المبادرة العربية وعد بلفور عربي
الدكتور محمد علي صالح الرحاحله
rahahlehm@yahoo.com
في هذا الزمن زمن الخنوع العربي، هذا الزمن الذي تتعرض فيه سوريا قلعة المقاومة الى العدوان وسط طرب العرب لما يجرى فيها، الزمن الذي يعلن فيه الجهاد ضد سوريا لتدمر قوتها العسكرية على ايدي ادعياء الحرية الذين همهم الوحيد الوصول الى كرسي الحكم، يكبرون لتدمير سوريا و يهتفون لإسرائيل لانها تدمر سوريا، الزمن الذي يتقاطر فيه العرب و جامعتهم على تطبيق الفصل السابع على سوريا، و بعد ان دمر العراق و ليبيا و اخرجت مصر من الساحة و عقب تحيد كل احرار الأمة دولا و قادة، يركع العرب على اعتاب نتنياهو للقبول بالمبادرة العربية التي لا تبقي للعرب ماء وجه.
هذه المبادرة التي تقدم فلسطين فلسطين ارض الديانات السماوية الثلاث فلسطين اطهر بقعة في الارض، الارض التي ربطت فيها الارض بالسماء الى اسرائيل لقمة سائعة. هذه المبادرة التي لم يجرؤ بلفور في وعده المشؤوم على تقديم ما تقدمه الى اسرائيل. هذه المبادرة التي تتجاهل شعبا اسمه الشعب الفلسطيني اغتصبت ارضه و وطنه و شتت في اصقاع الارض في مخيمات الشرف اجل اسمها مخيمات الشرف و ليس مخيمات اللاجئين لان من فيها هم اشرف الشرفاء لانهم متمسكون بقضيتهم و ارضهم و حقهم و حق كل العرب بالعودة الى فلسطين، هذه المخيمات ستبقى تذكر العرب العرب و احرار العالم بفلسطين، هذه المخيمات التي تذكر ساكنيها في خارج فلسطين، و ساكنيها داخل فلسطين (المخيمات في اراضي السلطة الفلسطينية) ان لهم وطن مسلوب منذ عام 48 و ان هذا الوطن سيبقى لهم حتى و ان كانوا يعيشون على ارض فلسطين. و الفلسطينيين الذين شتتهم الدول الاستعمارية في دول العالم والذين يعيشون فيها بعد ان منحتهم جنسيات بقصد طمس هويتهم الفلسطينية و الذين يقولوا اطفالهم نحن فلسطينيين مهما حصلنا عليه من رغد العيش و المناصب لا و لن نبدل فلسطين و ارض فلسطين بحنات الخلد.
هذه المبادرة تتجاهل تضحيات الفلسطينيين و العرب من اجل فلسطين اجل تتجاهل تضحيات الشعوب و العشائر و العوائل العربية كلها فما من بلدة عربية الا و لها شهيد او جريح او اسير من اجل فلسطين. اجل انها تتجاهل حتى تضحيات الشعوب الحرة و احرار العالم الذين قدموا الكثير من اجل فلسطين و رفع علم فلسطين و احياء اسم فلسطين و وضعه على خارطة العالم و بين شعوب الأرض.
هذه المبادرة التي تجعل فلسطين بضع كيلومترات و الصراع مع اسرائيل على بعض الكيلومترات هنا و هناك. لا و الف لا يا سادة، ففلسطين واحدة لا تقبل القسمة، فلسطين فيها شعب و نزح منها شعب لا بد ان يعود اليها، فلسطين ترابها مخصبة بدم الشهداء، فلسطين قلب العالم و قلب أحرار العالم.
ان زمن الخنوع العربي و القحط و الجذب و المحل العربي، و الذي اطل علينا منذ عامين و نيف لا و لن يطول فالأمة العربية امة ولادة فيها احرار و فيها و وطنيين، فعلى الرغم من ان فيها ذو رغال الذي جلب اصحاب الفيل الا ان فيها ملايين الإبطال و الفرسان الذين لا يقبلون الضيم الذين وهبوا أنفسهم للأوطان و حرية الأوطان و دفاعا عن العروبة و الإسلام، فالشمس تغريب و لكنها تشرق في الصباح، نعم شمس الحق ستشرق ساطعة تغمض عيون الجبناء و خفافيش الليل، و ستبقى فلسطين عربية واحدة موحدة من النهر الى البحر و من الشمال الى الجنوب غير قابلة للقسمة او التقسيم او البيع او المبادلة.