زاد الاردن الاخباري -
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الخميس، الاحتفال الديني الكبير الذي أقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج الشريفين، في قاعة المؤتمرات الكبرى بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين.
واستذكر وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد القضاة، في كلمة له خلال الاحتفال، المعاني السامية والدروس البليغة التي تضمنتها حادثة الاسراء والمعراج، معتبراً أنها كانت اعظم الفتوحات للامة الاسلامية، والتي غيرت مجرى التاريخ عندما كانت قبلة المسلمين نحو القدس.
وقال القضاة خلال الاحتفال الذي حضره عدد من اصحاب السمو الأمراء ، إن معجزة الاسراء والمعراج التي نقلت رسولنا الكريم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى المبارك، شكـّلت الرحلة التي كلما تذكرها المسلمون عرفوا قدر نبيهم وقدر أمتهم عند الله تعالى.
وأضاف "ولما عرفت امتنا معاني الاسراء والمعراج كانت اعظم فتوحاتهم ما كانت قبلتها نحو القدس، واعظم بطولاتهم ما كانت من اجل القدس، واسمى مكارمهم ما كانت من اجل القدس، فانتشرت فيها الاعمال الوقفية والخيرية بشكل لا تعرفه اي مدينة اخرى في العالم".
وأشار وزير الاوقاف إلى أن اتفاقية الوصاية الملكية على الاماكن المقدسة، جاءت لتؤكد ان الهاشميين ورثة بيت النبوة الذين يعون هذا الدور ولا يتنازلون عنه، ظلوا يقدمون للأقصى والقدس كل غال ونفيس، ليكمل جلالة الملك عبدالله الثاني مسيرة آبائه وأجداده، وليكون هو صاحب الوصاية وخادم الاماكن المقدسة في القدس.
وأكد "أننا ورغم كل الظروف المحيطة ببلدنا، سنبقى مراهنين على الحق في اردن الرباط، لأدلة نراها بأعيننا وتشهد بها ضمائرنا"، لافتا إلى أن عدد حفظة كتاب الله العزيز في الاردن يزيد على اثني عشر الف حافظ وعدد المساجد يزيد على خمسة الاف مسجد.
وزاد "أننا كلما مررنا بمقام صحابي قد شيدتم مبناه عرفنا اننا على الحق، وكلما بعثتم بمال مع قلة ذات اليد الى المسجد الاقصى ليضاء فيه سراج او يرمم فيه جدار عرفنا اننا على الحق، وكلما تغنينا بمقولتكم كرامة المواطن من كرامتي عرفنا اننا على الحق، وكلما صعد خطيب المسجد الاقصى على منبر صلاح الدين الذي اعدتم بناءه عرفنا انك على الحق".
وأشار الوزير القضاة إلى توجه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لتحويل معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد الأئمة والدعاة، التابع لها، إلى كليةٍ جامعيةٍ تمنح شهادة البكالوريوس في اصول الدين، وأن الوزارة قد بدأت باتخاذ الخطوات العملية لذلك.
وأعتبر المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة في كلمته، أن القدس الشريف والمسجد الاقصى أماكن مقدسة باركها الله تعالى وشرفها منذ القدم بمكانة دينية وعقدية وتاريخية عظيمة، والتي تأتي بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة.
وقال أنه "ولما يحظى به المسجد الاقصى عند المسلمين من مكانة كبيرة، كمقر الانبياء ومهبط الملائكة الاطهار، فقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام على زيارته والصلاة فيه، وبحكم الولاية الدينية والتاريخية للهاشميين أهل بيت النبوة، فقد جاء تجديد الاتفاقية الاردنية الفلسطينية بالوصاية الهاشمية على القدس الشريف، فضلاً عن أنها تمثل العلاقة القوية بين الاردنيين والفلسطينيين في أسمى صورها ومعانيها".
وألقى رئيس مجلس الاوقاف الاعلى في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب، كلمة قال فيها إن حادثة الاسراء والمعراج أكدت على الارتباط الإيماني الوثيق بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى، والذي حقق للامة مجدها وعزتها وكرامتها عندما ترجمت معنى الاسراء والمعراج على أرض الواقع.
واشار إلى أن المسلمين يقفون بكل إجلالٍ واكبار أمام عظم هذه المناسبة الدينية العزيزة، باعتبارها محطة ايمانية تربوية بارزة في تاريخ الدعوة الاسلامية، يلتمسون منها العبر والعظات ويقتدون بصاحبها، الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ولفت سلهب الى المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الاقصى، ومحاولات تغيير الطابع العربي والاسلامي للمدينة، والسعي لتهويدها وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، مطالباً الأمة الاسلامية بالالتفاف حول المسجد الاقصى والصلاة فيه، ودعم صمود القدس واهلها ومؤسساتها لتظل صخرة صلبة وسدا منيعا في وجه الغطرسة الاسرائيلية.
وأكد الشيخ سلهب، في هذا الصدد، أهمية الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني للدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مشيراً إلى المواقف الثابتة لجلالة الملك في الحفاظ على القدس والمسجد الاقصى المبارك، باعتبارهما خط أحمر لا يمكن المساس به، في رعاية هاشمية هي وسام شرف حافظ عليه الهاشميون كابرا عن كابر، إعمارا وترميما.
وألقى الشاعر الدكتور عدنان الصمادي قصيدة شعرية أشار فيها الى الدروس والعبر المستفادة من حادثة الاسراء والمعراج، والجهود والتضحيات الجسيمة التي بذلها الرسول الكريم صلى الله عليه في سبيل نشر هذا الدين في مشارق الارض ومغاربها.وأدت فرقة الهاشميين أناشيد دينية ومدائح نبوية بهذه المناسبة العزيزة.
وحضر الاحتفال رئيس مجلس الاعيان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومدير مكتب جلالة الملك وعدد من الوزراء والاعيان والنواب، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس هيئة الاركان المشتركة، ومديرو الامن العام والدفاع المدني وقوات الدرك، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وعلماء الدين الاسلامي، وقضاة الشرع الشريف، وسفراء الدول العربية والاسلامية.-(بترا)