برلمان آخر زمن...(كوميديا سوداء )
لم يكن نجاحي في انتخابات البرلمان موضوعاً ذي بال, فعائلة "أبو جليطة" من العائلات المعروفة في الأردن، وتداول النجاح بين أفرادها هو أمر عا دي. فجدي كان عضواً في أول برلمان أردني، ووالدي كان أيضاً في مجلس الأعيان السابق، وأخي حاول أن يدخل البرلمان السابق ولكن علاقته مع " ... " لم تكن على ما يرام، فلم يتم إعلان إسمه من الناجحين مع أنهم وعدوه بذلك!!!! أما نجاحي في الإنتخابات الأخيرة عن الدائرة التاسعة في عمان فقد كان متوقعاً, فقد بذلت "الجهد" اللازم لذلك!!!، وتحدثت أنا وعمي "فلان" مرات عديدة مع " .. "، وانتهت الأمور على ما انتهت إليه والحمد لله. .
ومنذ أسبوعين ونحن في "طوشات" عفوا أقصد (حوارات) حول ترشيح إسم رئيس الوزراء القادم بعد أن قمنا بتشكيل كتل برلمانية جديدة ( إختراع أردني ), وكل واحد فينا يريد أن يضع إسماً يستطيع الإستفادة منه (عفواً أقصد البلد تستفيد منه) ومن أجل الوطن !! نسهر الليالي ولا نستطيع الإتفاق على إسم مرشح. ومع أنه من الطبيعي أن لا يكون هناك إجماع في الدول اليمقراطية، إلا أنه لدينا نحن إجماع على ترشيح (مَن نستفيد منه بشكل شخصي مباشر أو غير مباشر)، أما الأردن فهو يأتي آخرا (هم يقولون في الإعلام الأردن يأتي أولاً!!).
برنامجي الإنتخابي كان مختلفاً كثيراً عن برامج أبي وجدي في الماضي, فهما أساساً لم يكن لهما برنامج مكتوب, وكانا يواجهان الناس بشكل مباشر. أما أنا فكان علي لزاماً أن أضع برنامجاً انتخابياً مليئاً بالأكاذيب والوعود التي أعلم علم اليقين أنه لن يتحقق منها شيء. فهل من المعقول أن إبن عائلة "أبو جليطة" سيكون قادراً مع أعضاء المجلس الكريم على تخفيض فاتورة الكهرباء للمواطن في نفس الوقت الذي سأطالب فيه أنا وغيري بزيادة التعيينات في شركة الكهرباء وغيرها من الشركات والمؤسسات ؟!! .... وهل يستطيع إبن ابو جليطة أن يخفض سعر جرة الغاز إذا كنت أعلم أن هذا السعر هو مفروض من دول أخرى!!... وهل عاد سعر أي سلعة في العالم كله إلى سعره السابق على وجه الكرة الأرضية؟؟!!...
صحيح أن الشعب يتساءل أن سعر برميل البترول كان عام 1972 خمسة دولارات تقريباً وهو الآن حوالي المائة دولار, أي أن الحياة تضاعفت عشرين مرة, ولكنها عندنا تضاعفت أكثر من مائة ضعف, ولكن الغريب أيضا أن سعر متر الأرض ( الغير مستورد )في السبعينات كان ديناراً واحداً وهو الآن اربعمائة دينار, اي تضاعف اربعمائة مرة (ولم يعترض أحد!!).
إجتماع البرلمان الأخير كان رائعاً, فقد جعلني أسجل في دورة للرماية على الأسلحة الخفيفة, فقد تعلمنا في الثانوية والجيش الشعبي على الرماية وكانت درجة إصابتي بها أربعة من خمسة ولكنني ومنذ فترة طويلة لم أستعمل الأسلحة, حتى حصل "النزال" يوم امس وذكّرونا أن من واجبات النجاح في البرلمان الأردني هو إستعمال الأسلحة الخفيفة (حتى الآن)!!. والغريب أن وسائل الإعلام قد ضخمت الخبر, فماذا لو حصل تراشق بالنيران داخل جدران البرلمان (فمصارين البطن بتتقاتل)؟!! وماذا لو استعملنا الأسلحة الخفيفة ما دام ذلك داخل جدران المجلس؟!! فالجرحي (الله يشفيهم) والقتلى (الله يرحمهم) سيكونون من أبناء الوطن الواحد (وزيتنا في دقيقنا) وما حدا إلو فينا... صحيح أن على وزارة الصحة أن تقوم بتزويد المجلس بطاقم أطباء وغرفة عمليات طوارئ ولا أظن أن ذلك صعبا وهكذا نكون قد أخذنا الإحتياطات اللازمة ..
وسأدعم أنا شخصيا أن يأتي وزير المالية القادم بالإنتخاب المباشر من الشعب ليقدم مباشرة للشعب الوضع المالي للبلد بشفافية كاملة لنفهم وبشكل واضح هل نحن دولة غنية ولكنها منهوبة كما يعتقد الشعب , أم أننا دولة ( على قد حالها ) وأنه علينا القبول بما يحصل عندنا ونحمد ربنا !!!!!!!!!!!!!!
لا زلنا في بداية التجربة البرلمانية الممتعة. ويظهر أن المخفي أعظم، وعائلة أبو جليطة ستكون دائماً في الطليعة من أجل الوطن والمواطن. والله الموفق.
د. معن سعيد
9 – 3 - 2013