قوى ظلامية حركت مجلس النواب
على مدار خمسة ايام من النقاشات الساخنة تحت القبة كان ظاهراً للعيان ومن خلال ماطرحه السادة النواب ان حكومة النسور لن تنال الثقة حتى وان نثرت رمال الاردن ذهباً ولكن انقلابات الساعة الاخيرة فاقت كل التوقعات وأذهلت كل المراقبين للموقف وكل الذين أكدوا ان حكومة النسور راحلة لامحالة.
انقسم السادة النواب بين حاجب للثقة ومانح ومتردد ولعل المترددين هم من قلبوا الطاولة في اللحظات الاخيرة على كل التوقعات وحجة هؤلاء ان خطاب الرجل الذي سبق الثقة قد غير المعادلة فقد بدا ملتزماً بكل ماطرحه النواب خلال المناقشات التي دارت تحت القبة.
وبشيء من التفصيل نقول ان من منح الثقة للحكومة رأى في المنح ان المصلحة العليا للوطن وفي وقت تتجاذبه عواصف داخلية وخارجية ومع شمال ملتهب يوحي بالانفجار في اية لحظة نرى انه قرار صائب وفي وقته المناسب بعيداً عن كل مصالح شخصية او جهوية كيف لا وقد منحت قبل هذه الحكومة حكومات مشهود لها بالفساد والشللية والمجلس السابق الذي سمي بمجلس 111 خير مثال على ذلك.
اما المترددين والذين منحوا الثقة في الساعات الأخيرة هم أيضا أرادوا أن يعطوا الفرصة للحكومة فهم لن يخسروا شيئاً فأن التزمت الحكومة بما وعدت وكما جاء على لسان رئيس وزرائها في الخطاب الذي سبق منح الثقة فسيكون قرارهم بالمنح مناسباً وفي وقته وان تنصلت الحكومة عن برنامجها فستكون خيبة أمل وهم وحدهم من سيتحمل عواقب هذا القرار وعلى حساب رصيدهم الشعبي فقد كان اقدامهم على منح الثقة شبه مغامرة او لعبة يانصيب وهؤلاء من وجهة نظري ايضا رأوا ان مصلحة الوطن اكبر من المناكفات وتسجيل المواقف التي لاتجدي في مثل هذا الوقت.
اما السادة النواب والذين قرروا حجب الثقة عن الحكومة فمنهم من حجبها لتسجيل موقف شعبي دون الاخذ بالمصالح العليا للوطن او لتسديد فواتير سابقة مع شخص رئيس الوزراء وليس الحكومة كلها ولكن الملاحظة التي اثارت الانتباه ان من ضمن من حجب الثقة عن الحكومة رجال دولة سابقين لم يسجل لهم عملية حجب واحدة خلال التجربة الانتخابية في الاردن ومنذ عام 89 ومع حكومات كانت تستحق بالفعل حجب الثقة عنها ولكن على مايبدوا وكما جاء على لسان احد النواب ان هناك فعلا قوى ظلامية كانت تضغط باتجاه حجب الثقة عن الحكومة للحفاظ على نفسها وهذا الضغط جاء موافقاً لمصالح النواب الذين حجبوا الثقة عن الحكومة.
يبدوا ان رئيس الوزراء قد اثار تلك القوى الظلامية عندما التزم امام نواب الامة بأنه سوف يقض مضاجع الفاسدين وانه ملتزم بتقديم وجبة من العيار الثقيل الى القضاء قد تطال بشكل او بآخر مجموعة من المتنفذين والموجود عدد مهنم تحت القبة الآن لذلك كان لابد من محاربة الرجل حتى تبقى الامور تحت السيطرة هذا سبب والسبب الآخر هناك من النواب من هم تحت القبة الان كان يرمي الى ابعد من ذلك فبسقوط الحكومة حتما ستكون الحكومة التي تليها هي من رحم مجلس النواب وستكون الفرصة مواتيه له الى ان يتبؤا مقعد رئيس الوزراء وهكذا يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد وعدنا للمربع الاول.
نعم هذا هو ماحيك للحكومة من قوى خارج مجلس النواب قوى فاسدة تريد الحفاظ على مكتسباتها طيلة كل تلك السنين التي مضت وقد وجدت ببعض النواب ضالتها واستخدمتها مطية لإسقاط الحكومة حتى يبقى الحال كما هو عليه وهذا ما ادركة النواب المترددين في اللحظات الأخيرة.
اما الان وقد حازت الحكومة على الثقة فعلى كل النواب ان يمارسوا دورهم الرقابي والتشريعي بكل كفاءة فقد طويت الصفحة وعفى الله عما مضى وليضعوا نصب اعينهم مصلحة الوطن ومواطنيه فقد ولى عصر (الدهلزه) والضحك على الذقون والاستعراض الذي لايجدي نفعا وان يضعوا يدهم بيد الحكومة لمطاردة الفاسدين مهما علت مناصبهم ومهما وصل نفوذهم لاسترداد مايمكن استرداه من ثروات هذا الوطن وان يصبوا اهتمامهم على الضغط على الحكومة لتنفيذ كل ماجاء ببرنامجها دون الالتفات الى قوى الشر والظلام التي جثمت على قلوب بعضهم لسنين طويلة فالوقت كالسيف وعلى الجميع استغلال كل دقيقة منه قبل ان ينفذ وتكون العاصفة عاتية ولن ينجوا منها الا من رحم ربي.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com