بالصور : دلال براهمة تطلق صرخة استغاثة لجلالة الملك

زاد الاردن الاخباري -

في المساء ومع اغلاق محلات الخضار ابوابها وتحت غطاء العتمة تنطلق دلال الى الحاويات القريبة من الحسبة في مخيم حطين لتجمع حبات البندورة والخيار التي عاف الناس اكلها واكياس الخبز الملقاة على جانب الطريق من بقايا وجبات تجار السوق لاطعام ابنها وابنتها واخيها البالغ من العمر 48عام بينما لم يتجاوز عمره العقلي السبع سنوات وزوجته بقدراتها العقلية التي لا تتجاوز الخمسة سنوات.

ينامون تحت سقف من الصفيح ( الزينكو) في بيت مكون من غرفة انهارت جدارنها من الرطوبة لا يستطيعون استخدامها كما يظهر في الصورة وغرفة صغيرة ليست بافضل من الاولى والمطبخ وهو عبارة عن ممر وضع في مقدمته ستارة حيث ينام اخيها وزوجته، ومع انهمار المطر يصبح البيت الذي يبلغ اجاره سبعون دينارا جزء من الشارع ينشرون ما تيسر من الاوعية لتتلقى دلف سقف الصفيح يقضون اليل بحثا عن زاوية جافة ترم عظامهم المتعبة من قهر البرد والجوع.

ويعد النوم جوعى امرا عاديا واما الاحساس بالشبع ما هو الا حلم من احلام البقظة المستحيلة، فابنها محمد ابن التاسعة عشرة يعاني من ضعف شديد في الابصار وضعف في عضلة القلب وازمة ربو منعته من العمل، واما ابنتها هدى وهي في الثلاثين من عمرها غير قادرة على العمل لان وزارة التنمية الاجتماعية كانت قد قطعت راتب المعونة البالغ 124 دينار عندما اكتشفوا انها تعمل لتقضي العائلة عام كامل بدون معونة فترتب عليهم اجار بيت مكسور منذ عام وخمسة شهور و117 دينار فاتورة كهرباء وهم الان مهددون بخسارة الزريبة التي تأويهم على حد تعبير ام محمد وانقطاع التيار الكهربائي.

وهنا تبدأ دلال بنبش حقيبة جلدية قديمة لاستخراج الادوية التي تستخدمها فهي مصابة بخمس ( دسكات) أي انزلاق غضروفي في مناطق مختلفة من عامودها الفقري ومنطقة العنق وتعاني من تشوه خلقي في عظمة الفخذ الايمن بالاضافة لتشكيلة من الحبوب المهدئة والضغط والسكري لاخيها وزوجته اللذان يعتبران عبء فوق اعباءها ومآساتها الا انها لا تستطيع التخلي عنهما فهي المعيل الوحيد له بعد وفاة اخيها الاخر واذا ما فعلت فليس امامهما غير سبيل واحد وهو التشرد.

هذه حكاية الارملة دلال براهمة باقل التفاصيل المؤلمة المصحوبة بالصور وصرخة استغاثة تطلقها لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وهي تقول بكلماتها البسيطة وصوتها المخنوق ( كل ما اريده يا جلالة الملك بيت له سقف فيه كهرباء وماء ونوافذ تدخل منها الشمس وعلاج ابني الوحيد محمد والتخلص من اوجاعي فالحبوب المسكنة لم يعد لها مفعول، اريد ان انام دون الاستيقاظ باكية من الالم والقهر من رؤية اولادي ينامون جياع غطاءهم البرد وسقف يدلف، واريد رعاية لاخي وزوجته فما هو عليه الا قدرٌ من الله)