في هذا اليوم الأغر نحتفل في أردن العز والخير بمناسبة غالية، نحتفل بعيد العمال احتفالاً يجسد التقدير والثناء والمحبة للقائمين على عجلة الإنتاج والصناعة والخدمات.
نحتفل في هذا اليوم ونحن نمر في فترة يشهد فيها العالم تطورات اقتصادية واجتماعية مهمة، تتطلب منا جميعاً عملاً جاداً مخلصاً ودءوبا ننهل فيه من صاحب القدوة والريادة والعزيمة قائد الوطن جلالة الملك المعظم عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، للنهوض بأردننا الحبيب بمزيد من العطاء نحو الشموخ والرفعة بإذن الله.
كم هو رائع وجميل أن تستيقظ صباحاً متجهاً إلى عملك بكل فرحٍ وسرور مستعداً لبذل ما هو مطلوب منك بكل طاقاتك مانحاً قرشك الذي تتقاضاه طعماً ألذ ونكهةً أروع وذلك من خلال قناعتك التامة بأنك قد أديت واجبك بإخلاص وذمة وضمير .
احتفالنا بعيد العمال رسالة قوية تؤمن بدورهم وتقدر عطاءهم ووفاءهم للوطن وتعبيرا عن احترام هذا الدور، وعهداً من هذه القطاعات بتقديم كل الممكن لإتاحة الفرص أمامهم لتحقيق أهدافهم على مستوى الأسرة ومؤسسات العمل والمجتمع.
في هذا اليوم تحتفي الطبقة العاملة عموماً في كافة أنحاء العالم وتحييه بطريقتها الخاصة، تحتفي بانتصاراتها وانجازاتها، بتدشين مؤسساتها ومصانعها، تبرز إبداعاتها وابتكاراتها، تعتز بمساهماتها في ازدهار مجتمعاتها، وتفخر بما حققته لضمان مستقبل زاهر لأطفالها،وتحقيق حياة كريمة في وطن حر يُكفل للإنسان فيه حريته وكرامته وقوت أبنائه بشرف ودون ابتزاز أو ملاحقة.
يا عمال الأردن ثقوا في الغد والمستقبل، فمعاناتكم وحُلمكم بمستقبل زاهر مشرق لأبنائكم لا بد وأن يتحقق، نعم أنه عيد لكل العمال الكادحين الصابرين المصابرين على لقمة العيش والسعي وراء رزقهم الذي يكفيهم الحاجة والطلب ومد اليد للحصول على المساعدة ممن يسر الله لهم المال .
إلى جميع المكافحين في خضم حياة صعبة أقدم لكم تحية بحجم كل حبة عرق طاهرة شريفة تبذلونها في سبيل حياة شريفة ومجتمع أقوى ' تحية بحجم كل ذرة ظلم قد تعرضتم لها في العمل من أي شخص كان ' تحية بحجم انتماء وإخلاصٍ تبذلونه وسيجازيكم الله عنه بقدر وفائكم وضمائركم الحية إن شاء الله ' وتحية بحجم لذة لقمة العيش التي تكتسي طعماً لا يحسه إلا من قضى يومه سعياً وراء الرزق الحلال الذي يرضي به ربه وضميره الحي ويكسو به أسرته التي تنتظره مساءً حاملاً معه ما تيسر من الطعام ليطفئوا به نيران جوعهم .
لقد خطى الأردن خطوات رائدة نحو بناء منظومات اجتماعية وتربوية جعلت من الأردن واحة للاستقرار والأمان والاستثمار، وان ما حققه بلدنا العزيز من طموحات تجعلنا دائماً ننظر نحو المستقبل بكل ثقة وعزيمه واصرار على مواصلة الجهود لتعزيز فرص النجاح في خططنا وبرامجنا، وفي اجتياز الصعوبات والمشكلات التي شهدتها المنطقة، بحكمة واقتدار نحو الأمل والمستقبل المشرق والزاهر بإذن الله.
ونحيي بهذه المناسبة مؤسساتنا العسكرية والأمنية التي مكنت من خلق ظروف ممتازة للتنمية والتقدم. نحن بأذن الله قادرون وبقيادة جلالة لملك الحكيمة وبهمة الأردنيين جميعاً على بناء بلد يملك كل مقومات المنعة والريادة. نجدد التهنئة لعمالنا الأوفياء في عيدهم، وكلنا أمل ان مستقبل بلدنا الواعد سيمدّنا دائماً بالعزم والأمل انشاء الله.