"لهذا الموتِ الصاخب،،
لهذه الأجسادِ المتعبة،،،
لهذا الدمِ النازفِ في "حقلةٍ جهنمية من الإجرامِ الهجمي العبثي الجبان"،
للشهداء الأبرياء،، هنيئاً لكم هدأة الروحِ التي تُرزقون...
مرّةً ثانية،، هذا ليسَ شعراً ولا هو محاولةٌ لكتابة الشعر، فالواقعُ صارَ أثقلَ من أن تحملهُ بحورُ الشعرِ وموسيقا الأوزان،،، لكني سأكتبُ ما أشاء، وكيفَ أشاء..،، فهل نتوقفُ عند بحور وأوزان "الخليلِ بن أحمد" حين يُعجزنا النطقُ بسبب فظاعة وبشاعةِ المشهد؟ أم نبتدعُ بحرأً جديداً نخرقُ فيه الحالة الصاعقة من النزيفِ والصمت؟...
هو بحرُ الثورة إذن!،وبحرُ الحياة، وبحرُ النزيف، وأوزانه "ثارَ يثورُ ثورةً... قتلَ يقتلَ قتلاً" أو أي وزنٍ آخر يحملُ أوجاعَ الدم والجراح، ويحترمُ براءة الأرواح الراحلةِ بعثيبة المشهد الإجرامي الهمجي اليومي...
فإذْ يسكتُ الشعراءُ يا دمشق، تتعالى أصواتُ المحللين العسكريين والسياسيين الفجة!! وتتعالى أصوات الانفجارات الهمجية، وتحترقُ أجسادٌ كثيرةٌ وترحلُ أرواحٌ أكثر في صخبٍ وعبيثّةٍ لا تحترمُ رهبةَ الموتِ وجلاله، ولا تحفلُ كثيراً بتفاصيل وأسبابِ الرحيل...
فعذراً دمشقُ؛ لأننا أسلمناكِ للموتِ والدمِ والدمار
عذراً دمشقُ، فبعدَ نزيفكِ تضاءلَ معنى النزيف
وبعدَ الحريقِ الذي شبَّ فيكِ،
تضاءلَ جداً معنى الحريق،
وبعد الدمار الذي حل بكِ، تضاءلَ معنى الدمارِ
وغيّر - حتى- معنى البناء!
وبعد الخيانةِ،
بعد النذالةِ،
بعد الوضاعةِ في كل شيءٍ يُمارسُ ضدكِ
تغير معنى البطولةِ
تغير معنى الشهادةِ
والكبرياء..
لأجلِ "دمشقَ" تغيرَ وجهُ الصداقة،
وجهُ العداوة،
وجهُ الحضارةِ
وجهُ الحياةِ،
ووجه المماتِ،،
ووجه الترابِ،،
ولون الدماءْ..
***
بفضلِ "دمشقَ"
تحررَ عبدٌ وعبدٌ وعبدٌ
وصارَ كثيرٌ كثيرٌ كثيرٌ عبيد
شحوبُ دمشقَ يُدينُ الجميعَ
وقلبُ دمشقَ الذي أحرقوه،، يُدينُ الجميعَ
ووجهُ دمشقَ - بهذا الجحيمِ- يُدينُ الجميعَ
فلا عذرَ منها،
ولا عذرَ يُقبلُ منّا إليها،،
***
سلامٌ على "الشامِ" هذا الحريقْ
سلامٌ دمشقَ،، عليكِ السلامْ
فأرضُ الكرامةِ...
دارُ الكِرامْ
ونارُ – دمشقَ - بإذنِ القويِّ
سلامٌ عليها
بإذنِ العزيزِ، وذيّ الإنتقام"