معركة الكرامة المهندس تيسير فهد المحاميد العبادي
يرتبط يوم الحادي والعشرين من شهر آذار بذكرى مشرفة مكللة بالمجد والكرامة والشموخ ، ذكرى معركة الكرامة الخالدة ففي الساعة 5:30 من صباح يوم الخميس من ذلك التاريخ وقعت المعركة واستمرت 16ساعة واستيقظ الأردنيون على صيحات (الله اكبر) واصوات القنابل والمدافع والدبابات وزغاريد الأمهات الله اكبر تعالت من حناجر اسود جيشنا العربي الابطال الذين رووا بدمائهم ارض الكرامة وهزموا العدو الصهيوني شر هزيمة وقضوا على اسطورة الجيش الذي لا يقهر. ذكرى وقصة لمعركه خاضها جنودنا البواسل من افراد الجيش العربي والشهداء الأبطال الشباب الصغار بعمر الورود الذين بايعوا الله على الشهاده في معركه غير متوزانه لا باعدد ولا بالعدة ولا بالعتاد لكنهم انتصروا لأن القلوب نظيفة ومتجهه لربها بدون اي حسابات اخرى هدفها الدفاع عن ارضها عن وجودها عن عرضها عن الشرف عن الثرى عن الكرامة واستمدوا هذه المعنويات العالية من ايمانهم بالله ولانهم على حق والعدو على باطل فصمد رجالنا الاشاوس بصدق وبسالة وكانت المعادلة عند الجيش الاردني (الحياة او الموت) وكان للايمان الصادق لابطالنا البواسل الذين شاركوا في المعركة وعقيدتهم الراسخة وثباتهم الاثر الاكبر في تحقيق النصر . فلا بد ان تكون النتيجه نصر مبين نصر يهز الدنيا هز فالمجد والخلود والرحمه لكل الشهداء الذين سطروا اروع الملاحم بالبساله والصمود من جنودنا الابطال فعلاً ستبقى معركة الكرامة خالدة ، نعم لقد تصدى لهم الشجعان من أبناء القوات المسلحة الأردنية بكل شجاعة وتصميم على تحقيق النصر ورد العدوان ودحر قوات العدو ومنعه من تحقيق أهدافه.أن معركة الكرامة تعتبر نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فلأول مرة ينتصر جيش عربي على جيش اسرائيلي بعد 3 حروب خاضتها الجيوش العربية وقد جاء نصراً غير مسبوق حيث ارتفعت المعنويات وعادت الكرامة والعزة للامة العربية بكاملها كما أعادت ثقة الشعوب العربية بجيوشها وشكلت أول اختراق تاريخي للصراع العربي الإسرائيلي. ولاول مرة يستولي جيش عربي على اسلحة اسرائيلية ثقيلة بعد الهزائم المتكررة. وبصمود وبطولات وتضحيات جيشنا الباسل استطاع الاردن الصامد وجيشه المقدام أن يصنع النصر المبين ويستولي على دباباته وآلياته التي عرضها في ساحة امانة عمان عقب انتهاء المعركة ، وقد بكت العيون فرحاً عندما رأتها ولهذا النصر الذي رد الاعتبار بعد خسارة العرب في حرب الستة عام 67.فقد وصلت درجة الغرور في جيش العدو ونشوته التي أعمت أبصارهم في حرب الـ67 بحيث اعتقدوا بأن جيشنا سيهزم بسهولة وأن عملية الاحتلال ستكون ميسرة ومحتملة وفي وقت قصير إن معركة الكرامة الخالدة أعادت الثقة والعزة للوطن وللأمة العربية بكاملها، اننا اصحاب حق وقد ادى ذلك الى اعطائنا قوة مضاعفة .حين تستحضر نزالات وتضحيات الابطال وفحول وصناديد جيشنا المصطفوي عليك ان تغمض العين وترى المشهد بقلبك سترى عرسا يمد المجد اكفه فيه لينقش الابطال حناؤهم على يديه.... سترى عرساً يقطف فيه ابطال جيشنا الباسل النجوم بايديهم... ستسمع زغرودة تنشدها بلابل التاريخ وهي تسجل طهر الثرى وهو يتشرب دماءاً زكيه..... هنيئا لنا بالكرامه فنحن نبعها وجيشنا المغوار صانعها وحاميها معركة الكرامة تثبت قدرة واقتدار جيشنا الأردني والانسان الاردني على صنع المعجزات. مفخرة هذا البلد تكمن في نزاهة وتقوى واخلاص وورع المواطن الاردني، الوفاء لشهداء الكرامة أن نبقى أوفياء لهذا البلد وأهله في العمل والاخلاص وان نبقى على كرامة نستمدها من تلك الكرامة.تحية الإعزاز والإكبار لشهداء الكرامة الخالده وبهذا اليوم الذي نتذكر معركة الكرامة فنشعر بأن الأمل موجود في عودة الحق للأهل مهما طال الزمان فكل التحية لوطن الشرفاء ونبارك لقائد الوطن هذه الذكرى وحفظ الله القائد والوطن وكم انت طيب يا وطني رحم الله شهداء معركة الكرامة التي أعادت لنا الكرامة وللأمة العربية فمعركة الكرامة هي سبيلنا وطريقنا الى الكرامة.
مع تحيات الكاتب المهندس تيسير فهد المحاميد العبادي/ماركا .