افعلها أيها الملك ولا تخشى ألا الله
عندما ذهبنا لصناديق الأقتراع وانتخبنا وفقا لقانون قاصر لا يلبي الطموح الشعبي قمنا بترجيح كفة الأيمان بمؤسسات الدولة بالرغم من كل ما شاب مسيرتنا الأردنية من تشوهات لأننا نظرنا الى الجزء الممتليء من الكوب وآلينا على أنفسنا السير بالتغيير والأصلاح من خلال القنوات الدستورية من باب درء المفاسد وجلب المصالح وأزالة الضرر الأشد بالضرر الأقل وعلى أمل أن يكون ذلك مدخلا لعهد جديد وتحول تاريخي كما وعدتنا يا جلالة الملك ..
يا جلالة الملك نحترم كثيرا اوراقك النقاشية ولكن للصدق والأمانة مع الله والوطن والعرش نقول لكم بكل أدب جم أننا نختلف معكم يا مولاي من حيث أن أشتراط وجود حكومات حزبية تولد من رحم البرلمان بوجود كتل متنوعة عقائديا وبرامجيا هي فكرة متعذرة حاليا مما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه دون تغيير ودون عملية التحول المنشودة لذا نتمنى على جلالتكم الدفع باتجاه هذا التنوع من خلال الأنحياز لقرار الشعب الذي انتخب قائمة حزب الوسط الأسلامي بأعتباره الأكثر قبولا ..
يا جلالة الملك نتمنى عليكم الألتفات عن عمليات الأسقاط المبكر التي مارستها قوى الشد العكسي بأتهام الوسط الأسلامي بأنهم بديل عن تنظيم الأخوان لأجهاض فكرة الحكومة المنتخبة والتي تلقفها تنظيم الأخوان بكل سذاجة سياسية لأجهاض أي مشروع نهضوي تقدمي أردني وعلى رأسه التكليف وفقا لقرار الشعب وترسيخ هذه التجربة وهذا النهج السياسي والذي يغير معادلة العمل السياسي ويخلق النموذج الأردني الذي يستطيع المزاوجة ما بين المشاريع التي تتجاذب أعادة بناء النظام الأردني والتي سنعرض لها بالتفصيل في بحث متخصص ..
يا جلالة الملك نتمنى عليكم ان تتقدموا للأمام بخطوة شجاعة تلحقون فيها الزمن وتهيئون فيها المجتمع لتجربة فريدة أكثر أنحيازا للشعب الذي يستطيع أن يحكم نفسه بقيادتكم وبعمليات التوازن التي تنشئونها بين السلطات وبالكيفية الرشيدة التي تمارسون فيها مهامكم الدستورية بشكل نزيه وديمقراطي وشفاف يعبر عن عقليتكم المنفتحة التي تتقدمون فيها على مؤسسات الدولة التي لطالما خذلتكم ..
يا جلالة الملك والله انك لتعلم أننا نحترمك ونقدرك فلا تخشى ألا الله عندما تقتربون من شعبكم وخياراته وتجذير رغباته وتأسيس أنماط حكم نوعية وأن تكليفكم لرئيس قائمة الوسط الأسلامي بتشكيل حكومة أنقاذ وطنية حزبية برلمانية من الأهمية بمكان أنها المخرج الأسلم من مشاورات الكتل غير الممنهجة وهي الأقدر على التصدي لمشاريع حساسة مثل التوطين ولما سينشأ من فوضى وتهديدات أمنية عابرة للحدود على يد جماعات الفكر الضال والتي تكفر المجتمعات المسلمة وتحمل السلاح في وجهها ..
يا جلالة الملك والله لا أستجدي أو أطمع ألا برحمة الله وكرمه وما خطابنا الذي حاولت فيه أن أكون مهذبا لا متملقا - والذي لن يعجب البعض - الا لأن الله قد أمرنا به ويقع في أطار المناصحة والمكاشفة والمحبة لكل الوطن وانت جزء من هذا الوطن يدنا بيدك فكل يتحمل المسؤولية في موقعه والعبء كبير لا تستطيع بمفردك النهوض به وستجدنا ان شاء الله نلتف حولك كقائد لا ملك كلما أقتربت من شعبك أكثر مما أنت أليه قربا ..
المحامي بشير المومني
basheer7hasan@yahoo.com