أوجه رسالة ونصيحة من مواطن أردني بسيط وغير عالم بأمور الشرع والدين كأمثال من أرسل إليهم هذه الكلمات البسيطة والله من وراء القصد ... أرسلها مباشرة إلى سماحة المفتي العام الشيخ عبدالكريم الخصاونة... وإلى معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد نوح القضاة وهي ليست بخصوص صمتهم المطبق عما يجري لإخواننا في سوريا من مجازر وقتل وتهجير ولا عن زيارة الوزير لقبور الرافضة الذين يقتلون إخواننا في سوريا وفي العراق وليس عن دفاع معاليه عن البوطي وهو يكاد يكون الموقف الوحيد الذي سمعناه منه حول تلك المأسآة الحاصلة في أرض الشام الحبيب، السؤال هو ... ما هو موقف الشيخان من انطلاق مهرجان جرش قبيل حلول شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي؟!... وماذا عن مئات الألوف من الدنانير التي تدفع للراقصين والراقصات ودعاة المجون والعري والإفساد في الوقت الذي ترفع فيه الأسعار على فقراء الشعب؟! ... وما هو موقفهما من الرقص على جراحات أمة نازفة متهالكة من المحيط إلى الخليج؟! ... فهل تخصصكم هو فقط بالكلام عن ولي الأمر وآداب المعاملة وحقوق الزوجة وزكاة الفطر والطلاق والحيض والنفاس ؟! ... هل هذه الدماء المسلمة الزكية وهذا الفجور والسفور والتبذير خارج إطار تخصصكم الرسمي أم أنكم تخشون على مناصبكم الدنيوية المؤقتة إن قلتم كلمة الحق ؟! ... نحن لا نريد منكم إعلان النفير العام ولا دعم الجهاد نريد فقط أقل القليل تجاه هذه الأمور العظام وهو بالحد الأدنى كلمة صادقة وموقف واضح وجلي ... فوالله الذي لا إله غيره لتسألن يوم الدين يوم لا ينفع منصب ولا كرسي ولا جاه عن هذا الصمت وعن هذا الموقف السلبي تجاه الأحداث الجسام التي تتعرض لها الأمة الإسلامية... وأذكركم بقوله تعالى " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" ... والمناصب كما تعلمون يا سادة هي زائلة كحال الدنيا فلا شيء يدوم إلا المواقف الصادقة مع الحق والشرعية أينما وجدوا... ولكم في سلفنا وعلمائنا السابقين القدوة الحسنة كأمثال الإمام أحمد والعز بن عبد السلام وشيخ الإسلام ابن تيمية وحديثا سيد قطب والشيخ عبدالحميد كشك وغيرهم الكثير الكثير ممن ثبتوا على الحق ولم تأخذهم بالله لومة لائم... فالمناصب زائلة كما أسلفت وتعرفون وما يبقى هو الذكرى العطرة والتاريخ المشرف في الدنيا وبراءة الذمة أمام الواحد الأحد يوم لا ينفع مال ولا ولد.