زاد الاردن الاخباري -
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء بعد زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، عقد جلالته خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، والتطورات الراهنة في المنطقة، خصوصا الوضع المتأزم على الساحة السورية.
وجرى لجلالة الملك وجلالة الملكة لدى عودتهما استقبال رسمي، حيث كان في مقدمة مستقبليهما في المطار، سمو الأمير فيصل بن الحسين، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات.
كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس المجلس القضائي ، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ومستشارو جلالة الملك، والوزراء، ومحافظ العاصمة، ورئيس لجنة أمانة عمان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير الأمن العام، ومدير المخابرات العامة، ومدير الدفاع المدني، ومدير قوات الدرك، وعدد من المسؤولين والقائم بالأعمال في السفارة التركية في عمان.
وشملت زيارة جلالة الملك التي استمرت يومين، لقاء جلالته رئيس الجمعية الوطنية التركية جميل جيجك، وأعضاء الجمعية، وحضور جلالته جانبا من لقاء مجتمع الأعمال الأردني التركي، الذي نظمه اتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا.
وأشاد القادة الأتراك خلال اللقاءات، بنموذج الإصلاح الأردني الذي يقوده جلالة الملك، وبرؤيته وقيادته الحكيمة للجهد الإصلاحي على المسارين السياسي والاقتصادي، وحرصه على إشراك المواطنين في عملية صنع القرار.
وقدروا عاليا الورقة النقاشية الثالثة التي كتبها جلالته، فضلا عن الورقتين النقاشيتين السابقتين، معتبرين أن هذه الأوراق مؤشر حقيقي على رؤية جلالة الملك الإصلاحية الشاملة.
وأثنى القادة الأتراك على سياسات الأردن الاقتصادية التي بدأت بالخروج من سياسة الدعم المباشر للسلع نحو إعادة توجيه الدعم لمستحقيه وللطبقات التي تحتاجه، مؤكدين أن أحد الأسباب الرئيسية لنجاح التجربة الاقتصادية التركية قبل عقدين من الزمان هو تبني هذه السياسات من خلال توجيه الدعم للطبقات التي تستحق، وهذه أحد أهم الأسباب التي ساهمت في بناء اقتصاد تركي قوي.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري.
وفي تصريحات لـ (بترا)، قال السفير الأردني في أنقرة أمجد العضايلة إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى تركيا في هذه المرحلة تعد محطة مهمة في تاريخ العلاقات الأردنية التركية، والتي تأتي تجسيداً وتوثيقاً لروابط الأخوة والصداقة ولمتانة العلاقات التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
وأضاف أن جلالة الملك، وخلال مباحثاته مع الرئيس التركي عبدالله غول، وكبار المسؤولين الأتراك، أكد أهمية تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في شتى الميادين الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، بما يخدم مصالح الشعبين.
وأكد العضايلة إن استمرار الأزمة السورية وتداعياتها المختلفة على البلدين لا سيما في ظل تزايد تدفق أعداد اللاجئين السوريين إلى الأردن وتركيا والذين وصل عددهم في الأردن إلى أكثر من 430 ألفاً، وفي تركيا حوالي 180 ألفا، يشكل تحدياً كبيراً للبلدين، ما يستدعي زيادة التنسيق المشترك والدائم لمعالجة تداعيات هذه المأساة.
وقال إن جلالة الملك أكد تمسك الأردن بالحل الشامل الذي يفضي في النهاية إلى إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، وإعادة المهجرين، وضمان الأمن والاستقرار لهم.
وأضاف أن جهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط احتلت حيزاً كبيراً في مباحثات جلالته مع المسؤولين الأتراك، حيث أكد جلالته أهمية دعم تركيا لهذه الجهود، وصولاً إلى تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال العضايلة إن جلالة الملك حذر خلال اللقاءات من التهديدات التي تواجه مدينة القدس ومحاولات إسرائيل تهويد المدينة المقدسة، حيث أكد جلالته على جهود الأردن لحماية هوية القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، وضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية خاصة المشاريع الاستيطانية التي تهدد فرص استئناف المفاوضات وتحقيق السلام العادل والشامل.
وفيما يتصل بملف العلاقات الثنائية الأردنية التركية، قال السفير الأردني في أنقرة إنه كان هناك توافق تام حول بذل جميع الجهود من أجل توثيق العلاقات الثنائية، حيث أكد جلالته والرئيس التركي أهمية تكثيف اللقاءات والاتصالات بين المسؤولين في كلا البلدين من أجل تطوير وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والسياسي، والثقافي.
بترا