تعاني الكثير من المدارس الحكومية في مختلف المراحل التعليمية في المملكة من نقص ملحوظ في أعداد الآذنة والمستخدمين منذ فترة طويلة بسبب عدم ملء الشواغر فيما يتعلق بذلك ما يَنْعكسُ سلبا على مستوى النظافة فيها، ويدفَعُ باتجاه قيام الطلبة بأعمال نظافة صفوفهم ومرافق مدارسهم على مدار العام ، ما يشير إلى عدم مقدرة أصحاب القرار في تزويد المدارس بحاجاتها من الآذنة والمستخدمين بحجة عدم وجود قرارات تعيين للمستخدمين ، ذلك ما يحرم الكثير من المدارس من نصابها واستحقاقها القانوني من الآذنة والمستخدمين وخدمات النظافة والأعمال الأخرى الضرورية.
مدراء ومديرات المدارسَ التي تُعاني من نقص واضح في أعداد المستخدمين ، او ان بعضها لا يوجد فيه أي مستخدم، ويشكون من تدني مستوى النظافة لا يجدون سبيلا للبحث عن البدائل التي توفر لطلبتهم ومدارسهم نظافة دائمة حيث يواجهون ظروفا صعبة للقيام بمهمات توفير البيئات الصحية اللازمة مما يضطرهم للجوء الى تشكيل فرق عمل تطوعية من الطلبة وأفراد المجتمع والمعلمين للقيام بذلك ، بالرغم من شح الإمكانات المادية وتأخر المدارس من استلام مستحقاتها من التبرعات المدرسية للآن . والجدير ذكره ان من حق كل مدرسة مستخدم واحد لكل 100 طالب، فيما بعض المدارس يتجاوز أعداد طلبتها 1000 طالب، ولا يوجد فيها إلا مستخدم واحد أو اثنان في أحسن الأحوال .
ولكن الكثير من مدراء المدارس والمعلمين ومن وجهة نظرهم يتجهون إلى تعزيز ثقافة المحافظة على النظافة وتنمية قيم الولاء والانتماء لدى الطلبة من خلال المحافظة على مدارسهم صحية ونظيفة إضافة إلى المحافظة على موجوداتها التي تؤويهم ليتعلموا ويكتسبوا قيم نبيلة من خلال العمل بروح الفريق ، وليس من العيب ان يقوم الطالب بتنظيف المكان الذي يتزود بالعلم من خلاله ، وليس عيبا ان يحافظ الطالب على مقعده والغرفة الصفية فنظافة المدرسة ومرافقها مسؤولية الجميع من إداريين ومعلمين وطلبه ومستخدمين فهي عنوان يعكس اهتمامهم ويوفر حاجاتهم .
إلا أن بعضا من أولياء الأمور يؤكدون باستمرار أنَّ أبناءهم يعانون من مشكلة قيامهم بأعمال النظافة الصفية تحت مسمى "النشاط اللامنهجي"، بسبب قلة أعداد المستخدمين ، ما يضطرهم إلى التأخر عن مغادرة المدرسة بعد انتهاء الدوام المدرسي، أو القدوم للمدرسة مبكرا قبل الدوام الرسمي، أو القيام بتلك المهمة أثناء فترة الاستراحة الصباحية. لافتين النظر إلى أن أبناءهم يعودون إلى المنازل بثياب متسخة ومبللة، فيما شكا بعضهم من عدم قدرة أبنائهم على القيام بمهام النظافة نتيجة أمراض مرافقة لبعضهم .
غير أنَّ مشكلة المستخدمين في بعض المدارس الحكومية تعود إلى سوء توزيعهم عليها، حيث تجد الكثير من المدارس لديها فائض منهم، فيما البعض منها محروم حتى من مستخدم واحد يقوم بأعمال النظافة وغيرها . ولا ننسى الأهم من هذا كله والمتعلق بنوعية المستخدمين الذين يجب أن يقبلوا على عملهم بكل همة ومسؤولية اذا يجب إيجاد آليات لتقييم أدائهم بصورة تكشف عن الكثير من ظروف تعيينهم إضافة إلى الأخذ بالاعتبار كفاءتهم ومقدرتهم على القيام بالأعباء والمسؤوليات الواجب قيامهم بها .
وأخيرا نتمنى على معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الوحش الرجل الإنسان صاحب القرارات الصائبة التماس حاجات المدارس الضرورية وفتح باب التعينات للآذنة والمستخدمين بالسرعة الممكنة لمواجهة هذا النقص والابتعاد عن المحاصصة في التعيينات من قبل وزراء أو نواب. حتى لو اقتضى الأمر ان ينيط معاليه تفوض الصلاحيات لمدراء التربية للتعيين الاستثنائي للمستخدمين والحراس في المرحلة الحالية مع ضرورة ضمان العدالة في التوزيع .
مع تحياتي