدر واقفا له على يد مجهول فألصقت التهمة بذلك الشرطي لان رجل الامن دائما هو الحلقة الاضعف في ظل هيمنة الواسطة والمحسوبيه والعشائرية احيانا .
الا يفكر العقلاء بينا بأن مثل هذه العقوبة ستكون بداية لكارثة ستلحق بالمجتمع لمجرد ان رأى زملاء " بشماف " ما لحق به لمجرد قيامه بواجبه وطغت القوة على الموقف وبالتالي ستقود كل شرطي لان يفكر بنفسه قبل ان يفكر بمجتمعه وسيجعل من نفسه اعمى اصم ان رأى مجرما يمر من جانبه ولا يتدخل به ويتناسى القانون لانه تذكر ان هناك زميل له قام بمثل ذلك وكانت نهايته القضبان .
الأ يؤلمنا وضع شرطي نراه اصبح ضعيفا لأنه يرى من القانون قوة للقوي فقط وصاحب الجاه وأن صاحب الحق والساعي لتحقيقه هو المذنب .. ماذا لو افلت صاحب اسبقيات من يد الشرطة وقام بأفعال خطرة بحق المجتمع فإننا لن نرَ الا هجوما على الامن لانهم قصروا بواجبهم وإن قام بالقاء القبض عليه وملاحقته فإنه ايضا يلقى نفسه اللوم ويصبح بنظر المجتمع هو المجرم .
إذن بالنتيجة الشرطي هو المجرم وهو صاحب الاسبقيات وهو الوحيد الذي يجب ان يعاقب وان كان بريئا وعليه فإننا وبأعلى الصوت أقول : لنقرأ الفاتحة على مجتمعنا لانهياره قريبا . فأمن المجتمع اساس بقائه ومتانته وبقاء رجل الامن قويا هو الضمان الوحيد لذلك .. فإن وصل به ان يكون الحلقة الاضعف ويتحمل نتيجة ادائه دوره بصدق فإننا سنحول رجال الامن هنا الى ادوات ستسهم بشكل قوي في زعزعة المجتمع بعد ان فقد هذا الشرطي الثقة بنفسه لكونه يرى ان قيامه بواجبه ما هو الا اثبات لجرم لم يرتكبه .. ولا نلم بعدها احدا ان تحول مجتمعنا لشبه غابة يحكمها المجرم وصاحب الاسبقيات وهو ما بدأنا نلمس خيوطه منذ فترة حيث أن بعض افراد الشرطة اصبحوا يتخوفوا من الاقتراب من البعض خوفا من ان يتضرروا وينالوا عقابا لا يستحقوه .
فلتعمل اجهزتنا الامنية على الانتصار لأفرادها لتحفظ للوطن استقراره فإنه والله لو اختل الامن فيه فلن تتمكن أي قوة بالعالم ان تعيده لنا .. ولنعد الهيبة لوطننا بعودة قوة القانون فيه التي تحكم بحق وتعطي كل مذنب جزاؤه وفق ما يستحقه .
ولينتصر الجهاز لفرده بشماف الذي ما كان الا جنديا مخلصا للوطن الذي احب لأن الانتصار له سيعطي البقية من زملائه حافزا لان يقفوا بقوة لكل قوى العبث والشر بوطننا وسنضمن عدم الانفلات الذي سيأتي لا محالة إن وجد رجل الامن نفسه هو المذنب ان ادى بواجبه بصدق او أخلّ به .
فوطن بلا أمن لا قيمة له فليحمي الله وطننا ويدم علينا نعمة الأمن فيه حيث لا زلنا للآن نتغنى بها وندعو الله ان يحفظ لنا هذه النعمة فلا تسهموا بفقداننا لها , فإنتصروا للمظلومين منكم لننتصر نحن جميعا لأجهزتنا الامنية ووطننا بكل قوة .