إن حل مشكلتنا الإقتصادية يكون في الإعتماد على الذات وليس في إنتظار مايجود به الأخرون من منح تعتمد على مدى تطبيقنا لسياسات خارجية تروق لهم وداخلية تثبت تبعيتنا لهم وفكرية تثبت مدى إيماننا بما يطرحون من أفكار, فالدول ليست جمعيات خيرية , الإتحاد السوفيتي السابق عمل على نشر الإشتراكية والفكر الثوري البلشفي واستطاع ان يؤسس محور من الدول التي شربت فكر الاتحاد السوفيتي ,ايران تنشر التشيع وهذه حقيقة لاتنكر وتحاول تصدير التشيع بالقوة الناعمة والغزو الثقافي للمجتمعات السنية, أمريكا وأوروبا تنشران ثقافة التطبيع مع إسرائيل في مجتمعاتنا العربية على مبدأ الأمر الواقع,لقد زرع الغرب شجرة الزقوم(الكيان المزعوم)في بداية القرن الماضي في فلسطين واليوم يستمرون في رعايته, فالعهد القديم والجديد هو الرابط ما بين امريكا واوروبا واسرائيل فلا انفكاك بينهم,فالعهد القديم هو أساس الديانة اليهودية وأمريكا تعتبر نفسها وصية على اليهود دينيا.
مايحرك العالم الغربي اليوم هو الإقتصاد ,لقد انتهى عهد الاستعمار الجغرافي وجاء الاستعمار الاقتصادي,فما يحرك الدول الكبرى اليوم هو حماية مصالحها وفتح ابواب جديده لشركاتها عابرة القارات التي تدخل على موازناتها مليارات الدولارات وهذه الشركات تحتاج إلى قوة سياسية تمهد لها الطريق لكي تأخذ الإمتيازات والعقود في مجالات الطاقة والمعادن والصناعات التحويلية والاستخراجية.
الغرب يؤسس لأنظمة إقتصادية ملائمة وتخدم مصالحة الكبرى وقادرة على إختراق الدول النامية وتدمير صناعاتها وجعلها مجتمعات إستهلاكية لاصناعية منتجة, نحن اليوم على المستوى الوطني نعيش حالة من الإتكالية الاقتصادية تضع مستقبلنا الإقتصادي بأيدي الأخرين وحسب رؤيتهم,المنح والمساعدات أصبحت الإيراد الرئيسي للموازنة حتى أصبحت وزارة التخطيط والتعاون الدولي الوزارة الاولى والأهم بإمتياز على حساب كافة الوزارات
معضلتنا الإقتصادية لايكون حلها بفرض الضرائب فوق الضرائب ولكن أن نخضع كافة بنود الموازنة بنفقاتها وايراداتها لميزان العدل وان تلغى الاستثناءات في الصحة والتعليم وكافة المجالات وأن نقدم لصندوق النقد الدولي إن كان لامفر منه رؤية اقتصادية تعتمد على الاستثمار ودعم الصناعات المحلية والتشاركية مع القطاع الخاص ودعم المشاريع الصغيرة بقروض حكومية طويلة الأجل وبدون فوائد وبشرائح ضريبية أقل تدعم هذا القطاع, فاقتصاد الصين اسس على المشاريع الصغيره والقروض طويلة الأجل,النظام الضريبي يجب أن يتم إصلاحة بما يعزز الانتاجية والعمل ,الطاقة ملفها شائك وخطأ الحكومات السابقة والحالية في حجب المعلومة الاقتصادية الحقيقية عن المواطن , فالبرامج الاقتصادية الحكومية لاتؤسس على الشفافية ولكن على المراوغة وإخفاء الحقائق, للأسف مازالت الشفافية غائبة حتى اليوم عن قطاع الطاقة, فالمحروقات و معادلة احتساب مبهمة واحتكار للإستيراد والتوزيع وفرض ضرائب خاصة , والكهرباء وتعرفة احتساب مبهمة وشركات وسيطة رابحة فرضتها الخصخصة ,لن تستطيع الحكومات أن تحل أي مشكلة إن بقيت متمسكة بالطرق القديمة في التعامل مع المواطن على أساس الوصاية وليس المرجعية.