القصير عروس العاصي وارض القداسة بيت النبي القوي ايليا من بلدات الريف الحمصي الخلاب،كم قضيت فيها ايام لا تنسى بصحبة اهلها الكرماء الطيبون،وما زال طعم وجبة الافطار البلدي في فمي منذ سنين في حديقة بيت العم الغالي ابو مطانيوس ورائحة المته التي كانت تتطاير في سماء الفناء ،هذه البلدة اراها اليوم تتصدر شاشات الفضائيات العالمية بعد ان طالها الدمار وتشرد اهل هنا وهناك نازحين ابان سقوطها في ايدي الجماعات الارهابية المسلحة، وهم اليوم اي ابناء تلك البلدة الحمصية يعودون اليها بعد ان حقق الجيش العربي السوري نصره الاكيد بدحر اعداء الوطن.
يعود رغم الخراب والدمار، فالشعب العربي السوري شعب عظيم وقادر على اعادة الاعمار والبناء فما تهدم من الحجر سيبنيه البشر فلا تحزنوا على الحجر الفاني بل بالحري على فراق الانسان الباني فالرحمة والبركات حلت على كل بيت قدم للوطن شهيد يسكن في احضان رب المجد في السماء.
البلدة لم تعد تشبه شيئًا مما كانت عليه سابقًا، بعد ان اندحرت الجمعات الارهابية المسلحة التي كانت تحتل البلدة وتنكل بأهلها العزل، ليسكنها الخراب والدمار.
هذا وقد سيطر الجيش العربي السوري على القصير بعد معركة شرسة استمرت ثلاثة أسابيع، انتهت في الاسبوع الماضي. واحتفل السوريون هناك بهذا النصر، رغم الأنقاض التي أخفت معالم البلدة.
تعتبر سيطرت الجيش على القصير وفرض الامن على هذه البلدة الحدودية الهامة والاستراتيجية باب النصر الاكيد ونهاية التدفق الغير مشروع للسلاح من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية وضبط تهريب السلاح الفتاك الذي يقع دائما في ايدي الارهاب المنظم والممول من انظمة الموت من ما يغير المعادلة على الارض.
عودة اهل البلدة اليها لم يكن ممكن مع بقاء تلك الجمعات الارهابية وخاصة المسيحيين الذين تم الاعتداء على مقدساتهم وقتل رهبانهم وكهنتهم واختطاف اساقفتهم يعودون اليوم وكلهم امل بعودة بلدتهم لسابق عدها في عهدة النظام العربي الاشتركي الذي صان حقوقهم كل ذلك الزمن وحمى مقدساتهم وصان كرامة رهابنهم ورجال كنائسهم ، المسيحين يشكلون في القصير نحو 10 بالمئة من سكان البلدة الذين يبلغون نحو 40 ألفًا. لكن العديد منهم وجدوا الأنقاض بانتظارهم بدلًا من المنازل التي سكنتها أسرهم لأجيال.
والكارثة الكبرى التي وجدها المؤمنين المسيحيين العائدين امامهم هي كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك، كنيستنا العجائبية التي طالما سهرنا فيها وكنا نستقبل زوارها من كل الطوائف فسوريا الاسد لم تعرف يوماً عنصرية مذهبية اوشرذمة طائفية لم تميز سلبا بين ابناء وطنها وكان مقايسها كثرة او قلة انتمائهم لتراب سوريا ولعطر الياسمين الدمشقي ،اقول عادوا اهل البلدة الى كنيستهم فوجدوا مذبحها الرخامي محطم وقد شُوهت تماثيل المسيح والسيدة العذراءو القديسين وامتلأت الجدران بكتابات ضد المسيحيين على ايدي مرتزقة الغرب وعملاء اسرائيل وتجار النفط الاسود،فشكرا والف شكرا لكم يا اشاوس الاسد يا حماة الديار رغم النار والكبريت والدمار والانقاض ستعود سوريا امة عربية واحدة والسلام على الابواب سلام ينسحب فيه الاشرار ويرفرف وجه الله على غمر محبتكم.رئيس تحرير نورسايت