زاد الاردن الاخباري -
في احتجاجات غريبة من نوعها بالجزائر، أقدم العشرات من المواطنين في إحدى البلدات بولاية ملية على القيام بأعمال شغب وتظاهرات احتجاجاً على قلة المقابر والأماكن المخصصة لدفن الموتى، معتبرين أن ذلك من أبسط ضرورات وأبجديات تكوين أي قرية أو دوار أو تجمع سكني.
وذكرت صحيفة "الشروق اليومي" أن التظاهرات الصاخبة وقعت في شتة قلودة التابعة لبلدية بوحاتم بولاية ميلة، حيث أقدم عشرات الأشخاص على قطع الطريق الوطني رقم 152 الرابط بين بلدية أحمد راشدي وشلغوم العيد بواسطة المتاريس والحجارة، بالإضافة إلى حرق العجلات المطاطية في وجه حركة المرور، الأمر الذي تسبب في شلل تام لحركة السير وخلف طابوراً طويلاً من السيارات والشاحنات.
وطالب المتظاهرون السلطات المحلية بتخصيص قطعة أرض من أجل دفن موتاهم لأن مقبرة المشتة أصبحت الآن ممتلئة عن آخرها ولا تتسع للمزيد من الأموات، بالإضافة إلى انهيار جزء كبير منها والمحاذي للوادي نتيجة الأمطار.
وقد تنقل رئيس الدائرة رفقة رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوحاتم مصحوبين بمصالح الدرك الوطني لتهدئة الأوضاع وإقناع المحتجين بفتح الطريق، مع القيام بزيارة ميدانية داخل المشتة للوقوف على تلك المطالب من أجل الوصول إلى حل للأزمة، غير أن المتحجين طالبوا بضرورة حضور والي الولاية شخصياً.
ورأت الصحيفة أن ما حدث من تظاهرات "يعكس الوضع المخزي الذي وصلت إليه الكثير من المقابر في أنحاء البلاد، حيث تحول بعضها إلى أوكار للمنحرفين والمدمنين، وبعضها الآخر يعاني الإهمال وغزتها الأوساخ والقاذورات، فيما احتلت أخرى لتتحول إلى أحياء سكنية للأحياء وليس للأموات".
وأشارت الصحيفة إلى أن العاصمة التي تضم أكبر كثافة سكانية "تعاني أزمة حقيقية في توفير قبور للموتى، وإن توفرت فيصل سعرها إلى الملايين للمتر المربع الواحد، نتيجة تشبع أغلبها وتزايد السكان وبالتالي عدد الموتى، وعدم تخصيص أماكن أخرى وتهيئتها كمقابر، وهو ما يستدعي تحركاً عاجلاً للتفكير أيضاً في الموتى وإكرامهم بقبر لائق".
العربية