يوم امس وكعادة كل الموظفين في الوطن الحبيب تتراكم كافة المشاكل الصحية المعلّقة لتفرغ حمولتها الزائدة والمتكررة في يوم السبت في المراكز الصحية والمستشفيات لانه اليوم الوحيد الذي يجد فيه رب الاسرة هامشا من الوقت لمراجعة المراكز الصحية لعلاج احد اطفاله او اثنين او ثلاثة منهم ان تيسر ذلك ، الا ان المفجع والمحزن في الامر هو رجوع المواطن بخفي حنين ، فطول المواعيد وكثرة المراجعين وبيروقراطية العمل تتعب نفسية المراجع مما يضطره الى مغادرة المركز واللجوء لاقرب طبيب دافعا مافي جيبه من بقايا راتبه المتهالك لينهي هذه المعاناة.
ملاحظة عاينتهما بنفسي يوم امس في مركز صحي ابو نصير وهي تعالي طبيبة الاسنان الخاصة بعلاج الاطفال حيث انها تتعامل بكل فوقية ودنما انسانية فالطفل لايعي الا فوبيا الاسنان التي يفترض من طبيبة اسنان الاطفال ان تكون على دراية وعلم مسبقين من ان غالبية الاطفال لديهم هذه الفوبيا وانها هي التي فقط تعلمت وتدربت على كل الوسائل والادوات التي تمكنها دون غيرها من علاج الطفل بطريقة ينتظرها والد الطفل قبل الطفل ذاته ، لعل الادهى في الامر ان هذه الطبيبه تضع يدها اليمنى في جيب وتعالج باليد الاخرى وكانها تأنف وتشمئز من القرب او التقرب من هؤلاء الابرياء الذين تشع منهم علامات الطهارة ونور البراءة ؟؟؟؟
ربما ان من يقرا الملاحظة يراها غير مهمة ولكن الموقف مثير للاشمئزاز من لا انسانية التعامل ، وامر اخر هو تحلقها مع عدد من المرضات في غرفة محكمة لايجوز الدخول اليها واذا دخلت اليه تكرموا عليك بموعد اقله شهر فيما يجلسون يتقهقون ويثرثون بما ليس له علاقة بوقت المرضى او علاجهم ، ولا يعنييهم الم الطفل وتالمه ولبذهب الطفل والمه ووالديه الى الجحيم ولينتظر هذا الالم رحمة هذه الطبيبه ومزاجها الذي لا تعرف متى يكون رائقا لتتكرم وتتطلف على هذا الطفل او ذاك بنظرة فوفية ولمسة غير حانية وكان هذا الطفل البريء اصابه الجرب او داء الكلب.والمهم ان صاحبنا والد الطفل قد غادر المركز بعد سوء التعامل ولملم طفله وولى هاربا من المركز وهو يسب على نفسه وعلى اليوم الذي جعله يراجع هذا المركز .
اقول اليس هذا المواطن من دافعي الضرائب ومن المشتركين بالتامين الصحي الالزامي ، اليس من حقه ان ينال هو واسرته الرعاية المطلوبة والكافية والانسانية ؟ اليس هناك سلوكيان واخلاق لكل مهنة لعل اسماها اخلاقيات مهنة الطب التي تتعامل مع الانسان على انه انسان له مشاعره واحاسيسه؟؟؟
جل اطباء القطاع العام نحترم ونجل الا ان هناك نفر يرى نفسه بموقع اقل من شخصه ومكانته ، وهذه الفئة عليها ان تغادر مكانها وتبحث عن مكانتها في مكان غير مكان المسحوقين والفقراء والغلابا الذين ينتظرون مسحة انسانية عزت في هذا الزمان على الكثير، اما العلاج والشفاء فنطلبه للجميع من الله عز وجل لا من هذه الفئة التي يبدو انها خارج دائرة الرقابة الذاتية اولا والرسمية ثانيا.
د.عبدالناصر العكايله