زاد الاردن الاخباري -
جاءت استقالة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب مفاجأة للمراقبين وحتى وزراء الخارجية العرب لكن مصادر عربية واسعة الاطلاع كشفت الى « الراي « ان الخطيب كان على وشك الاستقالة قبل نحو اسبوعين .
ووفقا للمصادر ذاتها فقد ألمح الخطيب لعدد من الدول العربية المعنية خصوصا الرئاسة القطرية للقمة بنيته الاستقالة وتذمره من طريقة عمل المعارضة السورية لا سيما بعد تعيين رئيس للحكومة الانتقالية المؤقتة غسان هيتو الذي دفع به بشكل اساسي جماعة الاخوان المسلمين في المعارضة السورية.
الخطيب القريب من الاخوان المسلمين إنهار تحالفه مع «الجماعة»، بعد ان اطلق مبادرته الشهيرة «بمد يد الحوار مع النظام السوري» تلافيا لمزيد من نزف دماء الشعب السوري ودمارها .
وبينت المصادر ان الدول العربية دفعت بقوة خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب بتولي معاذ الخطيب المقعد السوري في القمة على تلك الخلفية ولاعادة التوازن الى المعارضة السورية التي بدأت بما وصفته المصادر « برأسين « الخطيب وهيتو، الى جانب ضرورة تحقيق مطلب المجتمع الدولي بانشاء حكومة مؤقته تمثل كافة اطياف المعارضة السورية .
وكانت مبادرة الخطيب بالحوار مع النظام لاقت ردود فعل واسعة داخل اطياف المعارضة السورية وصلت حد الاتهامات بالتفريط بالثورة السورية لكن الخطيب وفق مصادر « الراي « كان على توافق بشكل خاص مع موقف المبعوث العربي الاممي المشترك الاخضر الابراهيمي بضرورة استثمار فرصة حقيقية للحوار توقف نزف الدماء والدمار وكذلك خروج الرئيس السوري بشار الاسد من الحكم وفق خطة انتقالية واضحة المعالم .
ويبدو ان الخطيب كما قالت المصادر شعر مؤخرا بان سياق تشكيل الحكومة السورية الانتقالية وخصوصا رئيسها هدف الى تقليص دوره اكثر منه توسيع تمثيل المعارضة السورية وتعزيز مكانتها في تمثيل الشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية التي تلي خروج نظام بشار الاسد من الحكم والمشهد السياسي السوري .
وكشفت المصادر ان محاولات عربية ودولية بذلت خلال الايام الاخيرة تلافيا لتفسخ المعارضة السورية وحدوث انقسامات كبيرة فيها من خلال طرح اقتراح مفاده تشكيل هيئة تنفيذية تضم الائتلاف السوري المعارض الذي يراسه الخطيب والحكومة المؤقتة التي يراسها غسان هيتو لتكون بمثابة الاطار الاوسع للمعارضة وعلى ان تمثل كافة اطياف الشعب السوري بما فيها الطائفة العلوية درءا للمخاوف من الانزلاق الى الاقتتال الطائفي في اي مرحلة مقبلة .
وقال مصدر وزاري عربي ل «الرأي» إن العديد من الدول والقوى الدولية تخشى ان تتحول الازمة السورية من صراع سياسي وان كان مسلحا على الحكم الى اقتتال طائفي يؤدي الى تمزيق سوريا وتحويلها الى دويلات عدة ما سيشعل المنطقة برمتها .
الراي