بين ابداعين يجلس المشاهد العربي امام شاشة التلفاز يراقب ويشاهد ويتعلم ويقلد ، البرنامج الاول عرب ايدول اي "معبود العرب". وهو برنامج عالمي نقلته الام بي سي(صاحبة السبق في نشر مسلسلات الفساد المكسيكية والتركية ودبلجتها) الى العرب مستهدفةً شباب وصبايا لنشر القيم والعادات الغربية المتحللة من الأخلاق، وصناعة نجوم وهميه قدوتها مطربو الحب والعشق والغرام ، وبذلك تساهم بشكل كبير في انشاء جيل كامل من المحيط الى الخليج ممسوخ الهوية ، مهزوم من داخله مقلداً للغرب في لبسه وقصة شعره وفكره ومعتقداته ، وطبعا هذا البرنامج يجد كل الدعم من الجهات الراعية (سياسياً واقتصادياً وإعلامياً) التي ترتبط بشكل مباشر مع اعداء الامة وتسيطر على ثرواتنا ومقدراتنا.
على الجانب الاخر تبرز مواهب وإبداعات تقودها قنوات هادفة اخذت على عاتقها الحفاظ على هوية الامة واستهدفت الاطفال (جيل المستقبل) بالتربية والتوجيه ، فكان برنامج صوتك كنز الذي تقدمه قناة طيور الجنة التي غرست في ابناءنا حب الوطن والحفاظ على اسلامنا وقيمنا ومعتقداتنا ومعاني الجهاد والاستشهاد لتحرير البلاد والعباد ، وحب فلسطين وحتمية تحريرها واقصانا من براثن اليهود الغاصبين. وساهمت في انشاء جيلاً طيباً اتخذ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائداً قدوة . ومن خالد بن الوليد وسعد ومعاذ وضرار وخولة بنت الازور رموزا للافتخار والتقليد، وكذلك عمر المختار وعبد القادر الجزائري واحمد ياسين.
لم اتمالك نفسي عندما رأيت الطفلة اللبنانية شيماء حدارة تبكي وهي تنشد لأطفال حمص ، نعم هكذا يكون الفن الهادف ، ولأجل اطفال سوريا وفلسطين تذرف الدموع ، لا من اجل نجومية كذابة وشهرة زائفة تعتمد كشف السيقان والصدور والميوعة وعلى المكياج الذي يلعب دور السنوات الخداعات.
استطاع هذا البرنامج "صوتك كنز" الذي لا تتحدث عنه الكثير من وسائل الإعلام اياها من الدخول الى قلوب ملايين الصغار والكبار من العرب والمسلمين وقد بدا ذلك واضحا من خلال التفاعل معه من شتى البلاد ، فكانت الفائزة الاولى من المغرب والثانية من اليمن والثالثة من لبنان. وقد شاركهم مجموعة من اطفالنا من الاردن وفلسطين وسوريا والجزائر ومصر وغيرها.
فبوركت الجهود التي تقودها القنوات الاعلامية الهادفة التي توجه الخير لابناءنا ، وهذا اشد مانحتاجه هذه الايام لمواجهة اعلام العري والفساد والضلال والكذب والتزوير الموجّه غربياً بأموال نفطية.
سالم الخطيب