(20 عاماً على فراق امي عليا سليمان هملان الدعجة )
امي لقد حملتني تسعاً ...... وربيتني طفلاً ........ ورعيتني رجلاً......... فأنت أجمل لفظة وأحلى مناداه (يا يمة) فالمجد رقص على انغام التاريخ وهو يغني لك بالعرفان والجميل . امي ثغرك الباسم اجمل الورود وانت قطعة من ضمير الخالق في الشفقة والرحمة والحنان . امي لقد تعلمت منك الصبر وانت الهواء الذي احتاج ان استنشقه. وقلبك بحور ومحيطات وانت الخير والسلام . لقد علمتني ان الحياة محبة لأنك نخلة شامخة في ربوع وادي الأردن الغالي كيف ولا وقد وصفك القائد العظيم نابليون (بأنك اذا هززت سرير طفلك بيد فانك تهزين العالم باليد الأخرى) وانا اقول لو كان العالم في كفة وكنت انت في الكفة الأخرى لرجحت كفة امي.
امي كيف لي ان اتصور بأن لك عيداً ؟ فقد حاولت ان اكتب عنك او ان ارسم لك صورة لكنك كنت اعظم من كل الكلمات واجلّ وارفع من كل الصور والكلمات . كم احبك يا امي ؟ كيف احدث الأخرين عن امي ؟ امي انت فوق كل الأحاديث ولم ولن تعرفي الا العظمة والحب لأنك لا تعرفي الحسد والبغضاء والحقد ولم تخطر على بالك لأنك ذلك الأنسان الذي لا يجود به الزمان مرتين .
امي يا زهرة الأمهات ...... امي يا صرخة الولادة ........يا بنادق جنود الأردن الأحرار ........ امي يا رمز كل شيء حي........ امي ادعوك ان تكون اماً لكل الأمهات ...... امي ادعوكِ لتكوني اماً لكل الأشياء الجميلة في في جنات رحمن رحيم .
ومن اجل كل هذا ربط ديننا الحنيف عبادة الله بالأحسان الى الوالدين وكرر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حب الأم ثلاث مرات مقابل مرة واحدة للأب في احقية رعاية الأنسان وصحبته كيف ولا والجنة التي هي امنية المؤمنين وضالتهم المنشودة تحت قدميك .
امي تعجز الأيام والأقلام والكلمات عن وصف يوم لكِ ولذلك الحنان النابع من قلبك فأنت لا تنامين حتى ننام ولا تأكلين حتى نأكل وتمرضين اذا مرضنا وتسعدين بسعادتنا وفي عيدك نقف اجلالاً واكباراً لك ونقبل يديكِ ورجليكِ ووجنتيكِِ وندعو لك بالصحة والعافية وطول العمر كل عام وانت بخير وجميع الأمهات وكل الرحمة والمغفرة لمن اختارهن العلي القدير .