يطالعنا بين الفينة والأخرى ما بين ظهرانينا بعض الموتورين الذين يكتبون او يرددون كلاماً ملؤه الحقد والكراهية يتلذذون في طرح افكارهم العدائيه والانفصامية ضيقت الافق والمنطق ، وبدون أي مبرر جاعلين من أنفسهم حماةً للإصلاح والتحرر الديمقراطي معتدين على كرامة الوطن وثوابته ، ويشتم من تصريحاتهم البلطجة السياسية بكل اشكالها والوانها ، ويلاحظ أن مردديها وقبل بدء جلسات مجلس النواب وهم يرددون عبارات ومعاني لمفاهيم مفادها الاقليمية والعنصرية الضيقة ، واخرها ما صرح به النائب الحجوج ،ونتمنى على المواطن ان لا ينجرف وراء هذه الشخصيات التي لا تريد بالاردن خيراً ، وانما جرها الى حرب اهلية وتعمل على توظيف اية انقسامات بكل شرائح المجتمع الاردني لتحقيق اهدافها المريبه والغامضه.
ولذا نقول لهؤلاء الموترين ان الأردن نهض بعطاء أبناؤه وأصبح منارة للعلم والمعرفة والتطور بالرغم من شح إمكاناته وموارده ومضى وهو يرتدي شماغ الفرح وثوب الوفاء حاضناً كالأم الرءوم لكل أشقاءه العرب لمن شردتهم الحروب وأصابهم التنكيل والتعذيب حتى من ذوي القربى ليكون الأردن وطنهم الثاني دون أي منة وإنما يجمعنا نبراس الخير فاتحين ذراعينا متقاسمين مع الآخرين شح مواردنا المالية والاقتصادية والمائية .
فالمتابع للاحداث السابقة من هجرة الشركس والشيشان واهل فلسطين والعراق وايواء لليبين وكذلك الاخوة من سوريا الذين وصل عددهم الى الآن ما يقارب 350 الف وغيرهم من احرار العرب ، ولذا نرى ان لهذا الوطن رسالة الهيه هي انه ارض الحشد و الرباط وارض من لا ارض له وبيت من لا بيت له و أهل من لا أهل له وأرض الانصار من كل بقاع العالم ، نتذكر عندها لما أشتد البلاء بمسلمين مكة قال لهم حبيبنا رسول لله علية السلام أذهبو الى الحبشة فان فيها ملك لا يظلم عنده أحد ، وهذا مأ قاله الكثيرين عندما هربوا للاردن و ما قاله الشيشان و الشركس و العراقيين والفلسطينين و السوريين الآن .
فاصبحنا اخوةً يجمعنا مصيراً واحداً كما مستقبلنا واحداً ، صحيح اننا نحب الاردن ونعزه ونجله ففيه قضينا اعمارنا ومنه نهلنا ثقافاتنا وتتلمذنا على أيادي اساتذة أجلاء زرعوا فينا حب الوطن والنخوة والشهامة ، وكرسوا حياتهم لخدمتنا حتى نشأنا نعتز بديننا وعروبتنا وقدسنا ... نعم نغار على الاردن كما نغار على فلسطين الحبيبه ، ونغار على سوريا كما نغار على العراق وغيرها من الدول العربية ، فنحن شعب واحد، نتطلع الى يوما قادم بإذن الله تعالى أن نتجاوز الحدود على الهوية، فالأصل أن لا حدود تفصلنا، ولا شىء يفرقنا ، وأننا يدا واحده على من عادانا ... فمن احب الأردن بصدق ووفاء أحب فلسطين وأكثر من حبه للقدس الشريف، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
نحب الأردن لأنه علمنا حب فلسطن وحب سوريا وحب العراق ... فالحب كل لا يتجزأ ... حفظ الله الاردن الحبيب بأهله وشعبه وارضه وسماؤه وكل ناسه ... حفظ الله اخواننا من حولنا تحت كل سماء عربية واسلامية.
ونسأل الله ان يؤلف بيننا وان يزرع في قلوبنا حباً شامخاُ كجبال عجلون ونابلس الأبية. والله مع الاردن وفلسطين وسوريا والعراق وكل ارضا عربية واسلامية.
وختاما سيبقى الأردن رغم أنف كل جاحد وحاقد وحاسد وطن الحرية والكرامة والعزة العربية شامخاً عصياً أبياً بأهله لا شمالي ولا وسطي ولا جنوبي كلنا في قلبه سواء ؛. فليحفظ الله مملكتنا الأردنية الهاشمية على دروب الخير المضيئة وسائر بلاد أمتنا العربية والاسلامية من أجل رفعة وعزة وكرامة الإنسان بصرف النظر عن لونه وجنسه وعرقه ومكانته الاجتماعية أينما وجد على ثرى هذه البسيطة .