زاد الاردن الاخباري -
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء العمال في احتفالهم بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يصادف يوم غد الأربعاء، وذلك في مدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية في سحاب.
واستهل جلالته الزيارة إلى المدينة الصناعية في سحاب، بتهنئة العمال بعيدهم وتفقد أحوالهم، والاطلاع على البرامج التدريبية التي يقدمها معهد التدريب المتخصص للصناعات المعدنية، والذي يقدم برامج تدريبية تلبي حاجات سوق العمل.
واستمع جلالته خلال تجوله في المعهد، إلى شرح من القائمين عليه عن البرامج والخطط التدريبية، التي تركز على مهن متخصصة في الخراطة المحوسبة واللحامات الصناعية.
ويعتبر المعهد أنموذجا متميزا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يوجد اتفاقية شراكة بين مؤسسة التدريب المهني وشركة اتحاد المقاولين، تم بناء عليها تدريب حوالي 850 متدربا خلال العام الماضي، يعملون في شركة اتحاد المقاولين وفي دول الخليج العربي، بالإضافة إلى ذلك يقدم المعهد الدبلوم التقني في العديد من التخصصات بالتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقية.
والتقى جلالة الملك بهذه المناسبة، مع عدد من العمال من مختلف القطاعات الذين وفرت لهم الحملة الوطنية للتشْغيل، التي أطلقت برعاية جلالته بداية العام الحالي، فرْص عمل بالشراكة مع القطاع الخاص.
وخلال مأدبة الغداء، التي أقامها جلالة الملك بهذه المناسبة، تبادل جلالته الحديث مع عدد من العمال حول ما وفرته الحملة الوطنية للتشغيل من فرص عمل، وكذلك المقترحات والآليات لتمكين الشباب الأردني من خلال التدريب والتأهيل الحصول على فرص تضمن لهم العيش الكريم والتطور المهني.
وعبر وزير العمل وزير النقل الدكتور نضال القطامين باسم عمال الوطن عن تقديرهم لجلالة الملك الذي يحرص على رعايتهم، ويؤكد دوما ضرورة توفير السبل التي تضمن لهم العمل الكريم الذي يؤمن لهم عيشا كريما.
وقال في كلمته خلال الاحتفال، الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، "إننا نحتفل اليوم بثلة من سواعد الخير والعطاء ونؤكد أن اليد التي تعمل، هي القاعدة الأولى للمجد والحضارة".
وأشار الوزير إلى الجهود التي تبذلها وزارة العمل بالتعاون مع الجهات المعنية بهدف توفير فرص العمل للأردنيين في مختلف القطاعات للحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن الحكومة اهتمت بجانب التدريب والتشغيل وتوفير فرص العمل للباحثين الأردنيين كأوْلويةٌ أوْلى تؤسس لانْطلاقة مخْتلفة تحْدث فرْقا فيْ البنْية الاجْتماعية والاقْتصادية للفئات المسْتهْدفة فيْ قطاع العاطلين عنْ العمل.
وبين أن الاستراتيجية الوطنية للتشْغيل التي أطلقت برعاية جلالة الملك في حزيْران الماضي، ساهمت في توفير آلاف من الفرْص الحقيْقية، لافتا إلى أنه وضمن الحملة تعمل الوزارة على توْفير المزيد من فرص العمل منْ خلال توْقيْع المزيد منْ اتفاقيات الشراكة مع القطاع الخاص، فيْ جميع محافظات المملكة.
وتطرق الوزير في كلمته إلى الجهود التي تبذل من أجل تفعيل السياسات والإجراءات اللازمة لإحلال العمالة المحلية مكان العمالة الوافدة، عبر الترْكيز على تأهيْل وتدْريب الباحثين الأردنيين على العمل فيْ المهن والوظائف، التي ستتوفر فيْ هذه القطاعات.
وأشار القطامين إلى أن الوزارة اتخذت سلسلة من الإجراءات والخطوات الهادفة إلى ضبْط سوق العمل "المتخم بالأعْداد الهائلة من الوافدين"، الذين قدموا إلى الممْلكة مستثمرين واحة الأمن والأمان في المحيط الملتهب، لافتا إلى إطلاق حملات لتصويب العمالة الوافدة، وإفساح المجال أمام كل عامل وافد لتصْويب وضعه ليتفق وأحكام القانون.
وألقى مدير عام شركة المدن الصناعية لؤي سحويل كلمة، قال فيها إن "مدننا الصناعية الممتدة من العقبة جنوبا إلى إربد شمالا وتغطي خمسة محافظات، تشهد حركة نشطة للاستثمار من مختلف الجنسيات".
وكشف أن الاستثمارات الجديدة في شركة المدن الصناعية لعام 2012 بلغت 52 مشروعا صناعيا، بنسبة نمو بلغت 80 بالمئة مقارنة مع عام 2011، مبينا أن حجم استثمارات تلك المشاريع بلغ 550 مليون دينار، وفرت ما يقارب 1500 فرصة عمل. ولفت إلى أن العام الحالي يشهد تصاعدا في الاستثمارات، وصلت حتى الان إلى نحو 16 استثمارا جديداً.
وبين سحويل أن المبيعات التشغيلية للشركة عام 2012 ارتفعت بنسبة 600 بالمئة عن عام 2011، مما يعكس جاذبية المملكة للاستثمار، بينما زادت الأرباح التشغيلية بنسبة 174 بالمئة عن عام 2011.
وقال إنه ورغم ارتفاع الكلف بشكل عام في المملكة والعالم، إلا أن المصاريف التشغيلية للشركة انخفضت بنسبة 27 بالمئة عن عام 2011، كما انخفضت المديونية بنسبة 54 بالمئة، وتم تسديد مبلغ 17 مليون دينار في عام 2012.
وأشار إلى أنه تم إعادة استثمار الوفر المالي في تطوير مشاريع رأسماليه جديدة في المدن الصناعية في مختلف المحافظات، تمثلت في إنشاء مباني مصانع نمطية، وتطوير المرحلة الثالثة لمدينة الحسن الصناعية في اربد.
يشار إلى أن مجموع الاستثمارات في جميع المدن الصناعية في عمان واربد والكرك والعقبة والموقر يبلغ 600 مشروعا صناعيا، بحجم استثمار زاد عن ملياري ومئة مليون دينار توفر 35 ألف فرصة عمل.
وخلال الاحتفال، عرض شاب وفتاة قصص نجاح حققاها، ووفرت لهما فرص عمل ملائمة حصلا عليها من خلال الاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وتحدث يزن إبراهيم حرب عن تجربته في العمل، مبينا أنه تغلب على إعاقته الحركية لينخرط في مهنة محاسب لدى شركة كارفور براتب 270 دينارا، بالإضافة إلى حصوله على تأمين صحي وضمان اجتماعي.
أما هدى العشوش، والتي تحمل شهادة الماجستير في الإدارة، فعملت منذ أن كانت تدرس في مرحلة البكالوريوس في العديد من المهن لتأمين العيش لعائلتها بعد وفاة والدها.
وأشارت إلى أنها اليوم تعمل في قسم الاستقبال لدى منتجع سياحي في البحر الميت براتب 350 دينارا مع تأمين صحي وضمان اجتماعي، وتسعى لاستكمال حلمها في الحصول على شهادة الدكتوراه.
ووجهت رسالة إلى الشباب بضرورة التخلي عن ثقافة العيب، والانخراط في المهن المتوفرة، بدلا من الانتظار وضياع الوقت.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وأمين عام الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي، وعدد من المسؤولين والمستثمرين في المدن الصناعية.
بترا