زاد الاردن الاخباري -
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر رغدان العامر اليوم السبت، الحفل الوطني الكبير بمناسبة عيد استقلال المملكة السابع والستين بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
ولدى وصول جلالته موقع الاحتفال، حيته ثلة من حرس الشرف، وأطلقت المدفعية 21 طلقة، وعزفت الموسيقى السلام الملكي.
وألقى كل من رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، ورئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور، ورئيس المجلس القضائي هشام التل، كلمات في الحفل تحدثت عن المعاني السامية للاستقلال والإنجازات التي تحققت على مختلف الصعد.
وأنعم جلالة الملك خلال الحفل على عدد من مؤسسات الوطن وكوكبة من رواد العطاء والإنجاز، بأوسمة ملكية تقديرا لجهودهم التي بذلوها في بناء الأردن وتعزيز مسيرته.
وهذا التكريم الملكي هو عرف سنوي، بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال تقديرا لمؤسسات وأبناء وبنات الوطن في مختلف القطاعات سواء أكانوا داخل الخدمة الرسمية أم خارجها.
وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، والسادة الأشراف، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
وتشرف الحضور بمصافحة جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد، في قصر رغدان العامر.
وقال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في كلمته أن الاستقلال هو عيد الحرية والبناء والعطاء، والتميز والارتقاء، وعيد الإنجازات المتلاحقة وتحقيق الطموحات.
وتاليا نص كلمة رئيس الوزراء: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله، وأعز ملكه.
حضرة صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة، حضرة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد المعظم، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، هذا يوم أغر مبارك من أيام الشمم والعز والكبرياء الأردنية، يوم فرح الأردنيين – في ظل الراية الهاشمية الخفاقة – بعيد استقلالهم وثمرة كفاحهم ونضالهم من أجل الحرية والكرامة والنهضة والتقدم.
هذا عيد الحرية والبناء والعطاء، عيد التميز والارتقاء، عيد الإنجازات المتلاحقة وتحقيق التطلعات والطموحات، وها هي شجرة الاستقلال تمد ظلالها الوارفة منذ سبعة وستين عاما، وها هي تزداد روسخا في عروق الوطن، وتضرب جذروها في أعماق الثرى الأردني الطاهر، وفي أعماق ضائرنا، تمتد في المدى فخرا وزهوا وشموخا، وتتألق في أعالي السماء تحمل آمالنا وأحلامنا وثمرا من صمود وفخر واعتزاز وكبرياء، وتلقي بظلالها الوارفة على مسيرة بناء هذا الوطن وصروحه العريقة من علمية وثقافية واقتصادية وطبية واجتماعية وسواها، ولم تستطع التحديات مهما بلغت شدتها ان تحول لحظة واحدة بيننا وبين الاستمرار في مسيرة البناء، بل مضى الأردن والأردنيون تتقدمهم قيادتهم الهاشمية الفذة بكل عزم وإصرار نحو مشارف المستقبل، لا يأبهون بعائق يعترض طريقهم ولا يلتفتون إلى متخاذل يقصر عنهم، ولا يألون جهدا في حماية استقلالهم والسعي إلى تحقيق تطلعاتهم والمحافظة على مكانتهم ومنجزاتهم وكرامتهم.
لقد آمن الهاشميون منذ أن حققوا الاستقلال لهذا الوطن أن الاستقلال لا يكتمل بغير الإرادة والعزم والتصميم والانتقال إلى المستقبل الزاهر، والاستقلال يا سيدي إنجاز أردني أصيل حصنه الهاشميون بالأمل وبالعمل، وسيجوه بالحكمة والحصافة وبعْد النظر وعمْق الرؤية والوعي المستنير.
ولئن كان آباؤك الأماجد وشعبهم قد صنعوا الاستقلال وصانوه، وأسسوا أركان هذا الوطن وشيدوه، فإنك يا مولاي وأنت سليل هؤلاء الأماجد قد بنيْت وأعليْت البنْيان وواصلْت البناء معتصما بحبل الله تعالى وبثقتك الراسخة بنفسك وبإخلاص شعبك وقدْرته وولائه، وجعلت من الأردن ثقلا ووزنا ونموذجا للسلم والأمن والاستقرار، في زمن انزلقت فيه كثير من الأوطان إلى فتن عمياء أكلتْ الأخضر واليابس، فكانتْ حكمتك التي هي الحصن الحصين للأردنيين وكل من لاذ بهم ولجأ إلى ديارهم، فحميت الأرواح، وحقنْت الدماء، بفضل حكمتك وسداد رأيك وبعْد رؤيتك وقوة صبرك، فأنْت بإرثك الهاشمي الإنساني النبيل ترى في كل قطرة دم أردنية بل عربية ومسلمة أغلى من كل غال ونفيس.
وقد قامت سياستك على منهج العقل والحكمة دون التهور والاندفاع، واختيار البناء على الهدم، واخترْت الحرية على القمع، والتسامح على التعصب، والحوار والتفاهم على التطرف والانغلاق، والحب والاحتواء على الكراهية والأقصاء.
فنعما أنت قائدا في الزمن الصعب، كيف لا وأنت تحفظ على الأردنيين استقلالهم وكرامتهم ودماءهم رغْم شح ضيق ذات اليد، ومع كل ذلك فان إرادتنا كانت وما زالت أهم مواردنا، وبهذه الإرادة كنا وسنبقى الأعلين بمشيئة الله. وبهذه الإرادة ذللنا الصخر وتخطينا الصعاب وواجهْنا التحديات وشققْنا طريقنا إلى المستقبل وسنتمر أن شاء الله الى ماشاء الله.
مولي صاحب الجلالة، إن الزمن الذي نعيش فيه صعب، والتحديات تتكالب علينا من كل جانب وصوْب، والموارد شحيحة، والحال ضيقة، ومع ذلك فإن أردن العروبة والإسلام لم يغلق بابه يوما في وجه مستجير من أبناء الوطن العربي المثخن بالجراح، فوفر المأوى لمئات الألوف من الأشقاء السوريين بعد أن كان وفر المأوى قبل ذلك لكل من لاذ بهذا الثرى الطاهر من أبناء العراق وفلسطين وليبيا ولبنان والقفقاس وسواهم.
سيدي فارس بني هاشم، أنت الذي تعبر عن روح الاستقلال خير تعبير، فالاستقلال مرهون بالإرادة والعزيمة، وإرادتنا بفضل قيادتك لنا قوية ثابتة، وها هو جيشنا الباسل ورجال أجهزتنا الأمنية يصلون ليْلهم بنهارهم في الدفاع عن الثرى الأردني الطاهر وأبناء الأردن الأوفياء، والسهر على أمنهم وحرياتهم، والاستقلال يعني حفظ كرامة المواطنين وحقوقهم، وها أنت يا سيدي أحرص الناس على إقامة العدل وإحقاق الحقوق وصوْن كرامة الناس وحفظ أموالهم وحرياتهم ودمائهم وضمان أمنهم واستقرارهم ورفاههم، والاستقلال يعني عدم غض الطرف لحظة واحدة عما تتعرض له القدس الشريف، التي أنت خادمها وراعيها، فهنيئا لك عيدك وعيد الأردن والأردنيين ، وأسأل الله تعالى أن يزيد الأردن منعة وقوة وصمودا وتقدما، وأن يزيدك يا سيدي عزا ورفعة، وأن يجعل النجاح حليفك، والتأييد صنْوك، والتوفيق في ركابك دائما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وألقى رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري كلمة أكد فيها أن الأردن حقق في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، إصلاحات واسعة مبشرة، مؤكدا أن الحكمة والظروف الداخلية والإقليمية والدولية، تدعونا وفي كل لحظه إلى مواصلة الإصلاح المتدرج الواعي، ونحن قادرون بعون الله، ثم بقيادة جلالة الملك على تخطي العقبات، ومواجهــــة المشكلات بشجاعــة وحكمة.
وتاليا نص كلمة رئيس مجلس الأعيان: بسم الله الرحمن الرحيم صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، صاحبة الجلالة، الملكة رانيا العبدالله المعظمة صاحب السمو الملكي، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد المعظم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتشرف ابتداء بأن أتقدم من مقام جلالتكم، ومن شعبنا العربي الأردني، باسم مجلس الأعيان، بأحر التهاني، وأطيب التبريكات، بمناسبة عيد استقلال الوطن، وأن أترحم في هذا المقام الجليل على أرواح ملوكنا الهاشميين البررة، الذين قادوا ركب الأحرار لصنع الاستقلال، وصونه، في زمن إقليمي دولي صعب. فكانـوا جميعا رفعة في الوطنية وبعد النظر، وسمـــوا في الفكر والتجربـة، والنزاهة ونبـل الغاية، حيـــث لا تعصب يعمي الأبصار عن جادة الحق، ولا جهوية تجنح بالمسيرة عن هدفها الأسمى، ولا شللية تقزم الأوطان، وإنما مسيرة جادة صارمة، تتوهـــج صدقا وأصالهْ، وعروبة وعقيدهْ، لا شطط فيها ولا تطرف. وبهذا، وعلى هذا، حقق ملوكنا وأجدادنـــا، الاستقــلال وصانوه. فلهــــم الرحمة جميعا، وعليهـــم رضوان من الله، جل في علاه.
صاحب الجلالة، صاحبة الجلالة، مناسبة الاستقلال هذا العام، ليست كسابقاتها. فنحن اليوم، على أبواب تجديد جذري، في مجالات عـــديده من حياتنــا، وعلى أبواب تحولات سياسية عميقهْ، وبعيدة المدى، تؤدي إلى إعادة رسم تحالفات جديدة في الإقليم. ومن واجبنا، نحن ورثة الاستقلال، أن نحفظ للاستقلال شروطه ومقوماته. فلم يعد مفهوم الاستقلال قائما على التخلص من التبعية الأجنبية فقط، ولا على التقوقع داخل الحدود، بل صار يعني القدرة على التأثير في العالم، والقدرة علـى التأثر كــــذلك، في نســــق يجنـــي العوائــد والفوائــــد، لا المشكلات والصراعات، وبمـــا لا يجافــــي الثوابت في حياة الشعوب، وفي الطليعـــــة منها، الهويــــات الوطنية الجامعة.
والاستقلال الناجز، هو ذلك الواقع الذي يؤهل الشعوب، لأن تكون صاحبة الخيار في أوطانها. وهي لن تكون كذلك، إلا إذا كان التوافق الوطني الداخلي، هو هاجسها وبوصلتها، في سائر الشؤون الأساسية من حياتها.
والتوافق الوطني الذي أعني، هو العتبة الأولى والاهم، نحو الإنجاز الذي يوفر حياة كريمة للشعوب، وهو منجز طبيعي يتحقق وبالفطرة، عندما تتجسد شروطه على أرض الواقع، وفي مقدمتها، سيادة قيم العدل والمساواة والحرية، وصون حرمة الدستور والقانون، باعتبارها حاضنة البيئة النظيفة، التي تفرز استقرارا نفسيا وأمنيا.
صاحب الجلالة، إن الأمثلة على أهمية التوافق الوطني، كشرط للأمن والسلامة، والقدرة على مقاربة الإنجـــاز، كثيـرة في عالمنا اليوم، وشواهـــــد مخرجات الربيع العربـــي وتداعياتــــه، هي دليل واضح على ذلك، وبرهان فاعل على رسوخ هذا الثابت. فبعد أن كانت إرادة المواطن العربي، تتمحــور حول التحرر من قــوى الظلم والاستبـــداد، اختلـــط هذا المفهـوم والهدف النبيل، وتشظـــى الناس في الوطن العربي، إلى مذاهــب وشيع، وهويات جانبية تتصارع، ولسوء الحـــظ، باسم الربيع الذي يحرم العــــــرب من قطف ثماره، وذهـــــــبت الغنيمة لغير العرب. عندها اكتشـــــــف الكثيرون منا، أن حديث بعض الأنظمة عن التوافق الوطني، داخل حـــدود هذا القطـــــر أو ذاك، ما هــــو إلا مجــــرد شعارات لا وجود لها، لا في القلـــوب، أو العقول، أو حتى الضمائر.
وعليه، وفي إطار هذا الواقع المرير في دنيا العرب، فلست أرى أمامنا في الأردن العزيز، إلا أن نعظم مفهوم التوافق الوطني الشامل، ولا عذر في مجافاة هذا المبدأ. والأردنيون جميعا، ومن كل المشارب والأطياف، مطالبون اليوم، دينيا ووطنيا وعروبيا وإنسانيا، بصون سلامة النسيج الاجتماعي الموحد. ولن يتنكر لذلك، مواطن أردني لديه حرص، على سلامة وقوة هذا الوطن العتيد، والدولة بكافة هيئاتها الرسمية، مطالبة بتنظيم وتعزيز هذه القيمة العظيمة أصلا، في بلد يفخر شعبه، بأنه الأبعد عن مثالب الطائفية البغيضة، ولن ينجر وراءها، تحــــت تأثير حادث مؤســــف ومرفوض، هنا أو هناك.
صاحب الجلالة، نعم، هذا هو الوقت الذي يجب أن نتحرك فيه، لنوحد صفوفنا، وهي مسؤولية جماعية، نتشارك فيها، قيادة وشعبا ومؤسسات. والوحدة هي بلا شك، سبيلنا لصد أي خطر أو عبث في الوطن والمستقبل، فلقد بنينا الوطن جميعا، بالدم والعرق، وأصبح لدينا الكثير من الإنجازات التي نعتز بها. ونحن جميعا شركاء فيه، وفي إنجازاته، وعلينا واجب حمايته.
كما علينا واستنادا إلى دورنا القومي المشرف، أن نكون عونا لأمتنا، وللشعب الفلسطيني الشقيق، حتى يستعيد حقه المغتصب، ويقيم دولته المستقلة، على ثرى آبائه وأجداده، هناك في فلسطين، النازف جرحها وجرح شعبها، منذ عقود وعقود. وحق العودة إليها، حق مقدس، لا يملك أحد حق التنازل، أو المساومة فيه. وهو حق لا تعارض بينه وبين حقوق المواطنة، على هـــذه الأرض المباركة، وعيوننـــا لا بد وأن تبقى مفتوحـة صوب فلسطين، فحقنا جميعا، هو هناك عند الغاصب المحتل.
صاحب الجلالة، الحضور الكرام، كل مشكلاتنا قابلة للحــل، إن نحن واجهناها بشجاعة، وتحللنـا من كثير من هواجسنا، وإن أدرنا أزماتنا بحكمة وعمق، وكنا نحن المؤثرين، لا مجــرد متأثرين. عندما يكون الدستور هو هادينا، وعندمــــا يكون القانون للجميع . وعلى الجميع، لأن الدولة فــــوق الجميع، وعندما تكون وحدتنا الوطنية، أصلب من أن تنكــسر لا قدر الله، وعندما تكون الهوية الوطنية الأردنية، هي مظلتنا على قواعد العدل والحرية والتكافؤ، وسيادة القانون، فالأردن الغالـي، وطن مستقل بهويته الوطنية الأردنية، وهو ليس وطنا بديلا لأحد، ولن يكون.
صاحب الجلالة، لقد حقق الأردن في عهد جلالتكم إصلاحات واسعة مبشرة، وأنتم قائد الإصلاح وراعيه، ويقينا، فإن الحكمة والظروف الداخلية والإقليمية والدولية، تدعونا وفي كل لحظه، إلى مواصلة الإصلاح المتدرج الواعي، ونحن قادرون بعون الله، ثم بقيادة جلالتكم، على تخطي العقبات، ومواجهــــة المشكلات بشجاعــة وحكمة، لنكرس كل القيم النبيلة، في خدمة الوطن والمواطن.
حفظ الله الأردن، وبارك استقلاله، وحفظ الله جلالة قائد الوطن المفدى، وأدام نهج الإصلاح الوطني، وبارك الله مسيرة شعبنا الواحد، والتحية لجيشنا العربي الأردني، بكل قطاعاته، وهو درع الوطن وسياجه، والتحية لكل من أسهم في انتزاع الاستقلال وحمايته ، ومعا بإذن الله، نبني أردن الغد ، الذي به نزهو أكثر فأكثر.
قال تعالى: "وقل اعملوا ، فسيرى الله عملكمْ ورسوله والمؤمنون".
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأكد رئيس مجلس النواب، المهندس سعد هايل السرور، أن الأردن دولة يتزامن عمر برلمانها العريق، مع عمــــرها، دولــــة اصبحت دولـــة قانون ومؤسسات، قوامها عشرات الجامعات والأحزاب والنقابات والصحف والإذاعات، والجمعيات، والاتحادات دولة إنسانها حر، إعلامها حر، قرارها حر، وحاضرها ومستقبلها، دولة دستورها محترم، سلطاتهـــــا تعمــــــــــل بتكامل، وديمقراطيتها تتجذر كل يوم.
وتاليا نص كلمة رئيس مجلس النواب: بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب الجلالة، الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، حفظك الله ورعاك، حضرة صاحبة الجلالة، الملكة رانيا العبدالله المعظمة، حضرة صاحب السمو الملكي، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليـكم وعلى الأردن كله، من شرقه إلى غربه، من شماله إلى جنوبه، على عتبات هذا اليوم الأردني المهيب، حيث الاستقلال وأبطاله، أحرار هاشميون أخيار، انتفضوا جميعا من أجل الأمة، ومعهم أحرار أردنيون غيارى، وعرب ومسلمون خيرون، ثاروا جميعا في وجه الظلم والتغييب، فكانت العروبة هاجسهم، والإسلام العظيم هاديهم، جاهدوا بإخلاص وبطولة، من أجل دولة عربية إسلامية كبرى، تحفظ للعرب سيادتهم، وللإسلام عزته ودولته، وفــي سبيل ذلك ضحوا، واستشهدوا، تحملوا الظلم والعنت والمشقة، ما هانوا، ولا ذلوا، ولا خانوا، في زمن تغولت فيه القوة العسكرية المادية، وما انكسرت أبدا إرادة الأحرار، بريادة هاشـم الحر، أسسوا الإمارة، وانتزعـوا استقلال المملكة، أرادوها نـواة للحلم العربي الكبير، وأرسوا دعائم الدولة الأردنية الواعدة، أقاموا لها برلمانها، وأطلقوا عليه اسم "مجلس الأمة"، ولهذا الاسم دلالة، بنوا لها جيشا باسلا، أطلقوا عليه اسم "الجيش العربي"، ولهذا أيضا دلالة، كانوا في طليعة من تنادوا، لتأسيس الجامعة العربية، ولهذا بالطبع دلاله، فتحوا الحدود وما أوصدوها أبدا، في وجه كل عربي أو مسلم، وصار الأردن، والى يومنا هذا، ملاذا لكل الباحثـين عـن الحرية والأمان، المسكونين بوجدان العروبة والدين، ومن المؤكد، أن لهذا كذلك، أعظم دلالة، وليس ببعيد عنا أبدا، مواقف الأردن القومية العظيمة، من قضايا الأمة كافة، مواقــف أصيـلة ترفض الإدانة والتشكيك، ولا يتنكر لها إلا جاحد، فما اْنبنت أبدا، على أساس انتهازية الربح أو الخسارة، وإنما علــــــــى قاعدة مبدئية، وفاء للعرب، وإخلاصا للعروبة، ولهذا، ظل الأردن، البلد الأثرى كرامة وشهامة، الأكثر تأثرا، في قوته وموارده، يحظى باحترام العالم كله، كلمته مسموعة، لأنه الصادق الأمـين، مكانته مرموقة، لأنه صاحب الكلمة الحق، والموقف الحق، دولته وبلا منازع، الدولة الأميز بين الأقران، فقد صنع نهضة يشار إليها بالبنان إعجابا، برغم ما واجه من ظلم وكوارث ونكبات.
حضرة صاحب الجلالة، الملك المعظم، أيها الحفل الكريم، ذكرى الاستقلال، محطة نفحص فيها واقعنا، وبإنصــــاف، فنحن نتحدث عن دولــــة متميـــزة، ، دولة تتضاءل نسبة الأمية فيها، لتقترب من حافة لا شيء في المائة، دولة لا تجد فيها ساكنا، غير مخدوم بالمرافق كافة، دولة يتزامن عمر برلمانها العريق، مع عمــــرها، دولة قانون ومؤسسات، دولة قوامها عشرات الجامعات والأحزاب، والنقابات، والصحف، والإذاعات، والجمعيات، والاتحادات دولة إنسانها حر، إعلامها حر، قرارها حر، وحاضرها ومستقبلها حر بإذن الله، دولة دستورها محترم، سلطاتهـــــا تعمــــــــــل بتكامل، وديمقراطيتها تتجذر كل يوم، دولة زان ملكها عدلها، وزان عدلها عفوها لم تسفك فيها قطرة دم، بسبب رأي معارض، دولة يتجدد الإنجاز فيها كل يوم، ومع ذلك، فنحن نتطلع للمزيد، وفي هذا حق مشروع للجميع، فالإصلاح الشامل، وجلالتكم قائده وراعيه، لا بد أن يستمر، وبتدرج مدروس واع، والأمن الوطني الأردني، لا بد وأن يدوم ويصان، وتلك هي مسؤولية الجميع، وبخاصة في هذا الوقت العصيب، الذي يجتاح الإقليم كله، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، وحيث تطل عيون الذئاب من كل اتجاه، وحدتنا الوطنية، وجلالتكم حاميها، لا بد وأن تتجذر، على قاعدة الولاء لله أولا، ثم للوطن بهويته الراسخة، وللعـرش الهاشمي المفدى، بكل ما يمثل من مــــبادئ الوحـــــدة والسماحة والصفاء، وما يجسد من قيم الوطنية والعروبة والديـــــــن، وجيشـــــــنا العربــــي الأردنــــي الباســـــل، ومؤسستنـــــا الأمنية، الأمينـــة على امـن الوطن والمواطن، لا بد وأن تلقى منا جميعا مطلق الدعم والرعاية والإسناد، وحسبنا أن جيشنا الباسل، وقواتنا الأمنية، هم حماة حراك المطالبين بالإصلاح، لا العكس، كما يحدث عند غيرنا، ولا بد وأن نسهر جميعا، على صون حقوق الإنسان الأردني ومكتسباته، وتحقيــــــق آمــــــاله وتطلعاته وحماية منجزاته، والأردنيون جميعا، ومن سائر المشارب والأطياف هم"سيدي" شعــــبكم الوفي، وهم المزهوون دوما، بقيادتكم الهاشمية المقدرة، فقد أثــــــبت الـتاريخ والأحداث والتطورات، أن الملكية الأردنية الهاشمية، حالة تميز وسماحة، يجب الوفاء لها، والالتفاف حولها، والوقوف صفا واحدا، في مواجهة أية محاولة للتعرض لها، لا قدر الله، وما جهادكم الموصول صاحب الجلالة، من أجل رفعة الأردن وإنسانه، والدفاع عن القدس وفلسطين والمقدسات، والدفاع عن العروبة وقيمها، وعن الإسلام وعظمة العقيدة، إلا شواهد حق تستحقون عليها، الشكر والعرفان، ويقينا، فان جهودكم المخلصة "سيدي"، لوضع القضية الفلسطينية، فــــي أعلى مراتب اهتمام العالم، ورعايتكم الأمينة للمقدسات، ودعمكم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، والتخفيف من معاناته، وسام شرف في سيرة الهاشميين إلى يوم الدين.
صاحب الجلالة، لكم سيدي منا في مجلس النواب، أطيب التهاني بذكرى استقلالنا المجيد، ولشعبنا العربي الاردني الواحد كل التبريكات، وسيبقى الأردن بإذن الله، وكشأنه عبـر التاريخ، وطـن العز والكرامة والشموخ، مهما كانت التحديات.
الرحمة تتنزل بعون الله، على أرواح ملوك هاشميين أبرار نحب، ومعهم، أردنيون أخيار نحب، قضوا طيبين طاهرين بعد أن أنجزوا للوطن حريته واستقلاله.
حفظ الله الأردن، عزيزا منيعا، عصيا على التحديات والصعاب، بقيادة جلالتكم المظفرة، وجلل بالتوفيـــــق والســــــــداد، سيرته ومسيرته، إنه نعم المولى، ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدوره، أكد رئيس المجلس القضائي هشام التل في كلمته إن الاستقلال مناسبة مجيدة حقق الأردن من خلالها بقيادة الهاشمين إنجازات سياسية وإعلامية واقتصادية وثقافية واستقلال القضاء والبيئة الداعمة له، كما تمكن الأردن من إرساء دعائم الدولة الأردنية وترسيخ معالم الحرية والديمقراطية.
وتاليا نص كلمة رئيس المجلس القضائي: بسم الله الرحمن الرحيم مولاي صاحب الجلالة، الملك عبدالله الثاني المعظم، صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم، الحضور الكرام، كان الأردن ومازال منذ النشأة الأولى، مستقلا بقيادته الهاشمية الحكيمة عريقا في تاريخه، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. فالخامس والعشرون من أيار كان نقطة التحول الكبرى في تاريخ الأردن ومسيرته الحضارية، وفجرا جديدا استنهض الهمة لبناء الأردن، الذي حظى بقيادة أكسبته القوة والسيادة دونما تهميش للأخر، فقد كان منذ فجر الثورة العربية الكبرى منارة يهتدي بها الأشقاء والأصدقاء.
مولاي، إن الاستقلال تلك المناسبة المجيدة التي حقق من خلالها الأردن بقيادة الهاشميين تأسيسا وتعزيزا وتمكينا إنجازات سياسية وإعلامية واقتصادية وثقافية، كما تمكن الأردن من إرساء دعائم الدولة الأردنية وترسيخ معالم الحرية والديمقراطية، سيما وأن هذه المناسبة تعتبر تجديدا لنهج الثورة العربية الكبرى وطموحات الشعب الأردني، ورمزا لحريته وكبريائه.
فبالاستقلال نسطر صفحات حافلة لتاريخ الشعب الأردني وإرادته لتحقيق الأهداف المنشودة والآمال المرجوة، التي تعزز لدينا ـ حكومة وشعباـ قيم الوفاء والانتماء.
مولاي صاحب الجلالة، لقد صنعتم بفضل سياستكم الحكيمة بداية مرحلة جديدة يفتخر بها ويزهو أبناء الأردن، هذا البلد الكبير بشعبة وقيادته رغم إمكانياته المتواضعة، ونستذكر معا الجهود الجبارة لجلالتكم والدور الإيجابي في خدمة قضايا الوطن والأمة للحفاظ على وحدته وهويته، والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته في المجالات المختلفة.
وإن تبنيكم لنهج الديمقراطية هو تخليد لذكرى الاستقلال بقيمها السامية وغاياتها النبيلة، فالدور الكبير الذي تبنيتموه منذ أن تبوأتم سدة الحكم حظي بتقدير الأوساط السياسية العربية والدولية، لما لجلالتكم من بصمات جليلة واضحة مبنية على السيادة واحترام الأخر.
مولاي صاحب الجلالة، في ظل الحديث عن إنجازات الدولة الأردنية الهاشمية، فإن إنجازات القضاء النظامي الذي يحظى بدعم من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لتؤكد أن تعزيز استقلال القضاء والبيئة الداعمة له تظهر جلية بكل درجات التقاضي بتحقيق المحاكمة العادلة والعدالة الناجزة، بما ينسجم مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان وحمايتها، وصولا إلى صدور الحكم الفاصل في المنازعات المدنية دون إبطاء وبكل حيادية وتكريس للقضاء العادل والناجز، مع اجتهادات خلاقة ومبدعة وصولا إلى أعلى درجات الجودة.
أما في القضايا الجنائية والجزائية، فقد تم تحديد هيئات متخصصة في كل نوع منها وعلى وجه التحديد في قضايا الفساد، حيث أصبحت تنظر هذه القضايا من هيئات متخصصة ومتفرغة لها، وإنجازها دون إبطاء، حيث أصبحت تنظر يوما فيوم مع تأكيد على المحاكمة العادلة وحق الدفاع وإصدار الأحكام بكفاءة دون تحيز أو تأثيرات أو إغراءات أو ضغوط شعبية أو إعلامية مباشرة أو غير مباشرة، بإجراءات عادلة ونزيهة تنطوي على احترام حقوق المتقاضين، لتكون الأحكام عنوانا للحقيقة والحجة في مواجهة الكافة وصانعة للرأي العام في مجال اجتهادها.
صاحب الجلالة، إن هذا الوضع للقضاء النظامي الذي يصدر الأحكام باسم جلالتكم وضمن إمكانياته وقدراته المحدودة، ليؤكد لكم المجلس القضائي أن قضاءنا، قد أصبح موضع اهتمام كافة الأشقاء العرب، بما تتوفر لدية من كفاءات وقدرات مهنية يتجلى ذلك واضحا في دور المعهد القضائي الأردني، الذي أصبح مركز تدريب عربي، وأخذت الوفود القضائية تحث الخطى إليها لتطلع على التجربة الأردنية وتنهل منها، ولعل التوافد على قضائنا من دول عربية وشقيقة لتولى مناصب قضائية في أجهزة القضاء لديهم ليؤكد المستوى العالي والمتميز الذي يتمتع به قضاؤنا الأردني.
وبهذه المناسبة العزيزة، نؤكد لجلالتكم أننا سنواصل السعي لخدمة هذا الوطن والارتقاء بمرافق القضاء ما وفقنا الله، وهنيئا للأسرة الأردنية بعيد استقلالها ومزيدا من النجاحات والازدهار بأذن الله، وحفظ الله الأردن قيادة وشعبا.
وختاما، اسمحوا لي أن أرفع الى مقامكم السامي باسمي وباسم زملائي في المجلس القضائي وزملائي القضاة، اسمي آيات التهنئة والتبريك بكل معاني الحب والاعتزاز بقيادتنا الهاشمية وللشعب الأردني النبيل أحر معاني التهنئة والتبريك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بترا